حسين عبروس - حديث هادئ... معرض الكتاب الدولي

إنّ الحديث عن المعرض الدولي للكتاب عندنا في طبعته السادسةوالعشرين لا يختلف عن كل ما قيل في طبعات المعارض السابقة من حيث التنظيم ،والتحضير والخدمات والوسائل المتاحة للزائرين من مختلف مناطق الوطن. أقول : بكل صراحة إن المعرض الدولي للكتاب كموعد ثقافي سنوي يوفر ايجابيات لا حصر لها للقارئ الجزائري ،وسلبيات لا تنتهي إلا بنهاية سلوك وأساليب المشرفين والعارضين وبعض الزوار،ومن بين الإيجابيات أن المعرض يحرك دواليب النفوس الراكدة تحنانا الى زيارة المعرض من كل مناطق الوطن إما من أجل السياحة والزيارة ولقاء الأصدقاء والاحبة الذين طال فراقهم خلال سنوات مضت ،وإما من ناحية البحث عن المفقود بالنسبة للطلبة الباحثين في الأقسام العليا،وإما في مجال المتاجرة بالكتاب واعادة تسويقه،وقليلة هي تلك الفئة التي تقصد المعرص حبا في اكتشاف الكتاب الجديد الجيد للقراءة والاستفادة منه،ولكن للأسف سيظل المعرض حكرا على بعض الاسماء المتداولة منذ أكثر من عقدين من الزمن هم ...هم... لا غيرهم..من يحاضر ،ومن يناظر،وهم المعلمون والباقي تلاميذ يسمعون فقط..وتلك كارثة المعرض لا يلتفت المشرفون الى الجهة الأخرى من الأسماء المبدعة ،والمثقفة التي من حقها المشاركة والمساهمة،كما لا يعبأ بعض الناشرين بقيمة الكتاب من حيث الشكل والمضمون،ولا تتوفر أغلبية دور النشر على لجان قراءة محكمة تقدم الجيد والمفيد للقارئ،وللأسف يغيب عنصر النقد الأدبي والفكري والثقافي والسياسي،إن المعرض موعد ثقافي كبير ومهمّ لكنه يحتاج الى نبض حضاري وسلوكي يلتقي فيه الكاتب بالناشر والقرئ بالجميع،ويتوّج بخريطة تنظيمية محكمة من قبل المشرفين،ومن قبل أصحاب الخدمات التابعة لنشاط المعرض خلال فترة العرض..أتمنى أن أكون قد قلت بعض مايجب أن يقال ولعلّ الكثير ممن قصدوا المعرض يوافقونني الرأي..بأن النقد لا يعني الإنتقاص من قيمة المعرض،فالكثير من الكتب التي عرضت هي نفسها التي عرضت في المواعيد السابقة ،وبعض الكتب الجديدة التي هي للشباب هي في الغالب مجرد خواطر لا قصص ولا روايات تضيق ذرعا بتلك الاخطاء الكارثية في الصياغة والأساليب واللغة،ولا أحد يقول..ذلك.. أتمنى أن يكون المعرض القادم أكثر اشراقا،وأجمل طبعة تشرف الجميع من الذين يصنعون هذا العرس الثقافي الدولي في الجزائر
Peut être une image de 2 personnes et texte

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى