رسائل الأدباء خمس رسائل بين الدكتور محمد رجب البيومي والشيخ مجد مكي

الرسالة ـ 1 ـ

بسم الله الرحمن الرحيم


أخي العالم الفاضل الأستاذ مجد مكي أكرمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فاستجابةً لرغبتك كتبتُ مقالين عن الشيخ إبراهيم الجبالي ـ رحمه الله تعالى ـ، نُشر أولهما بمجلة الأزهر شوال 414هـ، وسيُنْشَرُ الثاني في العدد القادم بذي القعدة، فلعلك تقرؤهما مشكوراً، وسأنشر مقالين عن الأستاذ صادق عرجون قريباً...
وقبل كل شيء أرجو أن تُبلِّغ سلامي إلى أستاذنا الكبير أديب العربية وعالمها العظيم الأستاذ علي الطنطاوي، متَّعنا الله بحياته النافعة القدوة، وإلى من يعرفني ممَّن اجتمعت بهم في منزل أستاذنا الكبير وبخاصَّة الأستاذ محمد نادر حتاحت.
وآمل أن تتكرَّم بخطاب تجيبني فيه عما تمَّ بشأن كتاب (النهضة الإسلامية) لأن أخي الأستاذ محمد علي دولة لم يخبرني بشيء مع انقضاء زمن طويل، وكذلك أرجو أن تُبلِّغه سلامي والكتابة إليَّ، لأن المؤسسة اللبنانية كتبت إليَّ في نشر الأجزاء، فقلتُ لها: إني اتفقت مع دار القلم وأنا صادق.
وإلى أن أتلقَّى ردَّكم الكريم تقبَّل خالص تحياتي وشكراً.
ملاحظة: كنت أرسلت لكم الرد على خطابكم فلعله وصل في زمنه.
أخوك محمد رجب البيومي 20/3/1994م.
المنصورة ـ كلية اللغة العربية ج م ع



*****


جوابي على رسالة الدكتور محمد رجب البيومي:


الأستاذ الأديب المؤرخ البحاثة الدكتور محمد رجب البيومي ـ حفظه الله تعالى ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد تلقيت رسالتكم الكريمة، وسارعت للبحث عن مجلة الأزهر، وقرأت مقالكم الممتع عن فضيلة الشيخ العلامة المفسِّر إبراهيم الجبالي ـ رحمه الله تعالى ـ واستفدت منه فوائد جمَّة، وكنت بحثت عن ترجمته في كتاب (الأعلام) فلم أجد له ترجمة، وفتشت في مجلة (الأزهر) فلم أجد شيئاً، والغريب أن مجلة الأزهر التي بحثت فيها من أولها إلى السنة التاسعة والأربعين سنة 1397=1977 لم أقف إلا على تراجم يسيرة لا تتجاوز الصفحة عن الشيخ الدجوي والمطيعي.
نعم رأيت كتاباتكم الممتعة عن محمد الخضر حسين في السنة 42، وعثمان زناتي، ومحمد الفاضل بن عاشور، ومحمود أبو العيون، وفي السنة 43(1391=1971) نظرات في شعر أحمد الزين، وفي السنة 50(1398=1978) موقف الزيات من الأدب المكشوف.
وبهذه المناسبة أحب أن أعرف عن مقالاتك الممتعة في مجلة الأزهر والتي وقفت على بعضها: الوحدة في السورة القرآنية في المجلد (42)، والأسلوب القرآني بين الجزالة والرقة في المجلد (42)، وبلاغة القرآن في الإقناع في المجلد (43)، وأبو بكر الصديق في مرآة شاعر معاصر، وعدل الإسلام مظلة على اليهود، وابن خلدون السياسي الماهر، ومراسلة فقهية بين إمامين كبيرين، وابن رشد بين الفلسفة والفقه في المجلد (44)، وإنصاف السهروردي الشهيد، والإمام الماوردي، والجلالان صاحبا التفسير في المجلد (45)، واختلاف الرأي بين الشطط والاعتدال سنة (50)، وكتابة التاريخ بين الإنصاف والإجحاف سنة (50) وغير ذلك من المقالات الممتعة المفيدة.
فهل جمعت في كتاب مثل كتابكم (مع الأبطال)، فيكون هناك كتاب (دراسات قرآنية)، وكتاب (من صفحات التاريخ)... فأرجو إعلامي بذلك وأنا مستعدٌّ لتصوير مقالاتكم الأزهرية وغيرها وإرسالها إليكم لتجعلوها في كتب تحفظ فيها آثاركم وتنتشر الفائدة وتعمّ المنفعة.
أستاذنا الكريم: قرأت كتابكم: «النهضة الإسلامية» بأجزائه الثلاثة، وسُررت به أيَّما سرور، وأعجبت بأسلوبكم البديع، وتعليقاتكم الرائعة... وكنت أتمنى أن تعرِّفوا بكل عَلَم قبل الخوض بتعداد نواحي الإبداع وجوانب الإسلاميات... كنت أود أن تعرفوا المترجم بسطور: من حيث الولادة والوفاة وأهم المصادر التي ترجمت له، فكيثرون ممن ترجمتم لهم لم نعلم شيئاً عن ولادتهم ودراستهم ووفاتهم.
ومما لاحظته ولمسته في كتاباتكم للمترجمينَ ميْلكم الشديد إلى تراجم الأدباء والشعراء ممَّن تعدونهم من أعلام النهضة الإسلامية مثل: حسين هيكل، أحمد أمين، أحمد حسن الزيات و...و... أما بقية الأعلام الذين كان لهم الأثر الكبير في الجهاد والدعوة والإصلاح، وممن نبغوا في مجالات العلوم الشرعية كالتفسير والحديث والفقه فلم تترجموا إلا للقليل.
وفي كثير من التراجم تذكرون بعض الانتقادات التي قيلت، وتدافعون عنها، أو توافقون، ولم أر في كثير من التراجم المتعلقة بالأدباء هذا الاتجاه، فأثنيتم كل الثناء على كتب أحمد أمين وأنا أوافقكم على ما تميَّز به من التجديد في منهج كتابته للتاريخ في (الفجر) و(الضحى) و(الظهر)، ولكن في كتاباته من الطامات والأخطاء العلمية والمنهجية ومتابعة لآراء المستشرقين وخاصَّة فيما يتعلق بالحديث النبوي، وقد ردَّ عليه في جانب كبير الأستاذ العلامة مصطفى السباعي في كتابه: «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» وكما ردَّ عليه قبل ذلك في مجلة (الفتح) ولو جُمع لخرج في كتاب خاص. وأفكار أحمد أمين وآراءه تحتاج إلى دراسة خاصَّة ونقد موضوعي شامل.
وكذلك دفاعكم عن حسين هيكل في منهجه في إغفال ذكر المعجزات ودعوى أن المعجزة الوحيدة هي (القرآن)، وتفسيره للإسراء والمعراج، وغير ذلك من المؤاخذات.
وأحمد حسن الزيات الأديب الكبير، لم تذكروا موقفه عند رئاسته لتحرير مجلة الأزهر، ما كتب بشأن الوحدة الناصرية.
ومع إعجابي الشديد بشخصكم وحبِّي الكبير لكم أرى أنكم تحمستم كثيراً لمدرسة الأفغاني ومحمد عبده وتلاميذه، رشيد رضا والمراغي، ووجدي، ودافعتم عن الأخطاء وتلمستم المعاذير... ومع تقدير ي لبعض مزايا هذه المدرسة إلا أن ذلك لا يعني أن لا نذكر ما وُجِّه إليها من نقد من كبار العلماء من أمثال الدجوي ومحمد بخيت ومصطفى صبري والنبهاني، ومن المعاصرين: الدكتور محمد محمد حسين.. وغيرهم كثير، وأرجو منكم أن تقرؤوا كتاب «جمال الدين الأفغاني ودعوته في ميزان الإسلام» للباحث فوزي غزال الحلبي، وكتاب «منهج المدرسة العقلية الحديثة في تفسير القرآن الكريم » للباحث الدكتور فهد الرومي، وتبدون رأيكم فيما أبدى هؤلاء الفضلاء من انتقادات.
ومع ذلك أؤكد لكم إعجابي بكتابكم واستمتاعي بأسلوبكم، وأكبر فيكم هذه الروح الإسلامية والغيرة الإيمانية... وإظهار كثير من الأعلام والدفاع عنهم في وقت استنسر فيه البغاث وتطاول الأدعياء على كثير من الدعاة والعلماء، والله يجزيكم أعظم الجزاء، ويوفقكم للمزيد من العطاء.
وأثناء قراءتي لكتابكم القيم بَدَت لي بعض التساؤلات والملاحظات أذكرها الآن:
ـ في ترجمتكم للعلامة اللغوي عبد القادر المغربي نقلتم كلامه عن الحجاب، وأظنه يريد به (النقاب) ـ غطاء الوجه ـ وإلا فما معنى قوله: إن الحجاب ينافي العلم وحرية التصرُّف!! وكلامه فيه تحامل ومآخذ، وأرجو أن تعيدوا النظر فيه.
وكذلك كلامه عن رائد النهضة العلمية في بلاد الشام الإمام المحدث الأكبر البدر الحسني ـ رحمه الله تعالى ـ فيه تحاملٌ شديد، يُصوِّر فيه الشيخ أنه كان منصرفاً عن شؤون المجتمع وأمور الحياة... وكلامه هذا ذكره بأطول مما نقلتم عنه في مجلة المجمع العلمي ـ وعندي صورة من مقالته ـ وقد ردَّ عليه الأستاذ الكبير الشيخ علي الطنطاوي في جريدة الجزيرة سنة 1935، وسأرسل لكم صورة رده لتعدِّلوا من موقفكم ولا تتابعوا المغربي في رأيه.
وبهذه المناسبة أدعوكم للكتابة عن الشيخ بدر الدين، وذلك بالرجوع إلى ما كتبه الطنطاوي في ( رجال من التاريخ ) الطبعة الجديدة، وكذلك فيما كتبه تلميذه الأستاذ محمد المبارك في مجلة «حضارة الإسلام» الدمشقية تحت عنوان: (شيخنا العظيم محدث الديار الشامية الأكبر)، وسأرسل لكم صورة من مقالتيه، وأرجو أن تقرؤوا مقالات تلميذه العلامة المحدث الشيخ محمود ياسين ،وقد نشرت في مجلة «الهداية الإسلامية» وسيكون ذلك حافزاً لكم لعدِّه في مقدمة أعلام النهضة الإسلامية.
ـ استمتعت بمقالكم عن الأستاذ العلامة المحدث (أحمد محمد شاكر) وأوافقكم على ما وجَّهتم إليه من نقد في تعاليه على الآخرين، وأنا أعجب أنه لم يذكر أحمد عبد الرحمن البنا (والد الشهيد حسن البنا) ولو بكلمة مع أنه سبقه في خدمة المسند، وقد سألت أستاذنا المحقق الكبير العلامة الدكتور محمود الطناحي وهو من مدرسة محمود محمد شاكر عن سبب ذلك فقال: لأن الشيخ أحمد كان يكره الإخوان، وقد كتب عنهم مقالاً يصفهم بأنهم خوارج، وقد ذكر لي اسم المجلة التي نُشر فيها مقاله وغاب اسمها عني ولعلكم تعرفون شيئاً عن هذا.
وكنت أود أن ترجعوا إلى ماكتبه الأستاذ عبد السلام هارون وشقيقه الأستاذ محمود وذلك في مقدمة كتاب ( كلمة الحق) حيث جمعت فيه مقالاته وأبحاثه في كثير من المجلات، ونشر في مصر في دار الكتب السلفية 1407، كما نشر له (مقالات وأبحاث أحمد شاكر) وفيها جميع ما نشره في الأهرام، والمؤيد والمقطم والبلاغ والهدي النبوي والرسالة والمقتطف والثقافة والمحاماة الشرعية والفتح وغيرها...
وقد قمت بجمع مقالاته في مجلة (الكتاب) التي كانت تنشر تحت عنوان: «في كفة الميزان» وأفكر في نشرها.
وأما قولكم عن فضيلة الشيخ الحُسيني هاشم بأنه خليفته في إتمام مسند أحمد، فهذا مالا أوافقكم عليه، فالفرق بين الرجلين كبير، وعمل الحسيني ضعيف جداً.
ـ أعجبت كثيراً بمقالكم الممتع عن العلامة الشيخ محمد عبد الله دراز، وتمنَّيت أن تخصُّوا كتابه (المختار من كنوز السنة) بكلمة، وقد جمعت بعض مقالاته وأحاديثه الإذاعية في كتابين ممتعين (من خُلُق القرآن ) و (نفحات الأزهار ونسمات الأسحار) كما سمَّاه جامعه ونُشرا في قطر.
وفيهما مقدمة لولده الدكتور سعيد، وللأستاذ البدوي، كما أن للأستاذ سوى مقالاته في الأزهر التي لم تنشر بعض المقالات في (لواء الإسلام) و(الهداية الإسلامية) وقد قمتُ بجمعها وأنوي نشرها بعد استئذان ورثته إن شاء الله.
ـ وأعجبت أيضاً بمقالكم الممتع عن الأستاذ محب الدين الخطيب، وكم وددت لو أفضْتُم في الكلام عن مجلة (الفتح)، ونقلتم كلمات الأستاذ حسن البنا بالثناء عليها وعلى مؤسِّسها، وودت لو نقلتم كلمات الأستاذ علي الطنطاوي في مقدمته الرائعة لكتاب خاله محب الدين (إحياء سنن الإسلام وقواعده) وإذا رغبتم فسأرسل لكم تلك المقدمة وكلمات الشيخ حسن البنا، وقد طلب مني أستاذنا الطنطاوي جمع مقالات الأستاذ محب الدين بالفتح وتنشر بعنوان (افتتاحيات الفتح) .
والذي أره أن مقالاته في «الأزهر» عند استلامه رئاسة التحرير أجود وأدسم، ولعلِّي أقوم بجمعهما معاً فما رأيكم؟!.
ـ وددتُ عند كلامكم عن العلامة المؤرِّخ محمد الخضري أن تشيروا إلى رد العلامة المؤرخ الشيخ محمد العربي التبَّاني الجزائري ثم المكِّي في كتابه (تحذير العبقري من محاضرات الخضري ).
ـ ترجمة محمد سعيد العامودي ليس لها ارتباط بأعلام النهضة، وهو على فضله وأدبه... أرى أن في ترجمتكم له ووضعه مع أعلام النهضة فيه مجاملة ومسايرة، وكذلك: أحمد أمين يتحدَّث عن نفسه.
ـ أقترح إعادة ترتيب الكتاب عند نشره مرة ثانية، بأن يكون ترتيب التراجم حسب الوفيات والطبقات كما جاء في الأثر :( أنزلوا الناس منازلهم) أو بحسب التخصص فالأدباء والشعراء، والفقهاء وهكذا... وترتيبه حسب الوفيات والأقدمية أفضل وتترابط فيه المواضيع وتتَّصل ببعضها.
كما أقترح عليكم ضرورة إلحاق فهارس علمية دقيقة بالكتاب؛ وخاصة: فهارس الأعلام وأسماء الكتب والمجلات والبلدان، ويمكن تحقيق ذلك في هذه الطبعة.
ـ نقلتم من كتابكم (علماء في وجه الطغيان) وأنا بشوقٍ للاطلاع عليه.
ـ تكلمتم عن الأستاذ مصطفى صبري ـ رحمه الله تعالى ـ شيخ الإسلام في الدولة العثمانية ووصفتموه بالتطرُّف وتجريح أعلام الفكر، وأرى أنكم كما دافعتم عن الدجوي والكوثري فيما نُسب إليهما من تعصُّب، وبما وقع بينه وبين خصومهم من وقائع فكرية، وكذلك مصطفى صبري، ونحن بشوق شديد لتدبيج مقالة مسهبة عنه ليأخذ مكانه بين أعلام النهضة الإسلامية.
ـ في ترجمتكم للشاعر التركي محمد عاكف تكلمتم عن أبي الهدي الصيادي ونقلتم عن أحمد أمين وصفه له بأنه أفاك محتال، يعمل لرغبات شخصية، ينصب شتى المؤامرات لإبادة من يجهرون بكلمة الحق.
وأنا لا أدافع عن أبي الهدى فعليه مؤاخذات، ولكن أرجو أن تطالعوا كتاب السلطان عبد الحميد الذي نشره الأستاذ محمد علي دولة في سلسلة أعلام المسلمين برقم /30/ تأليف محمد حرب، وفيه في الفصل الثاني من الباب الثالث: الجامعة الإسلامية ووسائل السلطان عبد الحميد لتحقيق الجامعة الإسلامية، تكلم عن الدعاة إلى هذه الفكرة، وذكر في مقدمتهم: أبو الهدى الصيادي ودافع عنه، وكذلك ذكر عبد الرشيد إبراهيم... وعند كلامه عن المعارضة تكلم عن محمد عاكف ص 264 فأرجو مطالعة هذا الكتاب وإبداء رأيكم، وأما أبو الهدى فأعرف الناس به بلديه وعصريه العلامة سليم الجندي فيما كتبه عنه في (تاريخ المعرة)، وكذلك العلامة المؤرخ محمد راغب الطباخ في (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء)، ولعل الله سبحانه ييسِّر لي تصوير ما كتبوه أو جمعه ودراسته ونشره فالرجل عليه وله، والله أعلم.
ـ أقترح عليكم الكتابة في تراجم الأعلام الآتية أسماؤهم مع استعدادي لإمدادكم بالمواد العلمية اللازمة لاستكمال بحوثكم، لتترجموا لهم بما آتاكم الله من موهبة وحُسْن بيان، وأرى أن مصر وروَّادها وهم روَّاد النهضة ولا شك قد أخذوا نصيباً وافراً، وهم أهل لذلك وأنت أعرف الناس بهم، وخاصة الأدباء منهم، وأقترح عليكم الترجمة لهؤلاء من بلاد الشام:
1 ـ مصطفى السباعي: رائد الدعوة الإسلامية في بلاد الشام، ومؤسس الصحافة الإسلامية.
2 ـ محمد راغب الطباخ: مؤرخ حلب الشهباء (بلدي) وباعث النهضة العلمية الشرعية.
3 ـ بدر الدين الحسني، المحدث الأكبر وشيخ الشام.
4 ـ محمد الحامد: الحموي العلامة المجاهد.
5 ـ طاهر الجزائري (كتب عنه الكثير ولكن لا يجوز أن لا يذكر مع أعلام النهضة).
6 ـ سليم الجندي.7 ـ عبد القادر المبارك. 8 ـ محمد المبارك.9 ـ خير الدين الزركلي. 10 ـ عز الدين القسّام. 11 ـ عبد القادر القصاب. 12 ـ محمد سعيد العرفي. 13 ـ عبد القادر السبسبي. 14 ـ عمر بهاء الدين الأميري. 15 ـ محمود ياسين تلميذ البدر ورئيس جمعية الهداية بدمشق. 16 ـ عبد الكريم الرفاعي. 17 ـ حسن حبنكة الميداني.
ومن المغرب: 1 ـ محمد بن الحسن الحجوي صاحب كتاب ( الفكر السامي)، و2 ـ محمد بن جعفر الكتاني، و3 ـ عبد الحي الكتاني، و4 ـ تقي الدين الهلالي، و5 ـ عبد الله بن الصديق الغماري، وقد ترجم الأخير لنفسه في كتابه (سبيل التوفيق).
ومن العراق: 1 ـ أمجد الزهاوي، و2 ـ محمود شكري الآلوسي ـ حفيد المفسر وسميُّه ـ، و3 ـ عبد العزيز البدري العلامة الشهيد صاحب كتاب (الإسلام بين العلماء والحكام). و4 ـ حمدي الأعظمي، و5 ـ محمد محمود الصواف.
ومن تركيا: 1 ـ شيخ الإسلام مصطفى صبري، و2 ـ سعيد النُّورسي.
ومن المملكة السعودية: 1 ـ علوي المالكي، 2 ـ محمد العربي التباني، 3 ـ حسن مشاط، 4 ـ أحمد محمد جمال، و5 ـ مفتي المملكة الأسبق محمد بن إبراهيم، وهو رجل فاضل وقد ترجم له شيخنا الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة في كتابه (من كبار فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري ) و5 ـ كذلك علامة القصيم المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي، و6 ـ الداعية الشيخ عبد الرحمن الدوسري، و7 ـ العلامة المفسِّر محمد الأمين الشنقيطي.
ومن بلاد الشام أيضاً: العلامة الشيخ خليل الخالدي وقد اطَّلعت على مقالات الأستاذ عبد الوهاب عزام عنه في مجلة الرسالة في السنة السابعة 1939، الأعدد 322و323و324، ولكن الأستاذ عزام قال في افتتاح مقالته في العدد 322: حدثت قراء الرسالة قبلاً عن الشيخ الجليل خلي الخالدي، وذكرت طرفاً من علمه بالكتب.. ولم أهتد إلى الأعداد التي أشار إليها من قبل فأرجو التكرم ببيان ذلك لواسع اطلاعكم على أعداد الرسالة، والله يجزيكم عني كل خير ـ ولا مؤاخذة على هذا الاستطراد ـ
ومن بلاد الشام أيضاً: يوسف النبهاني ـ رغم معاداته لمدرسة الأفغاني وعبده، لكن لا يجوز إغفاله، وهو شاعر مطبوع، وله مؤلفات قيمة في الرد على النصارى والمبشرين... ولا أدري هل ستوافقون على اقتراحي؟.
ومن بلاد الشام أيضاً: محمد عزة دروزة، وقد صدرت دراسة واسعة عن حياته ومنهجه في التفسير يمكن موافاتك بها إذا رغبتم في الكتابة عنه.
وجميع من ذكرت لكم أعرف عنهم الشيء الكثير ـ بفضل الله ـ ولكني لا أملك القلم السيَّال والريشة المبدعة التي وهبكم الله إيَّاها.
ونعود إلى مصر ثانية: بلد النبغاء والنُّجباء، وأؤكِّد عليكم ضرورة المسارعة في الكتابة عن الإمام العالمي الشيخ محمد بخيت المطيعي رضي الله عنه، وسأصور لكم بعض المقالات التي جمعتها عنه.
وأنا أقوم منذ فترة بجمع رسائله العلمية وفتاواه وقد صوَّرت قسماً كثيراً من مجلة الإسلام ومجلة المحاماة الشرعية... وقد انتبهت عند ترجمتكم للشيخ عبد المجيد سليم أن (الفتاوى) الصادرة من دار الإفتاء المصرية مجموعة في مجلدات، فكيف السبيل للحصول على هذه الفتاوى، علماً بأن فتاوى الشيخ ومباحثه مجموعة عندي بعد تركه لمنصب الإفتاء الرسمي، ولعلَّ الله ييسر لي الحصول على مقالة الشيخ عبد الوهاب النجار عنه، وأسعى في الحصول عليها لإرسالها لكم... وما أحوج هذا الإمام إلى طالب علم يدرس منهجه العلمي ومنحاه الفقهي في رسالة دكتوراه، وما أكثر المواضيع التي يَجْترها كثير من الباحثين في الفقه دون معرفة بهؤلاء الأصلاء.
ومن علماء مصر الذين نشتاق لتراجمهم: الشيخ إبراهيم السمالوطي، وعلي سرور الزنكلوني، ومحمد سليمان صاحب كتاب ( من أخلاق العلماء) وهو كتاب حثَّني أستاذنا الطنطاوي على إعادة نشره، وأبحث عن كتاب آخر له (رسائل سائر) لأكوِّن فكرة لصياغة ترجمته عند نشر كتابه إن شاء الله.
والعلامة الفقيه الكبير أحمد إبراهيم، ومحمد عبد العظيم الزرقاني صاحب (المناهل) ومحمد محمد المدني، وعبد الوهاب البحيري (شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ ) وعلي السايس، وأستاذنا سيد أحمد صقر، وشيخنا حسنين محمد مخلوف، وعلي محفوظ، ومحمد أحمد العدوي، ومحمد الأودن، ومحمد محمد السماحي، ومحمد يوسف موسى، وعبد الوهاب خلاف، والبهي الخولي، والشهيد عبد القادر عودة، وشيخنا العلامة المفسِّر المتكلِّم الزاهد سليمان دنيا، والعلامة اللغوي عبد السلام هارون، وأحمد يوسف نجاتي و.... و....
وهناك كثير من الاقتراحات والتساؤلات، ولعل الله سبحانه ييسر لنا اللقاء بكم والاجتماع معكم وقد بلَّغت تحياتكم لأستاذنا الكبير الشيخ علي الطنطاوي وهو يكنُّ لكم كل محبة وتقدير ويشتاق للاجتماع بكم ، وكذلك الأستاذ محمد نادر حتاحت. ويسلِّم عليكم شيخنا العلامة الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة، وستقام له حفلة تكريمية في اثنينية عبد المقصود خوجة بعد أسبوعين في 14 من ذي القعدة، وسيحضرها الأستاذان محمد علي الهاشمي، وعبد القدوس أبو صالح وهما يبلِّغانك عاطر تحياتهم وأشواقهم.
أرجو إرسال مقالكم عن الأستاذ الجبالي، وعن صادق عرجون إلى بيروت على العنوان الآتي: بيروت ـ ص. ب 6501/113 الحاج عز الدين نخَّال ليقوموا بصفِّ المقالين وإلحاقهما بالمجلد الثالث من أعلام النهضة، ونرجو الإجابة عن بعض الملاحظات الشكلية المتعلقة بكتاب النهضة الإسلامية، للمسارعة بتصحيحها والقيام بإخراج الكتاب في أبهى حُلة وأقرب فرصة وتفضلوا بقبول صادق دعواتي وعظيم تقديري وبانتظار تلقي ردكم الكريم أستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1/11/1414هـ
11/4/1994م.
تلميذك المحب: مجد مكي

ملاحظة
: وصلني ردُّكم السابق وهذا الجواب ردٌّ عليه وعلى جوابكم اللاحق.
وقد أرسلت إليه مع هذه الرسالة عدة تصحيحات وملاحظات في عدة صفحات على كتابه : «النهضة الإسلامية» وقد أجابني على رسالتي المفصلة بالرسالة التالية.

بسم الله الرحمن الرحيم

ولدي الفاضل الأستاذ مجد مكي أكرمه الله
وصلني خطابك الشافي الضافي هذه الساعة فقط (8 صباحاً من يوم الاثنين 28 من ذي القعدة) مع أنه أرسل منذ زمن بعيد، وقد تحيَّرتُ في هذا الإبطاء البريدي الكريه، مع أن الخطابات تصل من مصر إلى أمريكا في ثلاثة أيام ولكنها الدنيا!!
وأشكرك شكراً لا حدّ له، فوالله لقد أعجبني تَتبعك واستقصاؤك وسَعَة اطِّلاعك وأنت لا تزال في دور الفتوَّة الواعدة، وذلك يبشِّر بمستقبل زاهر سعيد بإذن الله فأهنئك.
وفي الجزء الأول من كتابي (قضايا إسلامية) المطبوع بدار الوفاء منذ عشرة أعوام، مقال تحت عنوان: (أنقدوا الأعلام ولا تهدموهم) وهو يجيب عن أكثر ما سألت عن اهتمامي بمدرسة الإمام محمد عبده الفكرية ومن احتذاها من أمثال فريد وجدي والمراغي وهيكل والعقاد، وسأصوِّره لك إذا أردتَ، وأحب أن تعلم أن هؤلاء هم الذين نشروا الفكر الإسلامي على أبعد نطاق، وكتبهم سارت مسيرة الشمس وتوالت طبعاتها لأكثر من عشرين مرة، فصرفت الشباب عن مؤلفات الداعرين والداعرات ! ولولا نعمة الأسلوب الرصين ما أقبل الشباب على هؤلاء، والذين ذكرت أسماءَهم من المحدِّثين والمفسرين لا تتجاوز مؤلفاتهم أيدي تلاميذهم، وتتلكأ الطبعة الواحدة عشر سنوات دون أن تُوزّع، وأضرب المثل بالإمام محمد عبده وزميله الشيخ بخيت! إذ أنَّ مؤلفات الأخير على فضله الجهير لا يعلمها أحد الآن، وأنا شخصياً أبحث عنها فلا أجدَ!! أما مؤلفات محمد عبده وتلاميذه فقد شرَّقت وغرَّبت في كل اتجاه، وهي تخاطب العقل الذي ينكر الإسلام فتصدمه صدمات قاتلة! ولنفرض أنها لا تهتم بالحديث عن المعجزات فهي لا تنكرها في شيء، بل تقول لمن ينكرونها: دَعُونَا منها الآن وانظروا إلى حقائق الإسلام الخالدة، فماذا تقولون فيها؟! وبذلك يكسبون للإسلام أرضاً جديدة من القرَّاء، ويضيفون العدد الكثير ممن يخدعون ببوارق الغرب، أما كُتب سواهم فلا تتعدى تلاميذهم! وهم مُسَلِّمون بما جاء بها من قبل، فلا هداية ولا إرشاد!!!
ومالي أبعد، ولديك أستاذنا الكبير علي الطنطاوي مدّ الله في عمره سعيداً معافى !إنَّ السرَّ في رواج كتبه وسعة انتشاره وهيام الناس بآثاره هو أسلوبه المبين، وأنه عربيُّ الأسلوب، عريق الفصاحة، وأساتذته من أمثال الشيخ محمود ياسين، وعبد القادر السبسبي، بل وبدر الدين الحسني ـ على جلالة قدره ـ لا يذكرهم أحد الآن من أبناء الجيل، وقد قرأت كل ما كتبه الأستاذ الطنطاوي عنهم في (رجال من التاريخ) ولولاه لضاع حديثهم أشدَّ الضياع! فالاهتمام بأمثال هيكل والعقاد وأحمد أمين له ما يبرره، وبمناسبة الحديث عن أحمد أمين أقول: إن كتبه في الفجر والضحى والظهر من أثمن ذخائر المكتبة الإسلامية، ولنفرض أنه تحدَّث عن السنة بغير ما يراه الجمهور فله رأيه وله معارضوه، ولن يكون أفضل من أبي حنيفة الذي واجهه خصومه بمؤلفات عديدة وبقي أبو حنيفة عَلَم الأعلام في التشريع.
لقد قرأت ما كتبه أستاذنا السباعي بالفتح والرسالة ثم برسالته عن السنة، وحَبَّذْتُ رأيه في كتابي (البيان النبوي) بما يدل على الموافقة، ولكن هجومه على أحمد أمين شيء طبيعي لمثل من كان ذا اتجاه سلفي كاتجاهه! ولا يهدم كتب أحمد أمين في شيء!!! أحمد أمين من علماء مدرسة القضاء الشرعي، وأزهريٌّ عريق، ومكانه الإسلامي جهير!
أما الزيات: فلنفرض أنَّ القلم قد زلَّ به زلةً تاب عنها واعتذر في العدد التالي بما بيَّن سبق القلم، ودون قصد فهل ننكر فضله على العالم العربي والإسلامي حين كانت الرسالة لمدة عشرين عاماً لسان الإسلام الصارخ، وفي أفقها ائتلق أعلام النهضة من أمثال عبد الوهاب عزام وعلي الطنطاوي ومحمود شاكر، وعبد المنعم خلاف، لقد كان العدد السنوي الممتاز عيداً للفكر الإسلامي، وشجىً في حلوق الملحدين من أمثال سلامة موسى ودعاة التغريب، حيَّا الله ذكرى هذا الأدب المبين الذي يذكّر أسلوبه بأرقى عهود الفصاحة منذ الجاحظ إلى الآن!!
أما المقالات التي أشرت إليها في مجلة الأزهر فقد نُشِرَ أكثرها في مجموعات وفي مصر سلسلة علميَّة تحت عنوان (إسلاميات) نشرت فيها 12 كتاباً تضمُّ الكثير من مقالاتي، وعند حضوري لجدَّة سأهديك بعض ما أعثر عليه منها، لأنني أقدرك حقَّ قدرك، ومَقَالَا الوحدة في السورة القرآنية، والأسلوب القرآني بين الجزالة والرقة نُشرا في كتاب مستقل تحت عنوان (البيان القرآني) منذ عشرين عاماً ! وطبعه مجمع البحوث، ولا أملك منه غير نسختي، فلو أراد أحد طبعه لكثرة الطلب حوله فأنا مستعدٌّ. والمجمع يعيد طبع كتابي (أحمد بن حنبل) كما طبع منذ شهور كتاب «الأزهر بين السياسة وحرية الفكر»، ولدَّي مخطوطات كثيره، ولكن الحركة العلمية في مصر تسير سَيْر السلحفاة، ولعلك تعرف أني نشرت ثلاثة كتب من مقالات فريد وجدي عن المؤسسة اللبنانية وقد نفد أكثرها والحمد لله! فأنا أحبُّ هذا البطل الفدائيَّ في الدفاع عن الإسلام، وسأعمل جهدي على نشر آثاره حسبةً ومثوبةً.
وأما ما طلبتموه من الاهتمام بالأرقام وفاةً وميلاداً، فأنا لا أؤرِّخ، ولكن أعبر عن اتِّجاه فكري للعَلَم الذي أتحدَّث عنه، وربما اضطررت للايجاز قَسْراً لأن المجلة لا ترحِّب بأكثر من حلقتين أو ثلاث، فأعمد للجوهر الخالص، وكُتَّاب الأرشيف الحكومي يهتمون بما تطلب، ولنا عودة.
أما من كتبوا عن التفسير مخالفاً منهج الإمام فهؤلاء أعرف آراءهم سلفاً، ولم أطَّلع على كتاب: الدكتور فهد الرومي، وليتني عرفته قبل أن أصدر كتاب «التفسير القرآني»، من حلقة إسلاميات فقد أعرف الجديد! ودَعْكَ من خصوم الأفغاني، فالأفغاني هو حسن البنا الأوَّل، موقظ الشرق، ومعارضوه من أمثال النبهاني أولاً، وفوزي غزال الذي تحدَّثت عنه دون أن أعرف عنه شيئاً ثانياً، لا يُدْركون غَوْرَه العميق، وصدقه الدقيق!! وأكثرهم خطباء مساجد يعظون العامة وإن كتبوا وأَّلفوا...
هذا وشيخ الإسلام مصطفى صبري لابدَّ من الحديث عنه فيما أعتزم نشره بالجزء الرابع إن شاء الله وهو قيد البحث، كما سأتحدَّث عن طاهر الجزائري وشكري الآلوسي وخير الدين الزركلي فهم أعلام كبار، أما بعض من ذكرتهم فعلماء لا أعلام، وكلٌّ ميسَّر لما خُلق له.
بمناسبة الحديث عن مقالات الفتح، فأبشرك بأني جمعت افتتاحيات مجلة الأزهر لمحب الدين الخطيب على مدى عشر سنوات، وقدَّمتها للأستاذ غياث قصيّ محب الدين الخطيب، حفيد الكاتب الكبير، ,أرسل لي البروفات منذ عامين، ولكنه للآن لم يطبع الكتاب وقد جُمِعَت حروفُه وتجاوز مائتي وخمسين صفحة، وكنت كتبت له فهرساً بمقالات الفتح ليعمل على نشرها، ولكن يظهر أنَّ غياثاً يفضل العمل التجاري، وإلا لما تلكأ هذا التلكؤ، فاكتب إليه بإرادة أستاذنا الطنطاوي لعله يسرع ولو بطبع افتتاحيات الأزهر على الأقل، وقد أرهقتني إعداداً وحذقاً، وأقول: حذفاً لأن للأستاذ محب الدين بَدَوات صارخة تصل إلى السِّباب في بعض الأحيان، وقد ذهب غرماؤه إلى رحمة الله تعالى فلا داعي لهذه البدوات!.
ويا أخي لا تلتفت إلى كتاب «تحذير البعقري من محاضرات الخضري» فالخضري في أفق فسيح، والعربي التباني يعيش في خندق! وقد طبعت محاضرات الخضري ستاً وعشرين طبعة فضمنت الخلود لأنها تلخيص جيد لكتب الطبري وابن الأثير!
ثم أجبني بالله: من هذا العبقري الخاص بالتحذير! أهو القارئ؟ فإذا كان عبقرياً فلماذا يُحذَّر وهو مَنْ هو؟ وإذا كان المؤلف هو المحذِّر فكيف يصف نفسه بالعبقرية!! هؤلاءُ كتَّاب طيبو القلب سليمو السريرة، ولكنهم نَقَلَة أقوال وعَبَدَة نصوص !!! للأستاذ عبد الفتاح أبو مدين كتاب تحت عنوان ( في معترك الحياة) نقل فيه كلامي عن الخضري، ,وأتبعه بتلخيص لتحذير العبقري، فلم يضف المحذِّر شيئاً ذا بال!.
إذا سمحت الظروف وجئت لجدة، فسأطلب منك تصوير ما لديك من مقالات الشيخ بخيت المطيعي، لأجعلها أساساً لدراسة عنه، فهو عَلَم في بابه وهو أستاذ عبد المجيد سليم وشلتوت ومخلوف مع اعتزازهم بأستاذيَّة محمد عبده، وكلهم خيارٌ من خيار! وكذلك أرجو الاحتفاظ بالدراسة الخاصَّة بالأستاذ عزة دروزه فهو ممتاز حقاً في كل ما يكتب ومثله الأستاذ مصطفى السباعي.
ختاماً أرجو أن تقبِّل نيابةً عني يد أستاذنا الطنطاوي وتُبلِّغه أحرَّ أشواقي وصادق دعواتي، وسأقوم بكتابة خطاب لبيروت يتضمَّن تصحيح ما أشرت إليه، أما مقالتا عرجون والجبالي فستضمان للجزء الرابع إذا شاءت دار القلم أن تستمر في صدور السلسلة، ومن يدري فلعلِّي أجد من يساعدني على نشر مؤلفات أخرى لا تجد الضياء، وإذا ظهر كتاب «أعلام النهضة» فاكتب إليَّ سريعاً بذلك لأطمئن، هذا ولا تنسى الذين شَرُفْتُ بمعرفتهم في زيارة الأستاذ الطنطاوي، فتُبلِّغهم سلامي، وكذلك سلامي للأستاذ أبي مَدْيَن، ولي حديثٌ (عن أبي زهرة ) سيُنْشر بالمنهل، لأني أنشر فيه شهرياً ذكرياتي عن الراحلين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك
محمد رجب البيومي
كلية اللغة العربية ـ المنصورة ـ ج م ع
28/11/1414

الرسالة ـ 3 ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الأعز الأستاذ مجد مكيي ـ حفظه الله تعالى ـ وبعد
فأنا في شوق إلى لقائك، وأسأل عنك من يأتي من جُدّة، ولعلك تكون كما أحب وأتمنى، فأنت أهلُ العلم والفضل.
لقد أرسلتُ الجزء الثالث إلى الأستاذ محمد علي دولة، وطلب أن أراجع البروفات في كتابي «النهضة» وكتاب «الرافعي»، ولكن البصر كليل، فعرضت عليه أن تتفضَّل أنت بالمراجعة، لأن ملاحظاتك على الجزءين السابقين دلَّت على مكانتك العلميَّة الممتازة، على أنَّ المؤلف ـ أي مؤلف ـ لا يراجع كتبه على وجه دقيق، لأنه يقرأ بعقله لا بعينه، فقد يوجد الخطأ ولا ينتبه إليه، وهذا مُجرَّب.
في الجزء الثالث مقال عن الأستاذ الطنطاوي فلو تفضَّلت بقراءته عليه قبل نشره ليحذف ما يشاء مما لم أفطن فيه إلى الصواب، فهذا حقُّه وأنا تلميذه.
وقد طلب الأستاذ دولة جملة تكتب تحت اسم (مصطفى صادق الرافعي) في واجهة الغلاف، وأقترح أن تكون هكذا: «مصطفى صادق الرافعي فارس القلم تحت راية القرآن»، فأرجو أن تتفضَّل بإبلاغه. كما طلب بعض آراء للكبار عن الرافعي تجدها في هذا الخطاب تتكرَّم بإرسالها إليه مشكوراً.
ويسعدني أن أتقبَّل ردَّك الكريم سريعاً وتوصيل تحياتي وسلامي لمن يعرفني.
أخوك 20/11/1416هـ
محمد رجب البيومي، كلية اللغة العربية بالمنصورة

الرسالة ـ 4 ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الأعز الأستاذ مجد مكي
السلام عليكم ورحمة الله وبعد، فقد وصلتني هديتك القيمة ( مقدِّمات الطنطاوي) فقرأتها وكنت على عهد منها متفرقة، ولكنها بمجموعها سدّت مسدّاً كريما ً، والأستاذ الطنطاوي لا يكتب مقدمة لكتاب إلا زيَّنته وحببته للقارئ ولعله في أكثر الأحوال تشتري الكتاب من أجلها، وكذلك كانت مقدمات المراغي في مصر، وأذكر أنها جعلت لكتاب (حياة محمد) للدكتور هيكل دوياً وصليلاً، وكنا في الأزهر نعدُّ الطنطاوي خليفة الرافعي في الأدب الإسلامي رغم اختلاف الأسلوب.
1 ـ وقد سعدتُ حين عرفت أنَّ الأستاذ الكبير علي الطنطاوي يرى رأيي ـ أو أرى رأيه ـ في ضرورة كتابة المصحف بالإملاء المعاصر، وقد كتبت في مجلة الأزهر 1380 هـ بالمجلد الثاني والثلاثين ص 583 مقالاً خاصاً بذلك، كان عليه اعتراضات شتى في أعداد تالية، وأذكر أني كنت مدرساً بالمنصورة الثانوية، فجاء مفتش التعليم الثانوي غاضباً يقول لي: ما هذا؟ فقلت له: أنا لم أتحدث في الفصل الدراسي أمام التلاميذ حتى تقول: ما هذا؟ إذا كنت تعترض فاكتب مقالاً تردُّ به عليَّ ! فسكت.
2 ـ كان من الأوفق أن تضمَّ لكتاب أستاذنا ما يأتي:
أ ـ مقال نقدي لكتاب ( سمو المعنى في سمو الذات) عن الإمام الحسين من تأليف الشيخ عبد الله العلايلي، وهو منشور بمجلة الرسالة سنة1939، وهو نقد توجيهي وإن كانت نبرته مرتفعة!.
ب ـ بحثان تحليليان عن كتابين قديمين بالسنة التالية بالرسالة هما: «اختراع الخراع» للصفدي، و«الرؤيا» لابن قتيبة، فالكتابان لم ينشرا بعد، والتحليل نفيس شأن ما يكتب أستاذنا العظيم فعلاً.
3 ـ أعتب عليك أنك في هوامشك الكثيرة قد ترحَّمت على كلِّ راحل، ما عدا الشيخ شلتوت، بل قلت عنه، ويُردّ عليه مما يشي بنفورك منه! وأنت كوثري في هذا أكثر من اللازم! والشيخ الكوثري هاجم ابن تيمية وابن القيم ورشيد رضا ومحمد عبده والمعز الفاطمي، ومنهم مَنْ هو مثله، ومَنْ يفوقه بكثير، وعليك أن تستقل بالرأي، وفي بحثي عن الشيخ شلتوت بكتاب النهضة ما يدفع كلَّ رد من جهة نظري، وأنا لا أتعصَّب لمجدِّد ولا لمحافظ فقد أثنيت على الكوثري ومصطفى صبري ومحمد بخيت ويوسف الدجوي، ولكهم في وادٍ نازح عما أنتحيه ولكنهم فضلاء فضلاء!!.
4 ـ أحيي فيك همَّتك العالية وهي تبشِّر بمستقبل كبير إن شاء الله، وقد زارني الأستاذ محمد الرشيد وتحدثنا عنك بما تُحِبّ... وإلى اللقاء.
التاريخ أخوك
24/2/1998
[HEADING=3][/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى