حميد الحريزي - حوارية الراحل كامل الجادرجي مع الشاعر الراحل معروف الرصافي \ العدد الاول من مجلة الثقافة الجديدة 1954

عرض موجز للعدد الاول 1954 من مجلة الثقافة الجديدة

عرض وايجاز الاديب حميد الحريزي






مربية الأجيال ومصباح الفكر التقدمي

مجلة الثقافة الجديدة التي مضى على اصدارها 69 عاما حيث صدر العدد الاول في ا نيسان 1954 وهي مجلة شهرية عامة صاحبها عبد الرزاق الشيخلي ومديرها المسؤول عبد المنعم الدركزللي المحامي يحررها لجنة من الكتاب هذا ماورد في الصفحة الثانية من المجلة .

وقد تضمن العدد الاول من المجلة المواضيع التالية :- الى أخي المواطن (مقال الافتتاح) لعبد الرزاق الشيخلي صاحب المجلة حيث بين في الافتتاحية الحاجة الى أصدار مجلة تهتم بالثقافة والفكر في ذلك الوقت وبين الاسباب الذي حالت دون صدور مثل هذه المجلة حينذاك ، وقد اختتم المقل قائلا:-

((..ان على الادباء واجبا عظيما وعظيما ينبغي ال يصدهم عن ادائه شيء...

وحسبنا أن نرجع البصر الى الاجيال التي سبقتنا الى الحياة ، ونرى كيف صمد المفكرون أمام الطغيان فلم ترهبهم المقاصل والسجون، ولم تردهم عما اعتزموا حراب العتاة الغاشمين، ويكفيهم مجدا أنهم استطاعوا أن يختزلوا بمداد أقلامهم الملتهب عمر الاستبداد، وأن يفتحوا في أذهان الناس كوى تطل على حياة اوفر كرامة واكثر حرية من تلك الحياة التي الفوها !

وأنا حين أتقدم الى أخواني المواطنين بهذه المجلة ، أقول في ثقة : أني لأوثر أن أخسر الحياة على أن أجور على النهج الذي انتهجته لنفسي فأفوز بمباهجها كافة . وأني معتزم أن أواجه الحياة مهما كانت سماؤها كدراء،وعزائي في ذلك هو ما انتظره من مواطني من عون وتأييد، ورجائي الى أخواني الأدباء والمفكرين أن يبسطوا أيديهم لتزويد هذه المجلة بنتاجهم الادبي والفكري لتحمل بحق لواء "الثقافة الجديدة" الحرة .

الرصافي يتحدث عن نفسه ... أحاديث للشاعر مع كامل الجادرجي ص3-23.

ودراسات ومقالات ونصوص أدبية مختلفة تضمنها العددكما مثبتة على الغلاف الاول للمجلة كما في الصورة .

من خلال عرض الدراسات والمقالات والنصوص الادبية والفكرية المنشورة في المجلة ضمن عددها الاول يؤكد مدى رصانة المجلة واهتمامها الكبير في تنوير العقل ونشر الفكر التقدمي الانساني فلاغرابة أن نطلق عليها مربية الأجيال ، هذه المجلة التي بقت منارة للمثقفين والادباء والمفكرين والثوريين العراقيين ومازالت لحد الان العدد 435 وعبر مايقارب ال 70 عاما على عمرها الزاخر بالمعرفة والعلم ، وهي المجلة الاطول عمرا بين المجلات العراقية وحتى العربية .


عرض موجز لنص المقابلة التي اجراها الاستاذ الراحل والشخصية الوطنية المعروة الاستاذ كامل الجادرجي مع الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي في عام 1944

نظرا لأهمية المقابلة التي تلقي الضوء على الحياة الخاصة والعامة لحياة الرصافي الثرة ولأننا أن الكثيرين لم يطلعوا على هذه الحوارية النادرة بين شخصيتين كبيرتين ومهمتين في تاريخ المجتمع العراقي ثقافيا وسياسيا ووأجتماعيا :-

حول الوثيقة \ يذكر في المجلة مقدما للحوارية أن هذه الوثيقة كانت مودعة في المجمع العلمي العراقي مقدمة من قبل الاستاذ كامل الجادرجي ، وقد أثرت هيئة تحرير المجلة انذاك نشر الوثيقة لاهميتها وببعد ان اعتذر المجمع نشرها في حينها وقد نشرت بعد الاستئذان من المجمع العلمي العراقي حيث ورد في المجلة (( ارتأينا أن نطوي منها بعض الفقرات التي قد يعتقد بعض اصحاب العلاقة أو ذووهم وغيرهم من أصدقاء الرصافي ومحبيه بأن في نشرها ما يمسهم أو يمس الفقيد نفسه ، مع العلم بأن ما حذف من الأصل لايقلل مطلقا من شأن هذه الويقة سواء من الوجهة التاريخية أو الادبية ))ثقج ص4.

وقد قدمها الاستاذ الجادرجي الى المؤرخ الكبير الراحل جواد علي حيث ختم رسالته الى جواد علي(( أو د أن أعرب لكم عن جزيل شكري وأمتناني لحملكم أياي على أخراج هذه المعلومات من حيازتي الخاصة ، أذ طالما شعلرت بمسؤولية معنوية كبيرة حينما كنت اراها محتجزة لدي . والان فأني أذ أضع هذه المعلومات تحت تصرف معهدكم المحترم ، أشعر بأني القيت عن عاتقي عبأ لا زمني عدة سنوات .

المخلص كامل الجادرجي

بغداد في 25 تموز 1951.

يذكره الجادرجي حول علاقته به قبل 35 عاما مضت ، وما جرت من تغييرات على هيئته الجسمانية وملابسه من ((تغيرت بنيتكم المشيقة الى ضخمة وتغير زيكم "العلمي" الملائي – العمامة والجلباب- الى زي "افندي" على اخر طراز ثم الى زي عربي كما هو الآن))، ويذكره بمقته الشديد للكذب وكف صفع احد التلاميذ صفعة قوية بسبب كذبه ، طالبا منه مخطبا اياه ((اذا سمحتم لي واخبرتموني من الذي غرس في نفسيتكم هذه الفضيلة ..))، فاجابه بانه لايتذكر سواء في البيت او المدرسة من نهاه عن الكذب ، ولم يعرف ذلك الا عندما يشاتم الافراد فيما بينهم ((يقول احدهم للاخر انك"كذاب"، وما سمعه من الوعاض، وما تعلمه عندما يقرأ القرآن ، وهذه العادة لاتورث (( وقد يجوز أن يكون الشخص كذابا وابوه صادقا والعكس بالعكس)) ص7. وحول سؤال (( هل تسمحون لي أن تبينوا شيئا عن نشأتكم؟؟)) أجاب الرصافي على سؤال الجادرجي هذا بما موجزه

(تولدي الصحيح... في سنة 1293 ه ))

وان والدته الامية من محلة قراغول بيت جاسم القفراغولي وهو جده لامه ، (( اما أبي فكان حسب ما اذكر عريفا في الدرك الذي كان يسمى الجندرمة ، ولما كان أبي دائما في الوظيفة كان أتصالي به قليلا جدا فوالدتي هي التي تعهدت نشأتي))

كانت الوالده تحثه على الالتحاق بالمدرسة على الرغم من كونه يعيش وسط بيئة غي متعلمة وغير علميه فاولاد خاله كانوا يحترفون صناعة الاحذية "اليمنيات".

درس في البداية على يد أمرأة وهو في الثالثة من عمره ، وبعد ذلك انتقل الى الحيدر خانه مدرسة "الملا بايز" والملا بايز (( شيخ كبير في رأسه عمامة ونحن التلاميذ مبثوثون في تلك الساحة نجلس على الحصير ))ص8(( وقد تعلمت الحروف الهجائية في تلك المدرسة بكتاب يدعى "جزء فتاح". ثم اتقل الى مدرسة "منيف أفندي)) في الميدان ، (( وهنالك شخص اخر في المدرسة يدعى سيد أحمد ... يدرسنا القرآن وقد اتممت القرآن أي "ختمته" في هذه المدرسة ،.... وكان عمري حينما انتهيت من هذه المدرسة دون العاشرة .)) ص9. يذكر ان كان من يدرسه كان تلميذا متقدما عليه في الدرس ولم يقابل المدرس الا عندما تخرج ، وبعدها (( ذهبت الى مدرسة الحاج حسن الافغاني الكائنة في مسجد نجيب الدين... في هذه المدرسة انالتلاميذ لم يكونوا يجلسون على الارض كالمدارس الاخرى .... وكل واحد منا قد وضع القرآن امامه مفتحا والحاج حسن يقف امام الصفوف وبيده القرآن ويقرأ بصوت عالي ونحن نتبعه باصوات عالية أيضا )) ص9((وكان مع الشيخ حسن رجل اخر يدعى " الخلفة)) وهذا يقوم بتعليمنا الكتابة ))ص10، تخرجت من هذه المدرسة مع 20 تلميذا وذهبنا الى المدرسة الرشدية العسكرية ... وكان عمري حوالي الاحدى عشر سنة تقريبا)) ص10

في هذه المدرسة لبس الرصافي الطربوش وكان من الافندية وهذا مما كان محل فخه ووالدته ، وقد نجح من المدرسة على الرغم من عدم اتقانه للغة التركية بل كان يحفظ الدروس حفظا حرفيا ، يذكر انه كان يمقت هذه المدرسة نتيجة التشدد من قبل المعلمين فيها حي ( كان احد المعلمين وهو يدعى سعيد العزاوي فكان شديدا جدا فكان يضربني ضربا مبرحا )) ص10-11

حديث يوم 5 آب (اغسطس) 1944:-

_____________________________.


يستمر الرصافي بالحديث ويقول (( قد سقطت في الصف الثالث من هذه المدرسة وقد رسبت في درس الحساب ذلك العلم الذي لم اتعلمه حتى الآن ولهذا السبب خرجت من هذه المدرسة المذكورة فالتحقت بأحدى المدارس العلمية وكانت وقتئذ في الجوامع وهي مدرسة الحير خانه ))ص11.

دخل الرصافي هذه المدرسة وهو بعمر 12 عاما ولم يكن يعرف من اللغة العربية شيئا عدا قراءة القرآن، وقد ترك زي الافنديه مرتديا العمامة ، وقد درس فيها كتاب ((الاجرومية)) على يد احد التلاميذ وباشراف الاستاذ شكري الالوسي ، يوضح الرصافي الاهتمام الكبير الذي كان يوليه له الاستاذ الالوسي ومن ثم انتقل للتعلم من كتاب ((قطر الندى)) يقول الرصافي ((اني ارى اآن ان هذا الكتاب هو أحسن كتاب يبدأ به لتعليم النحو وترك الاجرومية (( ص11

ثمانتقل الى حفظ ودراسة الفية ابن مالككما يذكر ازدياد اهتمام الالوسي به نظرا لما لمسه من جد ومثابرة في الدرس .

وقد سأله الجادرجي حول اسم امه وأبيه فاجاب :-

((اسم ابيه عبد الغني محمود واسم أمه فاطمة بنت جاسم القراغولي وهي عربية الاصل اما والده فكردي الاصل من عشيرة الجبارية.... وانه لايعرف من اللغة الكردية شيئا ...وقد كان يحب امه كثيرا ما رابطته بوالده (( فكانت ضئيلة جدا ولذلك لم يكن يحب والده الذي كانت فيه حدة في الطبع وكان متدينا جدا)) ص12.

(( كان يغضب عندما يقال له انك كردي وكان على ذلك يبكي احيانا)) ص12.

وقد توفى والده بعد وفاة والدته بفترة قصيرة قبل الحربوقد توفى والده قبل وفاة والدته بفترة قصيرة قبل الحرب (( وقال الاستاذ أنه لما كان فقيرا فقد كان يشعر بضنك العيش فيصادف احيانا ان طعامهم لم يكن غير الخبز والخيار.))

حديث يوم 11 آب( اعسطس) 1944:

_______________________.

يحث حريق في غرفته في الحيد خانه ، فيفقد عدد من كتاب الاستاذ شكري الالوسي وبعضا من محاولاته الشعرية الاولى ، ينتقل للدرس والسكن في جامع الحيدر خانه، يدرس كتاب (مغنى اللبيب) على لشيخ عباس القصابويواصل الدرس على يد الاستاذ الالوسي، يذكر انه استفاد من شكري الالوسي اكثر من أي استاذ اخر، وقد شجعه على كتابة الشعر ، وكان يكتب الكثير من ابيات الغزل (( اسمعي لي قبل الرحيل كلاما ... ودعيني أموت فيك غراما)) ص14.

وكان يفضل قراءة شعر المتنبي والعري ، وكان يعرض اغلب شعره على الاستاذ شكري الالوسي وقد ذكر حادثة طريفة كانت له مع له مع مسعود افندي اخ شكري افندي (( في يوم من الايام قرأت عليه بيتا من الشعرفاعجب به وكتبه وبعد كتابته سألني عن قائله فلما قلت له أنا الذي نظمته ازدراه ومزق الورقة ورماها في الارض فتأثرت كثيرا من هذا الحادث... وبعد أيام نظمت بعض الابيات فقرأتها عليه وقلت هذا من شعر المتنبي فاعجب بها وكتبها وبعد ذلك اخبرته انها لي فلم يقل شيئا .))!!!! يبد ان هذا مرض متأصل عندالكثير من الادباء ولحين التاريخ .

بعد اكمال الرصافي الدراسة في المدارس الدينية وبعد ان اصبح عمره 25 عاما عين معلما في مدرسة الراشدية ، ثم في مدرسة جامع أفندي ، ثم معلما للغة العربية في مدرسة الاعدادي الملكي حيث يقول ((نعيني في هذه المدرسة يعتبر حياة جديدة بالنسبة لي لاني صرت اختلط مع الناس بينما كنت منعزلا في الجامع )).


ويذكر انه تعلم السكر وشرب الخمر على يد شخص يدعى محمد البهلوان وهو خياط عسكري(( وبعد ان صرت اعلم في مدرسة الاعدادي الملكي تصادقت مع معلم التاريخ المدعو نعمان أفندي وفي دار هذا الشخص شربت الخمر لاول مرة بصورة منظمة)).ص16

بأ نشر قصائده الشعرية هو وجميل صدقي الزهاوي في مجلة (( المقتبس))) وفي جريدة المؤيد للشيخ علي يوسف.

وقد اغتاظ الزهاوي لان الاستاذ كرد نشر قصيدة الرصافي في مكان بارز من مجلته بعنوان "اكبر الشعر"، وصار الزهاوي لايكلم الرصافي.

وقد ذكر (( لم اتأثر بشعر الزهاوي مطلقا لأني لم اكن ارتضيه وكنت أجد في شعره بعض الاغلاط النحوية واللغوية وكنت ابهه الى ذلك)) ص16.

يذكر الراحل الرصافي الكثير من الاحداث والحوادث حول علاقته مع الزهاوي بين المد والجزر وكما يرى ان اكثرها كانت بسبب غيرة الزهاوي منه ، وبسبب تمادي كتب له قصيدة مطلعها

(قل للزهاوي اني كنت لاقيه .... مقالة كانت منها بادي الحذر

الى قوله

فن اتيت بدعوى العلم فارغة ... فما اتيت بشيء غير منتظر )) ص17

حديث يوم 25 آب( اغسطس) 1944:-

_______________________-.

يذكر الرصافي هنا حياته كمتدين ملتزم في جامع الخاتون وصداقتهمع شخص يدعى صدقي بك وولدهرؤوف ، وكانت هذه الصداقة السبب في ترفيع والده من قبل الضابط التركي ، والدافع لكتابة قصيدته (السجن في بغداد) بعد ان زار السجن مع صديقه .

حديث 8 ايلول (سبتمبر)1944.

______________________.

يتحدث الرصافي هنا حول انتاخبه نائبا في المجلس النيابي بعد اعلان الدستور سنة 1912-1916 ثم مدد الى سنة 1919 حيث قضى كل هذه الفترة في الاستانة ، ثم قضى فترة في الشام ثم مدرسا في دار المعلمين في مدينة القدس بوساطة من محمد كرد علي ، براتب شهري 25 جنيها مصريا سنة 1919-1920 .

التقى الكثير من الادباء في القدس كاسعاف النشاشيبي وخليل السكاكيني ، ثم طلب منه العود الى العراق لاصدار جريدة برغبة من طالب النقيب المرشح لملوكية العراق . سافر الى القاهرة ومن القاهرة عاد الى بغداد برفقة السر برسي كوكس مع المس بيل وفهمي المدرس وجعفر العسكري وساسون افندي . لم ينجز مشروع الجريدة لعدم توفر المال ونفي الانكليز لطالب النقيب وتولي فيصل ملكا للعراق برغبة من الانكليز ، عين بوساطة من مس بيل نائب رئيس لجنة التاليف والترجمة براتب 600 ربية شهريا ، ثم عين محاضرا على المعلمين ، ثم مفتشا للغة العربية بعد تشكيل الحكومة الوطنية . سافر الى استانبول بعد تولي الحصري المعارف وقد تجنس بالجنسية التركية ، ثم سافر الى بيروت وتجنس بالجنسية اللبنانية ، العودة الى العراق بطلب من عبد المحسن السعدون .

حديث يوم 22 ايلول (سبتمبر) 1944:

___________________________.

يتحدث عن ذهابه الى الاستانة بعد المشروطية في 1908 ، على فرض انشاء جريدة باللغة العربية باتفاق بينه وبين احمد جودت ، ولكن لم يحصل التوافق فاتصل بالاستاذ جميل صدقي الزهاوي الذي كان في الاستانه وقت ذاك فساعده واسكنه معه في داره ((حتى ظهرت الحركة الرجعية في 31 مارت ، وقد نفدت دراهمي)) وقد تمت مساعدته من قبل ندرة مطران ونخلة مطران من اهل بعلبك حيث تكلفا بمصاريفه \، ثمتواصل مع حكمت سليمان بك وخالد بك سليمان ... حدثت الحركة الارتدادية (( فاوقفت ليلة واحدة ظنا منهم اني احد المشتركين بحركة العصيان لان الحركة المذكورة قام بها المتدينون في الاستانة )) ص18.

فخلع الرصافي العمامة للتخلص من الشبهات وارتدى الطربوش ، وكانت للرصافي الرغبة بالعودة الى بغداد لولا رغبة زكي مغامز الحلبي (مترجم كتاب تاريخ التمدن الاسلامي لجرجي زيدان من اللغة العربية الى التركية )) فبقه هناك ودفع نفاقاته لستة ؟أشهر ، ثم عاد الى بغداد بعد ذلك .

يتحدث كذلك عن مروره ببيروت والترحيب الذي لقاه من الادباء في لبنان ولكن لقلة دراهمه غادرها .

طبع ديوانه الاول باقتراح من محيي الدين الخياط وكتب له مقدمته فحصل على 30 ليرة فرنسية ذهبا ... عاد الى بغداد ثم الاستانة بدعوة من عبيد الله افندي من اهالي ايدن ( ومان نائبا عن ازمير) وقد تم اصدار مجلة باسم ""العرب))... عين مدرسا وتابع اصدار المجلة الى اغلقت ، وعين مدرسا في مدرسة الواعظين لدرس الخطابة العربية لمدة اربع سنوات لحين انتخابه نائبا .

وحول قصة انتخابه نائبا ، فقد كان عن طريق طلعت بك وزير الداخلية لانه درسه اللغة العربية وكان بينهما توافق في الافكار فانتخب الرصافي نائبا عن المنتفك وهو في الاستانة .

لم يدخل الرصافي جمعية الاتحاد والترقي ، كان على علاقة بمن يشتغلون للقضية العربية ولكنه لم ينتمي الى اية حزب او جمعية .

حديث يوم 29 ايلول (سبتمبر) 1944:

------------------------------------.

عاش في بغداد تحت رعاية عبد المحسن السعدون مع برودة العلاقة مع الملك فيصل .

وبعد سوء حالته المعاشية نظم قصيدة همزية موجهة للسعدون قال فيها :-

(فان لمتدرك الايام عريي... بثوب منك ياغمر الرداء )

فاثر ذلك في الملك فاوعز الى الحصري باعدته الى المعارف وقد بقي في المعارف من سنة 1923- 1928 ولكن لم ترق له هذه الوظيفة حيث يقول(( فلم ترق لي تلك الحالة فنويت الاستقالة والذهاب الى الهند ) ولكن عبد المحسن السعدون رفض ذهابه الى الهند وحال دون ذلك وقد بقي بدون وظيفة حتى عام 1930 ، ثم عين براتب 12 دينار . ترك بغداد وسافر الى الفلوجة للتفرغ للعمل الفكري والانشغال في تأليف كتابه (الشخصية المحمدية ) من 1933- 1941 ، ولكنه يذكر للجادرجي انه لم يكمله ، ولم يستطيع طباعته في العراق لعدم تفهم الناس لافكاره وطروحاته في الكتاب ،وكان يتمنى ان يسافر الى احد الدول الاجنبية ليتمكن اخراج كتابه الى النور .

ولم يركتابه النور في العراق حسب علمي الا بعد انهيار النظامالصدامي بعد 2003 وهوالان متوفر في المكتبات العراقية ... ومن الجدير بالذكر ان المجلة اعدت ملفا خاص بالشاعر معروف الرصافي في عددها(8) لشهر اذار ونيسان لسنة 1959.







تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى