كتاب كامل مصطفى الحاج حسين - عناكب الحنين.. (مجموعة شعرية)

* عناقيدُ البهجةِ..
حينَ لامستْ روحُكِ أدغالَ تشرُّدي
تفجَّرَ نبضي بالمدى المعطَّرِ
تفتحتْ آفاقُ أمواجي
تدافعتِ البروقُ في دمي
صارت لغتي حمماً منْ ندى
وتدلَّتْ عناقيدُ البهجةِ من آهتي
السّحابُ يتوغَّلُ في ترابي
الضّوءُ يستحمُّ بأنفاسي
الكونُ أخذَ يتوسَّعُ بحنيني
الشّمسُ انصهرتْ بقبلاتي
والرّيحُ تشابكتْ أصابعها مع أجنحتي
الدّروبُ خاضتْ في التّوهانِ
تشرَّدتِ الأنهرُ عن مسارِها
الأسماكُ صعدتْ قِممَ الجبالِ
الوردُ جرفَهُ انبهارُ السّرابِ
في روحِكِ تناهيتُ للسماءِ السّابعةِ
كنتُ على بعدِ قُبلتينِ
من أبوابِ النّعيمِ
على مسافةٍ قصيرةٍ من الخلودِ
كادتْ أصابعي تلمسُ الأزلَ
وأقدامي أوشكتْ أنْ تقفَ
على مروجِ الأبدِ
من روحِكِ تبدأُ الدّنيا بالحياةِ
وأرى الحياةَ تنتهي عندكِ.*
إسطنبول

* فُرسانُ الخيبةِ..
نقتتِلُ على الكفنِ
على القبرِ
على مَنْ سيكونُ موتُهُ
أكثرَ بشاعةٍ
على مَنْ يقدِّمُ منَّا خدمةً
للعدوِّ الطامعِ في بلادِنا
نقتتِلُ حتَّى الثمالةَ
مَنْ ستترمَّلُ زوجتُهُ أوَّلاً
من سيُيَتِّمُ أبناءَهُ بطرفةِ عينٍ
من سيهجِّرُ الآخرَ
ويهدِّمُ مساكنَ الوئامِ
المجدُ لمنْ يصنعُ خراباً أكبرَ
البطولةُ لمنْ يسلِّم البلادَ للغازي
وقصائدَ المديحِ ستصدَحُ
باسمِ شاربي الدْمِ
مرحى لمَن يقتُلُ أهلَهُ
وطوبى لِمَنْ يشرِّدُ المستقبلَ
تقاتلوا أخوتي تقاتلوا
فأنتمْ تسطِّرونَ ملحمةَ الجبناءِ
لا مثيلَ لكُمُ في التاريخِ
كنتمْ خيرَ أمَْةٍ أخرجتْ
من العفنِ والرذيلةِ
سُحقاً لتواجُدِكُمْ
على هذهِ الأرضِ.*
إسطنبول

* معجمُ موتي..
يسحقُني الماضي
يغتالُني الحاضرُ
والمستقبلُ يجرفُني
السّماءُ تترفَّعُ عنِّي
البحرُ يحطِّمُ مجدافي
الأرضُ تُثمرُ جُثَّتي
أخي يَغارُ منِّي
صديقي يحسِدُني
ابني يبتُرُ اسمي
الحبيبةُ لا ترى حُبُّي
الزوجةُ تشكو من رغباتي
الابنةُ تهرُبُ من رعايتي
اللهُ يتوعَّدُني بذنوبي
الحاكِمُ يعصي طاعتي
جاري يهجٍّرُني من جسدي
تبكيني دموعي
تذرفني ابتسامتي
تُخرسُني لغتي
تُلاحقُني ذاكرتي
تنساني أحلامي
والقبرُ
يَدُقُّ بابي.*
إسطنبول

* براري البكاءِ..
بينَ لهفتي وانتظاري
زرعتُ بحراً منَ النجوى
ليسبحَ نحوَكِ دمي
وأحمِّلُ مراكبي ممَّا نزفتْه لغتي
من قصائدِ أشواقي وقلقي
أصعَدُ أسطحةَ حنيني
أسترقُ لغيابكِ السّمْعَ
أتلمَّسُ دروبَ الذهولِ
أُنادي وميضَ الظلامِ
كان الضّوءُ جافَّاً
وكانتِ
الرّعشةُ قاتمةَ الأنفاسِ
والأمواجُ تمشي فوقَ جمرِ لوعتي
السُّحُبُ تجمَّعتْ حُزَماً مِنْ يباسٍ
اللَّيلُ أقفلَ ظلامَهُ
النهارُ رمى بضوئِهِ
والدروبُ تقصَّفَتْ قارعاتُها
وحدُهُ العشقُ يظلِّلُ جهنَّمي
يحطُّ بُعدُكِ على عُنُقي
والدّمعُ يجِزُّ آفاقي
تشربُني غُصَّةُ الخيبةِ
تناديني خطاي وأنا أفرُّ
إلى براري البكاءِ
فأرى رمادَ أنوثتِكِ يطِلُّ ليودِّعَني.*
إسطنبول

* شهوةُ الأبدِ..
بعظامِ روحي
سأدافعُ عن قبري
ولنْ أسمحَ للأعداءِ
أن يحتلوا عشقيَ
لا ينتهي الحبُّ
حينَ الموتُ يعتلي أنفاسَنا
فالقلبُ يبقى ممتشقَ النبضِ
حتَّى آخِرَ قطرةِ الأبدِ
سأفتُكُ بالزَّمنِ إنْ تجرَّأََ
على مسِّ شعرةِ من قصائدي عنكِ
والكون يخلدُ خادماً لنضارةِ
تعلّقِ قلبي بكِ يا أنثى النُّورِ
يا شفقَ النّدى
يا صراطَ الهوى
لكِ أبوابُ المدى
لكِ وميضُ النّجومِ
ورِحابُ السَّماواتِ
فلا تخذليني
إنْ منعتُ عنكِ
شهوةَ الأبدِ.*
إسطنبول

* وهادُ الضَّوءِ..
الجدارٌ يبكي
والبابُ قلبُهٌ منْ حجرٍ
والليلُ مخمورُ الهواجسِ
ظلامُهُ من نارٍ
والهواءُ مخنوقُ العنقِ
وأنا أفتِّشُ عن دربٍ
قضمَتْهُ جرذانُ الكارثةِ
تحّوَّلَ الأملُ إلى كرباجٍ
يسوِّطُ لهفتي
والانتظارُ ينهشُ يصيرتي
تراخى فوقيَ الأفقُ
وحطَّ الهلاكُ بثقَلِهِ
فوقَ إنبعاثِ الجهاتِ
لا أراني حين أتفقَّدُ ضلوعي
لا ألمسُني حين تندلعُ النِّيرانُ
في عُقرِ روحي
فقط
يقِفُ الموتُ على شُرفةِ القصيدةِ
السَّحابُ ينقرٌهُ الجفافُ
الرّغيفُ يمضغُهُ الأزلُ
وأغنياتي أخترقَتْها النَّيازكُ
يبكي الجحيمُ على ما آلتْ إليهِ سكينتي
ويشفِقُ الرَّمادُ على نضارةِ أحزاني
إنِّي أتعبَّدُ النَّدى المنخورَ الفؤادِ
أتهجَّى زوالي
وأبحِرُ في لهيبِ الذّكرياتِ
الموجُ مشبعٌ بالجنونِ
والمراكبُ تحملُ جنازةَ
منْ تبرعمَتْ آفاقُ انهزامِهِ
أحنُّ إلى نفسي حينَ كنتُ أعمِّرُ الشُّطآنَ
أقتربُ منْ هروبي
يصفعُني الحُطامُ على خدِّ غُربتي
فيستكينُ الضَّوءُ في وهادي.*
إسطنبول

* أعاصيرُ السُّكونِ..
عندَ منعطفِ عٌمُري
وقفتُ أترصَّدُ ظلِّي
أمسكتُ برعشتي
أشبعتُ تطلُّعاتي ضرباً
أدميتُ دمي
سَحَلْتُ دمعتي
وسدَّدتُ ضربةً قاصمةً
على قامتي
صَرخَتْ يدي
تألَّمتْ رغباتي
أوشكتْ دمعتي أنْ تدقّّ عُنُقي
المكانُ أضيقُ منْ أن يسَعَ الظّلمةَ
الزّمانُ يتوخَّى أصابعي
إنِّي أنتقِمُ من سخريَّةِ عذاباتي
بترتُ ذكورةَ الخجلِ
قطَّعتُ إرباً جسدَ الذّكرياتِ
سأنجو منْ نيرانِ قصيدتي
سأفتحُ البابَ ليهربَ انتظاري
أنا ما بنيتُ انكساراتي
ما سقيتُ السّحابَ عطشَ السّرابِ
ما رضعتُ غبارَ النَّدى
سألتمُّ حول تفسُّخي
وأجمعُ عبقَ الخسرانِ
وأراهنُ خُطُواتي
على
تزلُّقِ الصّحراءِ
إلى جوفِ النِّهايةِ
البدايةُ كانت صرخةَ إغتصابٍ
تسامقتْ في وديانٍ بعثرتني
وقفتُ على جذعِ السُّقوطِ
كانت الهاويةُ تصبو إلى نهوضي
أدركتُ الآن أنّني على هذا الكوكبِ
وحدي
وحدي أقاتلُ تاريخاً من الموتِ
جيوشاً من النّكباتِ
أعاصيراً من السُّكونِ.*
إسطنبول

* تنبيه..
إنٔ لمْ نفعلْ شيئاً سينهارُ المكانُ
فوقَ الزّمانِ
وتتقصّفُ نبضاتُ الضُّحى
ويدخلُ الضّوءُ بحالةِ شحوبٍ أسودَ
وتبدأُ المطرُ بالتقيُّحِ والهُزالِ
ويُسْلِمُ ُالقمرُ نفسَهُ للغيومِ الدَّاكنةِ
ويركُضُ اللّيلُ ليحتمي تحت شُرفةِ الشَّمعِ
وستكونُ الجدرانُ جاثيةً على غبارِها
والأسقفُ رافعةً قدميها للرِّيحِ
والشَّجرُ بلا أغصانٍ
والوردُ في حلقِ الشَّوكِ
والرَّغيفُ راعفاً في أعالي الجوعِ
والرَّملُ في الأفواهِ
والضُّحكةُ على شفاهِ الخشبِ
والقلبُ في مرمى الحقدِ المشتعلِ.*
إسطنبول

* عَويلُ السّرابِ..
تساقطَتْ صرختي فوقَ جبالِ صمتي
اللغةٌ فقدتْ قدميها
وامتلأَ البحرُ بجثثِ اللهفةِ
أصعدُ سُلَّمَ الوحدةِ
الفضاءُ يعجُّ بالخرابٍ
والدّمارُ يورقُ بالدَّهشةِ
ما منْ سماءٍ إلّا وتسكنُها الانكساراتُ
ما منْ كلمةٍ إلّا ومشبعةٌ بالهلاكِ
تقتربُ منِّي الرُّيحُ
تبحثُ عنْ سحابٍ في دمي
عن قبرٍ في أشرعتي
عن حفرةٍ في وميضي
الأرضُ تتمسًّكُ بظلٍّ اللَّهبِ
والشجرُ يثمرُ الفاجعةَ
لا أفقَ في المدى
لا مطرَ في السنبلةِ
فتحتْ عذاباتي أذرعَ غاباتِها
كان السَّرابْ يقضقضُ عُنُقَ الينابيعِ
والليلُ يتدثَّرُ بفراءٍ الخوفِ
والصّدى يتزاحمُ على التّلاشي
من موقعي لا أبصِرُ إلّا إعدامَ الرَّبيعِ
لا أسمعُ إلّا صوتَ الخفاءِ
لا ألمَسُ إلَّا عزيمةَ الموتِ
كما لو أنَّهُ نهرٌ يجري فيه العطشُ
رغيفُ خبزٍ من أوجاعِنا
أغنيةٌ خرجت عن مسارِ موسيقاها
وردةٌ تزيِّنَ جمجمةَ الفطيسةِ
الكونُ يتمدَّدُ
ونحنُ نتقوَّضُ
نتشرَّدُ
نتلاشى
تذرونا الكراهيَّةُ
ويسفكُ دمَنا التَّرحابُ والأخوةُ!!.*
إسطنبول

* احتراقُ الدُّروبِ..
أحشو دمعتي بالصَّبرِ
أزرعُ ببسمتي الأفقَ
أطلِقُ العِنانَ لأمواجي
وأنا أغوصُ في ملحِ السّرابِ
يتهافتُ سكونٌ المدِّ
تتزاحمُ أشرعةُ الخيبةِ
وتثبُ على رعشتي
ضواري الرَّمادِ
يدي بيدِ النّسمةِ ونقفزُ
إلى سطحِ العراءِ
فنسقُطُ على رمالٍ جاهشةُ الجهاتِ
الأشباحُ من حولِنا تعاركُ خلجاتِنا
أحتمي بظليِّ
حينَ الضّوءُ يستندُ على ظلمَتَهِ
والنّدى يعتليني بجفائِهِ
أنادي احتراقَ الدُّروبِ
وأختبئُ بانهزامي.*
إسطنبول
* عودي إلى قلبي..
هذا قلبيَ وقدْ أحبَّكِ
فلا تذبحيهِ
لم يزلْ مُعَلَّقاً بكِ
فلا تهجُريهِ
إن كانَ موتي يُسعدُكِ
فَللموتِ أنا أُناديهِ
إنْ كانَ يرضيكِ قتلُهُ اقتليهِ
أو شرِّديهِ
أنثريهِ.. ووزّعيهِ.. عذِّبيهِ
سدِّدي عليه سهامَكِ
واصرعيهِ
لا يريدُ قلبيَ منكِ
إلَّا بيديكِ الدافئتينِ أن تدفنيهِ
بعدَ أنْ تسامحيهِ
وبالحنانِ تزوِّديهِ
علَّهُ ينهضُ من عشقِهِ
الذي أنتِ أشعلتيهِ
عودي إلى قلبيَ الذي
لا سكنة لكِ إلَّا فيهِ.*
إسطنبول

* كُنَّا مُكرَّمِين..
أتصفَّحُ وُرَيقاتِ الأفُقِ
أقرأُ ما يخفِيهِ وَمِيضُ الأنجمِ
ومايسترقُه الظَّلامُ
وما تضمُرهُ الغيماتُ المسافرةُ
فيما هو آتٍ منْ قادمِ المَذابحِ
أسمَعُ دَبيبَ الفَواجعِ والمواجعِ
ألمَحُ ضُحكَةَ المَوتِ الصَّاهلةِ
على قلوبِ البَشَرِ !!
أرى أفقاً يمضغُ المدى
وأكواناً تقتاتُ على انهيارِها
وشموساً تبتلعُ أقمارَها
ومجرَّاتٍ تنساقُ أمامَ كُوَيكبٍ
من دُخانٍ
هاهي الأرضُ تَخنقُ ملحَها
هاهو البحرُ ينصُبُ فٍخاخاً للموجِ
وهذا الشّجرُ يثمرُ غربةً
والقبرُ يركضُ أمامَ الجثَّةِ
وبلا حبٍّ يَحيى الموتى
بلا عشقٍ يتكاثرُ الزّناةُ
بلا أمومةٍ يتفتّحُ النّبعُ
شَبِقٌ هذا الخَرابُ
مُلتاثٌ هذا الرّكامُ
النّسمةُ متوحشةُ أغصانُها
والورود تتزنَّرُ بالمسدَّسِاتِ
البسمةُ حادَّةُ النّصلِ
الفراشاتُ تعملُ بفرعِ الأمنِ
كأسُ الماءِ مزوَّدٌ بأجهزةِ تّجسُّسٍ
شرايينُ القلبِ تستجوبَ الدّمَاءَ
البيوتُ تستجيرُ من ساكنيها
الضّوءُ يدفعُ رشوةً
مقابلَ ألَّا يأتي إلينا
الموتُ يتبرَّأُ منْ تحضُّرِنا
القذارةُ تلوَّثَتْ بأخلاقِنا
الدّعارةُ أشبعتْنا احتقاراً
نحنُ نجاسةُ الأمنياتِ
بَولُ الخَليقَةِ على الأرضِ
وَقَدْ كنّا مُكرّمِينَ!!!.*
إسطنبول
* نداءُ الدّمعِ..
أوقفوا هذه العربةَ
أمسكوا بعجلاتِها الفظيعةِ
صدُّوا عنفوانَ إنحدارِها
بصدورِكُم
بأيديَكُم المتكاتفةِ امنعوها
عن الهاويةِ
هي تحمِلُ أحلامَنا
وفي حضنِها شتائلُ السّلامِ
فإنْ تهاوت .. تهاوينا
وتدحرجْنا فوقَ جمرِ الشّتاتِ
سيأكلُ الخرابُ رؤوسَنا
سينهشُ الغرابُ ضحكتَنا
سيعمِّرُ السّرابُ العطش فوقَ أرضِنا
أمسِكوا زمامَها
مازالَ الأمرُ ممكناً
لو انتبهْنا وتداركْنا السقوطَ
تكاتفوا .. وتوحَّدوا
ما عليكم سوى التّآخي
لتنتصروا على المهزلةِ
ولتهتُفوا بقوَّةٍ وفرحةٍ
نحنُ أخوةٌ
وقلوبُنا هي البوصلةُ
ستبقى بلادُنا للحرّيَّةِ
وللمجدِ مهلّلةً
وفي آفاقِ بسمتِها
نزرع وتنمو السّنبلة.*
إسطنبول

* الغضنفر..
يَقتل شعبه
نَقتل شعبه
يُقتتل شعبه
وممنوع عليه أن يموتَ
سيبقى للأبدِ
حارساً للصهاينة
الآمنين.*
إسطنبول

* حوارُ الجمرِ..
وَثَبَ السَّرابُ منْ أمامي
هربَ منِّي بمجرَّدِ أنِ إقتربتُ منْهُ
ناديتُهُ أنْ يتَّخذَ مني صديقاً
ضحكَ حتَّى آلمتْهُ شواطئُهُ
وقال:
- لا أثقُ بالشعراءِ العشَّاقِ .
قلتُ:
- أعطِني بعضَ الأملِ
وأنا أمنحُكَ كلَّ ما تريدُ
صارتْ ضحكتُهُ مجلجلةً
حتَّى انتبهتْ إليها الأشواكُ
فهاجتْ عليَّ لسعاتُ وخزاتِها
وانقضتْ أشعَّةُ الشمسِ على لُهاثي
فصارَ صوتي قطعةَ جمرٍ.*
إسطنبول
* ابن حرام..
تَخَبَّأْ وراءَ صمتٍكَ الأسودِ
راقبْ تفتُّحَ وُرودي
وتعلٌّمْ كيفَ أبذرُ الضْوءَ
وكيفَ أرُشُّ النّدى على العطرِ
تَحَيَّنِ الفرصةَ لتقتلَ شتائلَ إرادتي
سيضحكُ منكَ إبليسُ
حينَ تعجزُ عن قهرِ يفاعتي
وجَرحِ سحابي
فما أنتَ إلَّا دودةُ الخرابِ
أمامَ عُمْراني
هذا البحرُ أنا مَنْ علَّمْتُ موجَهُ السباحةَ
هذا الصباحُ أنا مَنْ يوقِظُهُ مِنَ النومِ
وذاكَ المدى أنا مَنْ وَسَّعَ آفاقَهُ
فمَنْ أنتَ لتغتالَ أثري
وتُلحِقَ بقِممي الهزائمَ؟!
من وجهِكَ انتعلَ الحسْدُ الضغينةَ
من أنفاسِكَ سيَّجَ الغدرُ قذارتَهُ
حاذرْ أنْ تَمَسَّ قصيدتي
أحرفي لها مخالبٌ
حاذرْ أنْ تقتربَ منْ شواطٍئي
الرٍّملُ له أيادٍ ستبطُشُ بكَ
يكفيكَ أن تتملَّقَ ظِلِّي
أنْ تمسحَ غبارَ دربي
أنْ تشربَ بُصاقَ مجاديفي.*
إسطنبول

* قضيَّة..
أشعر أنِّي ميِّتٌ
ومرمي وسط القمامة
قتلني الهجر والنسيان
حيث لا أحد يأبه بي
مهما بعثتُ برسائلي
أو ناديت وبكيت
أنا لا لزوم لي على هذه الأرض
لا قيمة لوجودي
وطني لفظني على قارعات الغربة
والغربة تحتقر الضعفاء
ولا تقيم لهم وزناً
يمكن لأيّ تافه أن يعتدي عليَّ
وأن يشتم مسقط رأسي
يمكن للبوليس أن يوجه لي
تهمة الأرهاب
ويعتقلني بلمح البصر
قصائدي بلا مأوى
قلبي بلا ثياب تسترهُ
روحي تنام جائعة
والسّماء تصمُّ آذانها
عن شكواي
ستبحث الأمم المتحدة
عن حلٍ لأزالتي من الوجود
والتخلص من عبءِ قضيتي.*
إسطنبول
* عناكبُ الحنينِ..
أمسَكَ بيَ الشوقُ
انقضَّ على دمي
أشعلَ وقتي بسكينِهِ
وراحَ يعوي على أنفاسي
ركضتُ داخلَ دمعتي
صرختْ نوافذُ موتي
وتكالبتْ على خطواتي المسافاتُ
حدَّقَ بيَ الأرقُ
تفرَّستنِيَ الهواجسُ
وجزَّتْ لهفتي الكلماتُ
إنِّي أبصرُ عناكبَ الحنينِ
تقتاتُ على نبضي
تشربُ نسغَ رؤاي
وتلبسُ ناري
تتجمعُ الأماكنُ في اختناقي
تسكنُني العاصفةُ
وتطلُّ منِّيَ المرارةُ
السَّماءُ تتكورُ داخلَ الصمتِ
الأرضُ تغوصُ في لوعتي
والبحرُ يسبحُ في ركنِ عذاباتي
أنا حائطُ الغمامِ
بوَّابةُ السَّعيرِ
منبتُ العدمِ
أسرجتُ ضعفيَ للذّكرياتِ
ورحتُ أتشمَّمُ كفنَ النهايةِ
لأنامَ على رمادِ جسدي.*
إسطنبول

* أسوارُ الصَّبرِ..
تَتَجَمَّعُ المَسافاتُ
تَتَراكمُ الدُّروبُ
يَصطَفُّ الانتظارُ
تُغلقُ أبوابُ الدَّمعِ
وَتُطلُّ أشرعةُ السَّرابِ
تأتي الرِّيحُ بلا أصابعَ
الغيومُ خاويةُ البَطنِ
الهواءُ مقيَّدُ الرَّسغَينِ
والشَّجرُ مهدَّمُ الاخضرارِ
والصَّقيعُ يَتَجَمهرُ مع اليباسِ
الدَّهشةُ تلبسُ أسئلتي
الدَّمعةُ ترتدي صمتي
الكفنُ يلتفُّ حَولَ أفقي
نارٌ تعشعشُ في أمواجي
ومراكبي منكوبةُ الجهاتِ
مَن يفتحُ لي أزرارَ النَّدى ؟
مَن يمشطُ لي ضفائرَ الرّحابِ ؟
الظَّلامُ كثيفٌ في دمي !
الخرابُ يتباهى في العمرانِ !
السَّماءُ تُجرجرُ خيبتَها على الأرضِ
والوَجعُ ساطعٌ
والنَّحيبُ يَعلُو فَوقَ أسوارِ الصَّبرِ.*
إسطنبول

* مَسَامِعُ النِّهايةِ..
لا يأبهُ بيَ الطَّريقُ
يأخُذُني إلى حُدودِ الانغلاقِ
حيثُ السَّرابُ يجثُمُ فوقَ رؤايَ
الأفقُ مسوَّرٌ بالخيبةِ
ونظَرَاتي تُحَملِقُ باللَّاجدوى
مِن أينَ تكونُ العودةُ إلى الوطنِ ؟
والحدودُ ترفرفُ فوقَها راياتُ الموتِ !
أرى مَنْ أحُنُّ إليهِ
سيباغتُني بالرَّصاصِ
في يدِ الوردةِ خِنجرٌ
وراءَ النَّدى يختبئُ السجانُ
وتحتَ قبَّعةِ الغيمِ
ألفُ مُخْبرٍ من أصدقائي
سأنْدَسُّ في غياهِبِ التَّشرُّدِ ولنَ أعودَ
سأحمِلُ قبري على ظهري
وأطوفُ على بلادٍ تمقتُ
وجودي
مستقبلي سيكونُ بلا جُذُورٍ
أولادي يردِّدُونَ النشيدَ اللاوطنيَّ
ويُحَيُّونَ عَلَماً لا يُشبهُ دمَهم
قصائدي ستقبعُ في العُزلةِ
فقط العَدَمُ سيقرأُ أسطري
على مَسمَعِ النِّهايةِ.*
إسطنبول

* مفاتيحُ الأفقِ..
صَعَدَتْ على دَمعَتِي
أسَاطِيحُ الشَّرِ
مَدَّتْ يَدَها تمزِّقُ البركانَ
كانَ الليلُ مُستَلقِياً
عندَ شواطئِ غُربتي
أفزَعَهُ صُراخُ النَّارِ
حينَ وَثَبَ دَمي
وانتَفَضَتْ أموَاجُ يقظتي
أَشْعَلْتُ حيرتي
استَنفَرتُ آهتي
سَلَّحتُ عنادي
لَنْ أتركَ للسكينِ تطلعاتي
لَنْ أفرِّطَ بمفاتيحِ الأفُقِ
سأقفُ بوجهِ الجفافِ
وَأُلحِقُ الهزيمةَ بعزيمةِ السَّيافِ
وسأنتصرُ
على كابوسٍ يلازمُ روحي.*
إسطنبول

* معبدُ النَّدى..
قهرِي يمتطي
ظهرِي
وتتجاوزُني الدُّروبُ
أقِفُ وَسْطَ اختناقي
أحدِّقُ في عَمَائي
وأسألُ مَوتي
عن منقِذٍ لحياتي
تأكلُني الليالي
تشربُني التنهُّداتُ
ويسترُني الكَفَنُ
عارياً من ضُحكتي
حافياً من الجِهاتِ
وَإسْمي لا يعرفُني
يَدي رمتني في الرُّكنِ
وَصَفَعَ َقلبي حَنِينيَ
وانكفأ عنِ القَصِيدَةِ
أتهجَّأُ دمعَتي
أقرأُ غُصَّتي
وأفتحُ نافذةَ الغِيابِ
حيثُ تُطِلُّ الينابيعُ العامرةُ
والورودُ العابقةُ برائحةِ الأحبَّةِ
فأمضي مع النَّسمَةِ
إلى مَعبدِ النَّدى.*
إسطنبول
* أبوابُ الضَّوءِ..
من كثرةِما نظرتُ إليها
التصقَ بصري بجمالِها
وحفرتْ عيوني
لهفتي على أنوثتِها
ونقشتُ نبضَ قلبي
على بريقِ بسمتِها
وتسمرتْ نيرانُ روحي
على جذوعِ فتنتِها
وتوَّغلَ جنوني
بمساماتِ أنفاسِها
وتغلغلَ موتي
في ثنايا رقتِها
وراحَ نبضي يندسُّ بعذوبةِ ضوئِها
وأخذتْ قصيدتي من ملامحِ وجهِها
كلَّ الحروفِ والمعاني والصورَ
ولي أكثرَ من ألفِ عامٍ
أحاولُ جاهداً وصفَها
لكنَّها كما البرق
عجزتُ عن رؤيتِها
أنا لا أذكرُ منها
إلَّا بعضَ آفاقِها
والقليلَ القليلَ من سطوعِها
هي الأنوثةُ كاملةً
هي الأعالي برفعتِها
أحببتُها
حتى قذفَتني بالتَّجاهلِ
وأغلقتْ بوجهي أبوابها.*
إسطنبول

* مخلوقات أخرى..
نعتذرُ من هذا الكوكبِ
لم نكن بالمستوى اللائقِ
لنبنيَ حضارتَنا عليهِ
سيَّما في الزمنِ الأخيرِ
كنَّا طوالَ الوقتِ
نضاهي فتكَ الوحوشِ
أعدمنا الأنبياءَ
أحرقنا الفلاسفةَ
أخرسنا الشّعراءَ
ونسفنا أعمارَ الأحرارِ
منذ اللحظةِ الأولى
لوَّثنا اخْضرارَ الشَّجرِ
وهتكنا عرضَ المطرِ
وسرقنا أجنّةَ السَّنابلِ
أقدمنا على فعلِ الحرامِ
بكلِّ شغفٍ
وسخرنا من ضعفِ الوردِ
واغتصبنا طهرَ الفراشاتِ
ننحني للعمالقةِ
ونسحقُ البراعمَ
أمهلَنا اللهُ
صبَر علينا أكثرَ مما ينبغي
لكننا لا نستحقُّ الرَّحمةَ
سنبادُ عن بكرةِ أبِينا
إلى أن تنتشيَ ضغائنُ الحروبِ
سنرحلُ عن هذهِ الأرضِ
المدنَّسةِ بأفعالِنا
وستأتي مخلوقاتٌ أخرى من بعدِنا
قلوبُها من غمامِ العطرِ
أنفاسُها من ندى النُّورِ
أصابعُها من مطرِ الموسيقا
أضلعُها من شهدِ الحنينِ
أبجديتُهم من قبلاتٍ
يزرعونَ الفرحةَ على النوافذِ والأبوابِ
يتجنبُهمُ الغدرُ
ينفرُ منهمُ القهرُ
ويهربُ من لقياهُمُ البؤسُ
الأنثى سحابةُ أماني
والذكْرُ بيادرُ عطاءٍ
والحاكمُ منهم يكرِّسُ وقتَهُ للمحبةِ
ولا يؤمنُ بالأبديةِ.*
إسطنبول
* تاريخُ الدَّمِ..
التَّاريخُ كلبُ الطغاةِ
يعوي أينما يبطشونَ
ويسجِّلُ بطولاتِهم
على الشُّعوبِ الفقيرةِ
هو لا يحفظُ أسماءَ الضَّحايا
بل يقدسُ اسمَ الجلَّادِ
يغفرُ الدَّمارَ والخرابَ
للمنتصرِ
ويغدقُ بالجِنَانِ
على المزورِ والمحرِّفِ
والمفتري الخائنِ
يعطي الرّفعةَ للأقزامِ
والسُّموَ للمنحطينَ
الأنذالِ
التَّاريخُ
ينكُرُ على الأرضِ
الدورانَ
على الفصولِ التَّبدلَ
على الجنينِ الولادةَ
على الشَّمسِ البزوغَ
ولولا قوانينُ الجاذبيَّةِ
لأستنكرَ على المطرِ الهطولَ
التَّاريخُ أعورُ
لا يبصرُ سوى الرَّبحِ.*
إسطنبول

* لتَقُمِ القيامة..
لِتَقُمِ القيامةُ
وليحاسبْني ربِّي
على تقصيري بحبِّكِ
ولتتلقفني جهنمُ
ذلك أفضلُ عندي
مِن أن تخاصمِيني
وتقاطِعي قصيدتي
فأنتِ
إن لم تلبَسي شِعري
يهيمُ قلبي في العراءِ
وتموتُ روحي في كلِّ دمعةٍ
فأنتِ ثوبُ وجودي
ما قيمةُ الحبِّ
من دون طلَّتِكِ ؟!
ما قيمة الندى
من غيرِ شفتيكِ ؟!
يتنفَّسُكِ الهواءُ
يتطهرُ بكِ الماءُ
ويبصرُ من خلالِكِ الضّوءُ
أنتِ يدُ الفرحةِ
صدرُ السماءِ
عنقُ الأوكسجين
نبضُ الأشرعةِ
أحبُّكِ
حتى تمتلئَ الجنةُ
أحبُّكِ
حتى تعتقَني النارُ
أحبُّكِ
حتى ما شاءَ اللهُ
ياقوتةُ المدائنِ أنتِ
حبيبتي حلب.*
إسطنبول
* انتصارُ الزَّعيمِ..
ماتَ الفضاءُ
تدمَّرَ النَّدى
وتفحَّمَ الضَّوءُ
واشتعلَ قوسُ قزحٍ
لونُ الشَّمسِ أسودٌ
طعمُ الماءُ قهر ٌ
وأغصانُ
السَّجرِ
مصابةٌ بالغرغرينةِ
النَّوافذُ تطلُّ على الجرادِ
الأبوابُ مفتوحةٌ على الخرابِ
والدَّهشةُ تجمحُ نحوَ السُّقوطِ
الأرضُ ينابيعُ المقابرِ
والبحرُ يفورُ بالهشيمِ
كلُّ الكائناتِ خسرتْ حياتَها
إلَّا الظَّالمُ
الذي يرعى مسيرةَ البلادِ
سبحانَ القويِّ الذي لا يقهَر!.*
إسطنبول

* المرتزقة..
القاتلُ جاءَ من بلدٍ آخرَ
ليقتلَ ابنةَ عمِّي وأطفالَها الأربعةَ
لأنَّ أحدَ جيرانِها البسطاءِ
هتفَ للحريَّةِ
لم تكنِ ابْنةُ عمِّي
تعرفُ شيئاً عن معنى الحريَّةِ
وزوجُها كان يعملُ في بلدٍ آخرَ
من أجلِ تأمينِ القوتِ لزوجتِهِ وأبنائِهِ
حاكمُ البلادِ تضايقَ من هذا الهتافِ
فسارعَ واستأجرَ القاتلَ
ليدفَعَ لهُ من خزينةِ البلادِ
مقابلَ قتلِ كلِّ أهلِ المنطقةِ
كانتِ الطّائراتُ تقصفُ بجنونٍ
كلُّ مَنْ لاذَ بخوفِهِ
والتصقَ بكلِّ ما قد تهدَّمَ
وابنةُ عمِّي كانت تلملمُ أشلاءَها
وتنزفُ رعشاتِ صوتِها
تحتَ السَّقفِ الهابطِ بغلاظةٍ
فوقَ استغاثاتِ صغارِها
عجزتِ المعدَّاتُ عنْ إنهاضِ الأنقاضِ
وماتَتْ ابنةُ عمِّي ولا تعرفُ
شيئاً عنِ الأسبابِ الموجِبةِ
لإعدامِها مع فلذاتِ كبدِها
أما القاتلُ الغضنفرُ
فقد أرسلَ حوالةً نقديَّةً
إلى عشيقتِهِ الماجنةِ والفاجرةِ
مع باقةٍ منَسَّقةٍ
منَ الصُّورِ الجميلةِ لدهشةِ القتلى
الأبرياءِ.*
إسطنبول

* غيبوبةُ النَّارِ..
أشُقُّ ثوبَ العُتمةِ
يندلقُ رصاصُ الرَّغبةِ
تثِبُ الحواسُّ
تقفُزُ الشَّهوةُ
وتهجُمُ النَّارُ
جسدُ الشَّهقةِ أحمرُ
نهدُ السَّرابِ يبكي
عُنُقُ الصَّليلِ يستجيرُ
الرَّعشةُ تكمِّمُ براكينَها
الأنفاسُ تسقُطُ على المرتفعاتِ
شاهقةٌ هي الهمَساتُ
عالقةٌ هي النَّسَماتُ
وبارقةُ أشرعةِ الصهيلِ
يمتزجُ الغَمامُ بالدَّمِ
الصَّوتُ بالرَّحيلِ
البحرُ بالرَّمادِ
ويكونُ الضَّوءُ هائجاً
والموتُ متكسِّرَ العزيمةِ
هنا الأسوارُ تتركُ مهمَتَها
والموجُ ينكمشُ رذاذُهُ
والشطآنُ تتمدَّدُ على ظهرِ المغيبِ
ويطْبِقُ على التنهيدةِ السَّعير.*
إسطنبول

* صهيلُ الانتظارِ..
تفسَّخَ الغيمُ
تعفَّنَ الضوءُ
ترمَّدَ المدى
جفَّتِ الريحُ
شابَ المطرُ
تمطَّتْ جهنَّمُ
استغاثَتِ الأرضُ
ولجأتْ إلى دمي
وأنا أبتهلُ لبسمتِكِ
أنادي براكينَ أنوثتِكِ
أَشعلِي الموتَ لنأتي إليك صاغرينَ
نلتمَّسُ الرَّحمةَ منْ سيفِ فتنتِكِ
ليركع البحرُ
و يشربَ الشَّبقَ منْ طلَّتِكِ
القمرُ يتلألَأُ رغبةََ
الرُّوحُ مستعِرَّةٌ لتلمسَ أصابعَكِ
وصهيلُ الانتظارِ يجثو
لرهافةِ المجيءِ
سآتي إليكِ رمادَ ظمأِِ
شروقَ أمنيات
بُحَّةَ عُمُر
وهديلُ عذاب.*

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول


فهرس:
=======================
01 - عناقيد البهجة
02 - فرسان الخيبة
03 - معجم موتي
04 - براري البكاء
05 - شهوة الأبد
06 - وهاد الضوء
07 - أعاصيرُ السكون
08 - تنبيه
09 - عويل السراب
10 - احتراق الدروب
11 - عودي إلى قلبي
12 - كنّا مكرّمين
13 - نداء الدّمع
14 - الغضنفر
15 - حوار الجمر
16 - ابن حرام
17 - قضيّة
18 - عناكب الحنين
19 - أسوار الصبر
20 - مسامع النهاية
21 - مفاتيح الأفق
22 - معبد الندى
23 - أبواب الضوء
24 - مخلوقات أخرى
25 - تاريخ الدم
26 - لتقم القيامة
27 - إنتصار الزّعيم
28 - المرتزقة
29 - غيبوبة النار
30 - صهيل الانتظار

------------------------------------------------
مصطفى الحاج حسين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى