مقتطف سامح رشاد - رواية أفراميا

عادت "أفراميا" إلى طريق الآلام، ووجدت المرحلة الثامنة حسبما أشار لها "أحمد"، لكنها كانت مضطربة، وعاجزة عن التركيز، وقد أحست بدوار جعلها تجلس فوق صخرة بالقرب منها، وكانت السماء فوقها تتفتق كالسراويل، وتنخلع عن الأرض كالبرانس، ونظرت نحو قرص الشمس، وكانت أشعتها ملتهبة وحارقة، كانت ثمة أوحال وغيمات كثيرة منتشرة، مما جعلها مشوشة الأفكار، وفجأة وجدت نفسها وسط حشد من الناس، وكانوا مِن حولها مضطربين وصاخبين، ويرتدون أثوابًا خشنة مصنوعة باليد، وبعضهم ينتعل صنادل بدائية، وكان معظمهم رجالًا ملتحين يقفون صفوفًا صفوفًا، ويشتعلون بالبكاء والنحيب، وبعضهم يهللُ بالتراتيل، والحجارة تحتهم تطقطق طقطقات موَّارة، يتطايرون في كافة الأنحاء كأنهم الجراد المنتشر، ولا أحد يبالي! وبعض منهم يقف يقدم النذور لآلهتهم الورقية، ويقدم القرابين لأولياء نعمهم، وبعض منهم تراهم كالخُشب المُسندة يتكئون على الفراغ الباهت، ولا يتساندون إلا على الجُثث المُتقيحة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى