أسامة إسبر - حياة يصنعها الموت..

انطبعتْ قدما نورسٍ على رمال ٍ
صَقلَها مدٌّ يتقدّمُ ويتراجع.
لم ينظرْ إلى انعكاسه
كانت عيناه تُصْليان أشراكهما
حيث تعبر الطرائد
وعيناي تترصدان الضوء
وهو يتقلّب على الزرقة
ويُغْرقها في لونهِ
فتخرجُ من نفسها كأفعى تخلعُ جلدها
ويسرقه ماءُ موجةٍ تندفع بطيشٍ.
إنه العُرْي يرفعُ برجاً ويتسلّقه بنفسه
كي يرمي إلى أبعد رماحاً مشتعلة.
الحَمْد للعري،
لما يقشرُ الكلمات ويعرض فراغها على الملأ
لما ينزعُ جلود الأشياء ويجففّها حتى تتبخّر
لما يفتحُ أفق المياه ويروّض وحشته
كما أحاول أن أروّض ألمي
أن أداعب فروه ككلبٍ
وأهدئ أعصابه قليلاً.
كان الموتى يتساقطون في ذاكرتي وأمام عينيّ،
يولدون في جسدي ويعيدون تشكيله بإزميل الحزن
ثم يحطّمونه خلية خلية
فينهار على نفسه
أمام صرخات تخرج من الحناجر
حين يرتمي الركام على جسدٍ.
كان الكذبُ ينسج سجادة الحقيقة
لعالمٍ يضعُ جبينه عليها ويصلي
عالمٍ لم يعد بوسعنا قبوله
يبقي كلماتنا ساخطة
تنتظر ساعة انفجارها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى