المدرسة الجزائرية لم تربِّ الفرد الجزائري على المواطناتية

عرض كتابه الجديد الدكتور علاوة بن ضيف:
القومية قامت على إنكار الوجود الجزائري و هي من مخلفات الإستعمار
( ورقة علجية عيش)

قال الدكتور علاوة بن ضيف مختص في علم النفس العيادي أن كتابه الجديد هو اعترافا و عرفانا لدور المرأة الجزائرية و المجاهدة بالخصوص في وجدان الأمّة، هذه المرأة التي لم تنتظر أي فتوى و لا مقررا رسميا للاستيلاء على حقها في التضحية من أجل الوطن، ثم هو مقاربة اقتصادية لدور المرأة في بناء المناعة الوطنية و المناعة الإقتصادية و السياسية للدولة الجزائرية و أخيرا هو طرح إشكالية في غاية الأهمية ألا و هي الحوار و دور النخبة في تعليم الأجيال آليات الحوار داعيا إلى ارتقاء المرأة إلى مصف المواطنة الكاملة، لفشارة أنه على هامش هذا المنتدى كان هناك بيع بالتوقيع،و قد شهد كتابه الجديد باللغة الفرنسية إقبالا كبيرا للقراء
422495954_842860427597514_6213694800823075739_n.png

وقد ركز علاوة بن ضيف في كتابه على مسألة المرأة في الجانبين التاريخي و القانوني و منها جاء هذا المولود الذي حمل عنوان " المرأة الجزائرية المواطنة في قلب الأمة"، و هو يستعرض مضمون كتابه تطرق الدكتور علاوة بن ضيف إلى جملة من المفاهيم ، الهوية، المواطنة، الوطنية، القومية، الحوار، محاولا تبسيطها هذه المفاهيم - كما يرى هو- تقتضي كثير من المهنية و بدون هذه الأخيرة لا يمكن أن نفهم الإنسانية أو نقترب منها، و خلال "منتدى الكتاب" نظمته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة أثارت الكاتب نقطة أساسية جدا ، إذ تعتبر العمود الفقري في النهوض بالأمة، عندما تحدث عن المنظومة الجامعية و الدور الذي ينبغي أن تقوم به الجامعة الجزائرية باعتبارها الدماغ المركزي le cerveau central، إلا أن ترقية الجامعة الجزائرية إلى مستويات عليا تواجهها عقبات من الخارج، بحيث هناك نظم سياسية و اقتصادية، ومنذ الهجوم على قاعدة الحياة في عين أميناس في عمق الصحراء، تريد هذه النظم أن تعيد الجزائر الى سنوات الخمسينيات، و لذا يرى الدكتور علاوة بن ضيف أنه على الجامعة الجزائرية أن تستثمر في المعرفة الوطنية و معرفة كيف نكون؟ ومتى نكون؟ و كيف نحاور؟.

و الحديث عن المرأة في كتاب علاوة بن ضيف تشترك فيه المرأة العربية، و بخاصة المرأة الفلسطينية / الغزاوية التي أنجبت أطفال الحجارة، فنحن اضاف صاحب الكتاب من واجبنا الإعتراف بالمقاوِمات، و المشقات التي واجهتها المرأة الجزائرية و قدمته خلال الثورة من تضحيات، ناهيك عن الأدوار التي تقوم بها يختص بها الرجال و هي تحمل طفلها على كتفها و الجنين في بطنها، و هي أجمل صورة يمكن رسمها للمرأة المكافحة سواء في الجزائر أو في بلد عربي آخر ( فلسطين، لبنان ، العراق و مصر و سوريا)، و يقف الدكتور علاوة بن ضيف أمام المرأة في الجزائر و كيف كانت تُعامل بالأمس باسم " العرش" بحيث لا يحق لها حتى التعبير عن مشاعرها لزوجها، و ذلك من باب الخروج عن العادات و التقاليد و كان "الوشم " كما يقول هو عنوان هويتها، عكس المرأة اليوم التي تنعم بالحرية بعد أن شاركت في الثورة لتحرير وطنها، و دفاعها عن حقوق الإنسان، و قد حان الوقت للاعتراف بالمرأة المجاهدة و المكافحة و المناضلة مقدما بعض الأسماء النسوية اللاتي خضن طريقا وعرا لإثبات وجودهن ، كلويزة حنون زعيمة حزب العمال متسائلا لماذا لا تكون المرأة في الجزائر رئيسة حكومة أو وزير أول أو حتى رئيسة جمهورية، و من وجهة نظره فهذا النقص أو المنع راجع إلى صناعة القوانين الخاصة بالمرأة .

و لم يستثن صاحب الكتاب جيل الأمس الذي تكوّن في المدرسة الوطنية لتي كرس فيها النوفمبريون القيم الأخلاقية و في مقدمتها اللغة كواحدة من الثوابت الوطنية و الدينية، ليؤكد أن ما يحدث حاليا سببه غياب الحوار و هذا مرتبط باللغة التي نتواصل بها، و لذا حان الوقت لتعليم الأجيال لغة الحوار مع الآخر و اكتساب آلياته، لاسيما و الجزائر محاطة بمصادر عدوانية بحتة، أما عن سؤالنا متعلق بكيفية إدارة الحوار في وسط متعدد الثقافات أو متعدد القوميات، ( قومية عربية، أمازيغية و إسلامية) قال علاوة بن ضيف أنه لا يؤمن بالقومية ، لأنها من مخلفات الإستعمار و هذه القومية قامت على إنكار وجود أيّ كيان وطني في الجزائر، و استمر هذا التقسيم إلى ما بعد الإستقلال ، لأن المدرسة الجزائرية لم تربّي الفرد الجزائري على " المواطناتية " و هناك من يسعى إلى تدمير الدولة الجزائرية.

مطالب بترجمة كتاب "المرأة الجزائرية المواطنة في قلب الأمة" إلى اللغة العربية

أثار كتاب الدكتور علاوة بن ضيف المختص في علم النفس العيادي و الذي حمل عنوان: "المرأة الجزائرية المواطنة في قلب الأمة" اهتمام الطبقة المثقفة لاسيما التي تنتمي إلى التيار الفرانكفوني اي الناطقة باللغة الفرنسية و التي تكتب بالحرف الفرنس، حيث كانت هناك تساؤلات عن العلاقة بين علم النفس العيادي و الكتابة و لماذا خص الكاتب المرأة بالذات، بعد أن تحولت إلى قضية، هل لمعرفة الجانب النفسي الخفي فيها أم لأنها المسالة تتعلق بالتحرر، خاصة بعد أن شاركت المرأة بغض النظر عن عقيدتها و أيديولوجيتها و ثقافتها ، و ما تحمله من أسرار انثوية، تجعل الرجل متعطشا لمعرفتها و تحليلها، خاصة و أن الكتابة عن المرأة سال حولها حبر كثير بين المحافظين و الحداثيين، أمام التطور الذي شهده العلم في كل المجالات بحيث نقرأ عن علم النفس المرأة Feminist psychology ، و الذي هو فرع من فروع علم النفس و يتمحور حول تحسين حياة المرأة ، أمام الاختلافات الموجودة بين المرأة و الرجل، ارادت بعض النساء اختراق هذا الجدار و القيام بأعمال لا تليق إلا بالرجل ، كانت الانطلاقة بالمشاركة في تحرير أوطانهن و خوض مغامرات فننّ فدائيات ، و من هنا ظهرت هناك مطالب بمنح المرأة حقوقها كاملة في التعبير عن رايها و إشراكها في صنع القرار ، فجاء علم النفس المرأة ليمكن الباحثين في هذا المجال من فهم المرأة و و الوقوف على تجاربها في المجالات الاجتماعية لمحاولة تحليلها و تفكيكها لإحداث تغييرات على عدّة مستويات كما يحاول تفكيك نصا دينيا، لاسيما و الإسلام أعطى أهمية كبرى للمرأة و قد أنزل الله سورة كاملة سمّها "النساء" .

فقد ترك كتاب علاوة بن ضيف اثرا كبيرا لما تضمنه الكتاب و تحليل صاحبه ، و الأمثلة التي قدمها و هو يعرض كتابه للمناقشة، خاصة بأن قدم رئيسة حزب العمال لويزة حنون كأنموذج، عندما طرح فكرة أن تكون المرأة رئيس حكومة أو وزير أول، ولماذا لويزة حنون بالذات؟، و إن كانت هذه الأخيرة أول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية في الجزائر، فهناك نساء مجاهدات و أديبات احتلن كراسي مرموقة في الدولة على غرار الأديبة زهور ونيسي التي كانت أول وزيرة في تاريخ الجزائر، ثم السؤال الثاني هو لماذا كتب هذا المولود الجديد باللغة الفرنسية ، خاصة و أن كاتبه في عرضه استعمل اللغة المزدوجة ( اللغة الفرنسية و العربية) و كان بين الحين و الآخر يتكلم بلسان روسو و ألبير كامو ، و أحيانا يتكلم بلغة الضاد و بلسان فصيح ، و بعيدا عن الصراع العروبي الفرانكفوني فقد تعمد الدكتور علاوة بن ضيف أن يستعمل اللغة التي يفهمها كل من حضر منتدى الكتاب، ليرضي الطرفين ، فاللغة هي جسر للتواصل بين الآخر، و هناك من تعلموا في المدرسة الفرنسية و يتعذر عليهم فهم اللغة العربية أو الحديث بها و كتابتها و العكس، فكان على الكاتب أن يختار اللغة التي ترضي كل طرف، للإشارة فقط أنه كانت هناك مطالب بترجمة الكتاب إلى اللغة العربية حتى يكون في متناول كل القراء سواء الناطقين باللغة العربية أو اللغة الفرنسية.

الباحث فضيل عبد الناصر دردور: كتاب بن ضيف جاء ليرفع اللبس عن أشياء كثيرة تتعلق بالمرأة
423455250_1526516081257359_6379653102670299931_n.jpg

ومن ردود الأفعال نقرأ ما جاء في رسالة الباحث فضيل عبد الناصر دردور، و هو باحث و شاعر يكتب باللغة الفرنسية، كان أول من يسجّل حضوره لمنتدي الكتاب أو لقاء ثقافي أو إبداعي تنظمه مكتبة مصطفى نطور، حتى قيل ان هذه المكتبة هي متقى النخب ، في سؤالنا عن تقييمه لكتاب علاوة بن ضيف، قال الأستاذ دردور أن هذه الأمسية السردية جمعت بين البطولة و التضحية للمرأة الجزائرية وخاصة أثناء الاحتلال الفرنسي وما صنعت حرائر الجزائر، حيث أبدع الدكتور بن ضيف علاوة بطريقة فلسفية في إعطاء نبذة عن تأريخ الجزائرية وصمودها في محيط كل ما يمكن القول عنه أنه جاف، كاسر للمرأة حسب معتقدات عرقية عروشية ومذهبية، قيدت المرأة وحرمتها من أن تكون قيادية وهذا حقا مستترا إلى يومنا هذا...، و اضاف الباحث فضيل عبد الناصر أن كتاب الدكتور بن ضيف علاوة" المرأة الجزائرية مواطنة في قلب الأمة " جمع بين وصف رائع للمرأة و كذا سرد القيود التي كبلت هذه السيدة وجعلت منها إنسانا من الدرجة الدنيا ، أين قسم الكتاب الى أربع محاور أساسية جمعت في طياتها كل ما يمس بهذه البطلة من نعومة أظافرها إلى أن صارت عجوزا انهكها الكفاح المتواصل في ميادين جمة، معبرا عن مدى استمتاعه رفقة زبدة من المثقفين رجالا ونساء بالسماع إلى ما جابت به ريشة ابن بطلة جزائرية روسيكادية بامتياز في كتاب مليء بالمعلومات التي سترفع اللبس عن أشياء كثيرة في المستقبل وخاصة في الباب القانوني لحقوق المرأة.

ورقة علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى