محمد محمود غدية - الثورة والحفيدة

بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، تشابكت الأفكار وأمسك بعضها برقاب البعض وتناطحت فى رأسه، وهو يسأل الأبناء والأحفاد عن معنى ثورة اليكترونية والفيس بوك، بعد أن كان الجد هو الدليل والمرجع فى كل نواحي المعرفة، أصبح هو من يستجدى السؤال،
قالت الحفيدة : الفيس بوك عالم رحب، يقرب المسافات بين الناس فى كل الدنيا، وهو الذى وحد بين شباب الثورة، ستكون لك صفحة خاصة بها صورتك وإسمك على الفيس، وستدهش بالأصدقاء الكثيرين وهم يطلبون منك التواصل معك عبر دردشة الفيس، إنها نافذة مفتوحة على كل الدنيا، إبتسامة رضا تعلو وجهه وهو يربت فوق ظهرها إعتزاز وفخر أمام ماتعرفه من معلومات، بعد أيام فتح صفحته ليجد الكثير من رسائل الأصدقاء الذين باعدت بينهم المسافات، تحاور معهم وشعر بحميمية ودفء لم يسشعرهما من قبل، نكهة الزمن الجميل تتسلل إلى أعماقه، إنتقل إلى الصحافة ليعرف آخر الأخبار كما علمته حفيدته، عرف كيف بدأت الثورة ولماذا إختاروا تحديدا يوم الخامس والعشرين من يناير، لأنه يتوافق وعيد الشرطة وتظاهرهم السلمي، فاتورة غالية دفعها الشباب من دمائهم وأرواحهم الذكية التي رفرفت خفاقة فوق ميدان التحرير ليكتبوا ملحمة النصر، مدهوشا لإختفاء أخبار النظام التى كانت تتصدر الصفحات الأولى فى كل الصحف، أين ذهبت الفئران التى قفزت من السفينة خشية الغرق، بعد أن خلعوا على الرئيس هالة القداسة،
قالت الحفيدة : هذه أخبار قديمة دلتها ياجدو !
يعنى إيه دلت سأل الجد ؟ قالت الأم : لغة النت تعني إمسح !
فجأة سمع حفيدته تقول لأخيها : هات من الآخر .. بين دهشة الجد أمام هذه اللغة المستحدثة، ومدهشات الشباب فى نجاح ثورتهم الإليكترونية التى تسابق الزمن ولا يمكن إيقافها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى