الأرض الحمراء

الأرض الحمراء

تأتي الرياح أو لا تأتي ؛ لا نبالي
البحر العقيم الشطآن لا ينجب السفن
الشمس بعيدة للغاية ........
نحن في معزل عن الحياة
الأحلام بلا نوارس
والمصباح الكبير يتسكع في كف أعمى !
خارج المشهد العريض
الميزان ليس عادلاً كما نظن
هو يعلو بكل ناقص
ويهبط بكل مكتمل
الأرض الحمراء هجرتها الأشجار
هي الآن ؛ تحت هيكل الرماد
تتنفس بيد واحدة !
في برد هذا الغياب الحاضر
كيف يتزوح السيف من الفأس ؟
لا حقل في الأفق يأوي هذا الحب
أين الراعي ؟ بل أين المرعى !؟
بائع الحلوى فقد سنابله في حروب الخبز
الزيتونة ؛ سقطت في رأس شاعر
الشاعر لا يملك في عينيه غير الصوت
من الممكن أن يتوكأ عليه ويذهب للنداء
المعضلة في تلك الأشجار
هي لا تمر من أمام صداه
في خزائن هذا القبر الكبير
آلاف الأطفال والنساء والشيوخ
ومدينة كاملة من رائحة الله
من يفتح تلك الأجراس الثمينة
ويشتري للظمأ الحزين ضحكة ماء صغيرة ؟
إننا بخلاء ؛ نسير في وجوهنا بدموع عارية
مازلنا هنا ؛ عند قارعة الصمت
داخل انحناءة كبيرة الخنوع
نرتدي المرايا المرقعة ونتسول الأشلاء !
وحدها الأرض الحمراء
وحدها في هذا الزحام الهش
بأظافر الصبر تحفر الهواء الصلب
هي ذي ؛ آبار الآمال المنيرة
آتية في دافقات من عواصف بيضاء
حتماً ؛ ستقتلع سجون الظلام
وتعيد الشموس من الأسر


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى