علي عبدالأمير عجام - نهر يورث مدنه انحناءات النساء

عن نهر يورث الصفاء والعذوبة
يورث الصوت الخفيض والإنصات عميقا للمنشد في محراب الله
عن نهر تعلق قطراته المقدسة بمن ابترد في مياهه،
فتحيله الى من يوثق به صادقا وصديقا
عن نهر اسمه أنثى، ويورث مدنه دائما انحناءات النساء
عن نهر ينحت الانوثة
عن نهر لفرط ما شهد من قتل وموت، كان غروبه قانيا
ولفرط ما شهد من غناء وصلوات بنائين وصيادين وزارعي نعناع وفجل وبزرنغوش
كانت صباحاته عطرة كنرجس وريانة كالبرتقال

نهر كان يهب للحياة معنى، يورث من خاض في طين ضفافه، حدائق مروءة
منحها عن طيب خاطر لمن أغواه ندى المويجات حتى وان كان عابرا لمدنه

نهر مروءات
مدحه غرباء وناحوا عليه، فيما ابناء من مدنه ملأوا ضفافه قيحا ودما

أورث محبته لقادمين يتباركون بجمال عروسته : بغداد يوم كانت عاصمة العالم
فأغدقوا عليه عمارة وفنا وغناء وفكرا وكتابة
ابن ضفته اليسرى (2) حين يحنو على بغداد يقول:
"هذا نهر اورثني شغفي بالحياة واحترامي لها علمني جشع القراءة والتعلم، جشع المأكل والمشرب اللذيذ".
ويقول عن اثر النهر فيه : "كم تفسد أرواح امام الثروة والبخل والانعزال لكن نسائمه جعلتني أنقّي روحي بالمعرفة وضياء الصداقة"
نهر يغوي المشتاق على ضفتيه، حيث خصر المدينة الفاتنة




(1) من مشروع بعنوان "دجلة"
(2) المعماري والفنان معاذ الالوسي والمقتبس من كتابه "نوستوس".






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى