ميري شاحام - كل ما تريده، باليه للمرأة ولمستلزمات الراحة.. ترجمة: نائل الطوخي

قالت: "أي شيء تريده"
سألها: "أي شيء؟"
"نعم. أي شيء"، أجابت
فكر، وعندما فكر، سكت.


طرقت قطرات المطر على شباك مكتبه، تيك-تك، تيك–تك. نظر إلى المدينة الضبابية، متمعناً في خطوط المباني التي تمكن المطر من محوها.
وبينما ظهره إليها قال: "شمسية، أنا أريد شمسية".
"في هذه الحالة، سأكون أنا شمسيتك"، أجابت على الفور.


عندما خرج من المكتب رفعها فوق رأسه، ووازنت هي نفسها بسهولة وحمته من المطر.
اختار الذهاب إلى البيت في الطريق الطويل، بل وتوقف في محل بقالة واشترى خبزاً مقطعاً وصحيفة، لأنه نسي صحيفة الصباح في المكتب. ولهذا فقد افترضت أنه راض.
ولكن في اليوم التالي لم يهطل المطر، ولا في اليوم الذي تلاه.


"ليس هناك مطر".
"نعم."
"لم أعد أحتاج شمسية."
"وأنا قلت، أي شيء تريده."
"طيب."


مرة أخرى ساد الصمت بينهما. في النهاية قال: "صحيح أنني أحتاج إلى شماعة للمعاطف، ولكن يبدو لي أن شماعة المعاطف ستكون إهداراً بلا معنى لقدراتك. كلانا نعلم أنك تقدرين على ما هو أكثر بكثير."
لم تعرف ما الذي يمكن أن يقال ولذا فقد خفضت عينيها امتناناً.


"ربما كرسي"، حاول.
"كما تريد."


هو كان من هذه النماذج، التي تحسن التفكير عندما تتكئ للخلف على كراسيها، وتمص عقب قلم رصاص. أحياناً كان يستمتع بالدوران من جانب لآخر، على كرسي لم يكن مجرد كرسي وإنما فوتيه مبطن للمديرين. نصف دورة مع اتجاه عقارب الساعة ونصف دورة ضدها.
جلس عليها، إذن على طول ذلك اليوم.
للأسف الشديد لم تكن تعرف إلا حركة واحدة للجلوس، بظهر منتصب.
لا يمكن الدوران على كرسي كهذا. عندما حاول الاستناد إلى الخلف، انغرز ثدياها في ظهره.


عندما انتهى يوم العمل أخيرا، اعترف: "أرى أنك حاولت. وأنا فعلا أقدر هذا، ولكنك بالتأكيد ستتفقين معي أن هذا ليس مجالك."
عضت شفتها السفلى قليلا ودمدمت: "آسفة"، برغم أنها لم تعرف عن أي شيء تعتذر.
تشجع على القول: "ربما أنا لست محتاجا لهذه الدرجة."
"كلنا نحتاج"، قالت، وبدت واثقة بنفسها جدا، نسبياً.
"ممممم...."، أجابها. وفجأة أضاء وجهه بفرحة الاكتشاف: "محفظة، ستكونين محفظة كاملة."
كررت وراءه: "محفظة. أنا سأكون محفظة كاملة."
منذ ذلك اليوم نقل إليها ثلاثة كروت ائتمان، عدة فواتير، عملات معدودة، دفتر عناوين صغير وقديم، بطاقة هوية، رخصة قيادة، ومفتاح إضافي للسيارة والشقة.
رافقته إلى كل مكان وكان كلاهما راضيين، بهذه الدرجة أو تلك.


يمكننا التوقف هنا.
يمكننا الاستمرار قليلاً، مثلا،
في مناسبات اجتماعية كان يقول: "كل ما لدي، أقسم لكم، حدث بفضلها هي فقط."
أما هي، فترد له صحن السلطة صامتة، وتشتهي سريرا جديدا، سفرة أكل جديدة، سجادة فارسية قديمة، وتحلم بالنشالين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى