محمد الدولتلي - موسم صيد الملائكة

فتح عينيه الصغيرين في تكاسل عندما أجبره الضوء شديد البياض على ترك النوم، بدأ ينتبه الي ذلك الصفاء الذي يحيط به والنسيم زكي الرائحة الذي يتسلل الي رئتيه الصغيرتين مداعبا إياها بحنان جعلها تحاول أن تجد في الشهيق لتملأ أقصي ما تستطيع منه بين جنباتها.
انتبه إلى أنامله المضيئة، كان جلد جسده كله يشف الضوء القادم من اسفله ملتحما بالنور الذي يزدحم مع بعضه البعض ليملأ المكان بشدة لطيفة تثير البهجة في نفسه.
أدار عينيه نحو الابتسامة الحبيبة لأمه من بين النور وهي تدعوه ليحرك أقدامه الدقيقة ويسرع الخطي إلي حضنها المفتوح الذي يشع دفئا ينتظر بشوق أن يحيطه، ومن حولها يقف اخوته ووالده بين الجيران ضاحكين من قلوبهم وعيونهم تراقبه بلمعتها وهم يدعونه بإسم الدلال المحبب إليه حتى يتشجع وينال جائزة الحب من قلوبهم جميعا.
نهض بهمة والضحكات تزاحم انفاسه في الانطلاق من حنجرته الي الهواء، بدون مقدمات شعر بانحسار الهواء عن صدره، شعر بالألم يمس ذرات جسده المنهك، سكتت الضحكات في تلك الحنجرة التي كانت تجاهد الإطلاق صرخة لعلها تحرك امه لانقاذه كما تفعل في كل مرة دون جدوى هذه المرة.
تسلل الي أذنه ضجيج مرعب لا يفهمه مع صرخات غريبة عندما فتح عينيه علي الظلام المحيط به، دخلت الأتربة إلي فمه بينما بقع من ضوء أحمر اللون تفرض نفسها على رؤيته وصوت ينادي مستحثا أقدام فزعة سريعة الحركة لمساعدته.
اسرعوا.، لايزال حيا في أحضان امه.
سمع تلك العبارة قبل أن يقوموا بإزالة الصخور المظلمة من فوقه.
سمع تلك العبارة قبل أن يقوموا بإزالة الصخور المظلمة من فوقه.
احس بهبوطه من السماء مارا بين قلوب سوداء اللون تصب سوادها على الدنيا مخلفة الدمار ويقف ورائها قلوبا لا لون لها ولا تفعل سوي إطلاق العبارات دون أن يمسها ذلك الدمار ولا تخنق أنفاسها دخانه.
هبط بقوة لا تتحملها روحه الغضة ليسقط في قبر من جسد مشوه ونفس مظلمة

محمد الدولتلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى