د. السهلي عويشي - مريم والقمر

حزين هذا المساء
ومريم تكتفي بالصمت
بابتسامة حزينة
وهي تنظر إلى الشمس
تغرب في عين حمئة
تراقب قمرا
من بعيد
من بعيد
لعله ياتيها بأخبار جميلة
عن اولئك الفرسان
الذين راحوا
فما عادوا
بل عادوا آخر الليل
وقد جاؤوا بالبشرى
هو ذا القمر يا مريم
فابتسمي
هو ذا القمر يا مريم
فزغردي
وكحلي عينيك بالغمام
فغدا تمطر في اليباب
وتزهر بالقمح والريحان
يا مريم زغردي بكل اللغات
وهزي بجذع الورد
يساقط رطبا نديا
في البدء كانت مريم
ما كانت امرأة سوء
ولا كانت بغيا
في البدء كانت مريم
عفة وطهرا نقيا
في البدء كانت مريم
وما زالت ذاك الحلم
وذاك الأمل
وذاك الوجد
وذاك الشجو
وذاك الشذو
وذاك ...
وذاك....
وذاك القمر
وأجمل ما فيه
حينما يلتحف بالسواد
ويزين خديه بالغمام
وأجمل ما في القمر
أنه يخفي سرك
اول الليل
ويلهمك الأشعار آخره
مريم بكامل أنوثتها
بكامل زينتها
تداعب القمر
فيخجل من حسنها
وينصت لشجوها
وانصت لنبضها لهمسها
وأدوخ دوختين
وأسقط في حضنها
وأهتف باسمها
وهي في وعيها
في حسها
في همسها
في سرها
في نبضها
تداعبني
وتراقصني
وتخجل من القمر
في البدء...
كانت مريم
صارت مريم
مثل طفلة فرحانه
باسمة ولهانه
صوتها المبحوح
كأنها من تهامة
او زناتة
أو كنانه
قد صانها
وزانها
مريم يا ريحانه
يا ريحانه
صوتك المبحوح
قصيدة شعر ولهانه
وردة صبح ظمآنة
ريحانة ...
يا ريحانه...
أدمنتك
وانا اناديها من خلل الغمام
أدمنتك رحيقا
ونبيذا
أدمنتك
عطرا جميلا
أدمنتك نايا
ولحنا شجيا
يتموج بين الشعاب
وبين الوهاد
وبين البين
أدمنتك
وردا نديا
أدمنتك نسيما نقيا
وأدمنتك عشقا ورديا
أدمنتك
ادمنتك لحنا طفوليا
يا قمرا تضيء لي الدجى
وتسامرني
وتناجيني
وتفتح أزرار ليلي
وأنا....
أناجيك
وأناجيك
وأهدهدك همسا وجهرا
قل ما أنت قائله
فالقول ما قال القمر
ما جاد به القمر
ففي حضرة الجمال
يعجز الحرف عن الكلام
والفارس من اجل الجمال
يقبل النصال في القتال
مريم بكامل أنوثتها
مهرة عربية أصيلة
تفتن الفارس في القتال
فيراودها
وينازلها
مريم يا مريم
كفي عن هذا
ويشتد القتال
في صمت ...
ويشتد النزال
مريم يا مريم
لك الحرف
والورد
والأقحوان
لك الأزهار
والريحان
فتاتي مقبلة
دون قتال أو نزال
تحملها الريح
كن فارسي كن
ايا فارسا
أيا شاعرا تمهل
فالجميلات المؤنسات
للشعراء
للفرسان
وهي تعد الأسامي والكنى
من عبلة ووولادة للعفراء
للبنى وليلى وجفرا
ومريم أجمل النساء
وحينما تلوذ مريم بالصمت
الوذ بصمتي
الوذ بليلي
اعيد ترتيب القصيدة
في هذا الليل
هنا كان الحلم
وهنا كانت مريم
تداعب بيديها القمرا
وهنا رسمت بابتسامتها
قبلة على جبين القمر
وهنا كانت تركض خلف الحلم
وهنا
وهنا
وهنا
كانت ...كنت . ..
شاعرا
عاشقا للقمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى