محمد أبوعيد - خارج الحدود

كعادتي دائما

بعد تناول وجبة الشمس

أشرب الليل بقطعة شعر واحدة

من الجيد أن أحافظ على رشاقة حبري

أستطيع أن أتسلق جبل الليل وأصطاد النجوم

هذا السهر الرائع يأخذني إلى مرآة الفجر

من خيال يبعد عن الخاطر بحلمين عصيين

أرتدي الأفكار المطرزة بزقزقة العصافير

وبضوء غزير أذهب للوريد مباشرة

هناك ؛ بين أوارق وأقلام نجلس سويا

في دعة ؛ نرش مبخرة المجاز بالتأملات

ونطوف حول السطور بعبق الابتهالات

نستدعي جني الشعر من الشطآن البعيدة

هكذا أرمي أصابعي خارج الحدود ؟
صيد الجمال ليس سهلاً كما نظن
تعلمت من فكرة شقيانة في حقول الحبر

كيف أقلم أظافر الأشواك بالرمز والإشارة

لئلا تنجرح زهرتي وهي ترسم القصائد بعطر ناعم

دائماً أعرف الضوء المناسب لإزالة بقع المجازات الهشة

أستطيع السباحة في الصمت بنظرات مسموعة

تأخذني إلى شطآن لم أكن أعرفها من قبل

ذات حبق ؛ بينما كنت أجلس على أريكة النبض

غافلني قلبي ؛ وخرج عن طوع ضلوعي

يجر بأوردته حقول الشعر ويبكي في المدى

لم يترك في الدمع المدخن الطائر

فراشة واحدة على إثرها أقتفي أثره

دخلت على الروح أشعلت الماء بالطير والأشجار

قرأت بالزيتون سفر الخمر والأنين

من حمى الشرود المزمن

حتى شموع الساهرين في الأمواج

امرأة من ندى الروابي الساحرة

على رموش الماء تتمشى بعطر مياس

في عينيها شمس ؛ في جيدها قمر

تضخ العساجد والسواسن بنظرة

كل القصائد اندلقت في فرح الحب

أصبحت مريضاً بالنظر إلىها

طبعاً طبعا ؛ لا أحب أن أكون شاعرا

أريد العودة إلى طفلي الأخضر الأبيض

أكبر مع ظلها في بساتين الشمس

كي أخفي حسنها عن أوجاع الغروب

سأرفع زهرتها في عليين

وأبني كوخاً فوق جبال الثلج

بالنيران العذبة سأحفر في الدم مشكاة

أحفظ فيها نور النوارس

ونافذة واحدة من زقزقات العصافير

تطل على الحب بقلبين جميلين

هذي اللازوردية هي حصادي من ليل الأنهار

لم أنس يوم ألقيت طيوري على أشجارها

واستحضرت صوتها بالعين لا بالسمع

سلاما على ذات الأغصان الوريقة

سلاما علينا يوم التقى الحبقان خارج الحدود .....


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى