آنذاك

آنذاك

عارية تلكم الشجرة
تقف على جذع ملتو
وهذا يجعلها مهيئة لممارسة الرقص
بارعة في امتصاص أي ضوء عابر
ابن الظل والشمس لايلتفت للأضواء الآسنة
آنذاك .. كان البكاء عالياً
والفراغ الشرس عادة
يتكاثر في الضباب الغامق
في تلك الخيالات الباردة
الضوء لا يمطر أي ظل للذكريات
تصدعت أجنحة الروابي
سقطت أوراق الليلك منهارة
آنذاك .. كان طيفاً رائعاً
غاصن صحراواتك
أعاد إليك الحقل والطير
ورحل في صمت عذب
لن يعود مثلما كان آنذاك
الفانوس الأخضر دخل نايات الضلوع
وأغلق الدعك خلفه جيداً
فلتنفقي من عطشك السكران
على كل ذئب عابر كما تشائين
فهذا السقوط ديدن أيامك ........
إنه والأثقال العظيمة
يتقاسمان مرآة واحدة
شوكاً مضيئاً ؛ ندماً غزيراً
وتلك بسملات اليقين
لا تحفر في الشعر
ستسقط في مآقي القصائد
ولن تعثر على صورتك
لا تصرخ في الطرقات
لن يعثر أحد عليك
كيف تأتيك البشارات ؟
أنت بلا عنوان !
لا تسر بشكل أخرق
في الموت خلود
في الحياة فناء
أتموت لتحيا أم تحيا لتموت ؟
الموت ساكن لا يتحرك
الحياة متحركة لا تثبت
كيف تأمن لساكن لا يتحرك
كيف تأمن لمتحرك لا يثبت ؟
مثقل الرؤى كوكب الإختيار
وليس في رأسي سفينة
سآوي إلى صمت كبير
يعصمني من هذا الزحام
سأصبح صديقاً ودوداً للأرق
أنطفأ نهاراً ؟ في الخفاء الرحيب
في الظلمتين الواسعتين
أستطيع بناء بعض الجسور
ربما تعبرني الأشباح
فأظل وضوئي في خلود زاهر
أنا الآن آمن في طيري
لن أعود مثلما كان آنذاك .




محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى