د. سيد شعبان - حكاية رضوى!

حين انتهى من رواية" ثلاثية غرناطة" مثل أبو عبدالله الصغير أمامه؛ حين مر بهذا المكان تذكر كل هذه الأحداث... الباب ما يزال موصدا؛ تقف على جانبي السور خيول وجنود يرقبون كل شيء.
ترسل راشيل أو ماري أو غيرهما سفنا تقتحم البر تنزل الرايات الخضر فتحيلها حمراء تنزف!
أصوات لا يتبين مكانها لكنها تتوالى في أنين متقطع ثم تتلاشى وتتبعها أخرى فهي تتشابه في عزف تلك المندبة، وقع السياط ينشر الرعب، يتحسس الواقفون أجسادهم فعما قليل ربما يلقى أحدهم نفس المصير؛ لا توجد لائحة انهام مسبقة حيث يصدر ذلك الجالس فوق الأريكة أمره بأن يشير إلى امرأة أو رجل أو حتى جرو صغير يلاعب حملا بأن يضم كل هؤلاء إلى تلك الجوقة التي تعزف بأناتها تحية الصباح.
يشعر بارتياح لوقع تلك السياط، منظرها وهي تتلوى كالأفاعي في الهواء وحين تترك صداها تشعره بنشوة غريبة.
النسوة وهن ممزقات الثياب وقد تقافزت أثداؤهن كلما أوجعتهن السياط، يحلو له أن يتخيل كم كن فاتنات وهن يمتنعن عن نزواته التي تربض في جسده الذابل.
لا مكان لهؤلاء الحمقى في عالمه، لا يكفون عن الضجيج، يعتاشون على حقول القمح، تعجز الأرغفة أن تملأ بطونهم، عليه أن يتخلص منهم.
لم تعد تفلح معهم تلك السياط، هل يفتح سور مدينته ويلقي بهم في تلك الصحراء؟
تفترس الذئاب الجوعى وتقيم بنات آوى عرسا من جلود البائسين؛ ومن ثم ينشد الرواة أشعارهم في ذكر محاسن المرتفع فوق الأريكة؛ كم هو حاتمي يمنحهم وجبات من زهو يفخرون بها.
لم لا يفتح ثقوب السد ومن ثم يأتي الطوفان ويذهب بهم إلى دار أخرى؟
إنه يسكن في مكان أعلى؛ ترتفع أريكته كلما عزف أحدهم بأنينه، عليه أن يكف عن طيبته؛ دارت في ذهنه كل تلك الأفكار، لكنه لن يجد من يقدمون له تلك الوجبة اليومية من الزهو.
تحيروا فيما يغعلون؟
فعلوا كل ما استطاعوا؛ وهبوه أجسادهم يفعل بها ما يشاء من خطوط ومنحنيات؛ وهبوه أرحام نسائهم يدع متى أراد من نطف فيها، إنه قدرهم الذي استناموا في خدر على وقع صياحه، يختار فلا تخطيء حكمته البراعة.
أوسعوا لسياطه مكانا فسيحا في أجسادهم؛ تتلوى فيه وتتمطى كيفما تشاء.
ياله من عمل صباحي يبذلونه ليرضى الجالس فوق الأريكة التي يزهون بها؛ يتباهون حين يتبادلون الأحاديث في عتمة الليل مع الآخرين في الجهة المقابلة؛ لقد ضرب بينهما بسور لا باب له، يؤدون عملا كل صباح يظنونه يختلف عما يقوم به هؤلاء!
في الجهة المقابلة ينصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى