كتاب كامل مصطفى الحاج حسين - (ترابُ الرّوحِ).. مجموعة شعريّة

* نهوض..
يقتحمُ الفراغُ ضجيجي
تتهاوى اعمدة النَّدى
تصطفقُ الدَّهشةُ بالدَّهشةِ
تتلاطم الأسئلة
ويمورُ الظلام في دمي
الدَّمعةُ تنسلخ عن عظامي
والبسمةُ تترمَّد على شفتيَّ أحرفي
تهبُّ اختناقات الرُّوح
بثبُ الجزع من بصيرتي
تتقدَّمُ المخاوف
يزحفُ القنوط
تتفجَّرُ الأرض بالقبور
ينتصبُ العدم فوق رأسي
َوتزعقُ الكوارث فوق رؤايَ
يناديني الهباء
تقضمُ عنقي السُّخرية
تتلاشى قامتي في الصَّمتَ
أبحثُ في الحاوية عن أقدامي
في الرَّمادِ عن دربي
في الحطامِ عن بلدي
في الأنصابِ عن كياني
تشاهدني خيبتي
تدلُّ عليَّ انكساراتي
ويتقدَّمُ منِّي الهلاك
يعاركني الإنهيار
يتسلَّقني الدَّمار
يتحدَّاني الزوال
ويمتطيني الجحيم
فأصرخُ بأذنِ الهاوية
كنتُ أبتغي أن أنهض
لتعلو قمم الحرِّية.*
إسطنبول
* القاتل النَّبيلِ..
الجثة لا تعترف عن اسم قاتلها
فقد خضعت للتهديد
مخافة على أحبابها
قالت:
القاتل لم يقتلني
أنا متُّ من تلقاء نفسي
وجدت مسدَّسه بعيداً عني
فأطلقت من على بعد
رصاص غزير على قلبي
وصرخت بأعلى دمي
أنا من قتلت نفسي
عقاباً على احتجاجي
عن فساد الحكومة
المسؤول أنقى من حليب أمي
أطهر من عرق أبي
أشرف من أجدادي الموتى
هو لا يلمس أموال الدَّولة
بل هي من تندس في حسابه
الرَّشوة لا يطلبها
بل هي تعرض عليه بسخاء
هو لا يلاحق المعتقل
إنَّما التقارير تجرجره للزنزانة
القاتل بريء إلى أن تشهد عليه
الضَّحية
حذرت أحبابي منه
وطالبتهم بالهتاف لسعادته
وبالتَّصفيق الحاد
كلَّما أطلَّ عليهم
من الشَّاشة المرعبة.*
إسطنبول
* سيرة حياة القمر..
سرقت منكِ الشّمس بعض صفاتكِ
وهربت إلى السّماء
تستعرض نفسها بما أخذته منكِ
أمام القمر المخدوع
صار القمر يكتب أشعاراً غزلية
والشْمس كانت تتباهى
أمام النّجوم
وتعالت الشّمس
أخذت من القمر مطيّة
علَّ نجماً يفتن بها
كانت تعبث بمصير القمر
مرَّة تكشف له عن صدرها
ومرَّة تغلق بوجهه نافذتها
والقمر المسكين يناديها
قلبه تعرض للإحتشاء
تورَّم نبضه
شاب بصره
خانته ساقيه
ترمَّدت أنفاسه
حفر قبره
ارتدى كفنه
ودَّع دفاتره
والشّمس ترسل عليه
جحافل الغيم الأسود
ويتوعَّده الرَّعد العصبي المزاج
الشّمس عجفاء
تعيش بمفردها
لم تحظى باهتمام أيّ نجم
وتكبَّرت على القمر
الذي التفَّ من حوله الفقراء.*
إسطنبول
* أكفانُ القهوةِ..
تتسلَّقُني هضابُ الكلماتِ
تصعدُ المعاني إلى ذائقةٍ النَّبضِ
يتكشَّفُ لي جسدُ البرقِ
فأحدِّقُ بتأججِ الظلامِ
أرى شهوةَ المدى تنقضُّ
على عنقِ الصدى
وكان الغمامُ يعربدُ مع النجوى
والأفقُ في حالةِ تلبُّسٍ
مع جاذبيةِ الأرضِ
الزَّمنُ يزني
والامكنةُ تتستَّرُ على حملِها
والقمرُ هاربٌ من مسؤوليتِهِ
ولا أحدَ يحتجُّ على دعارةِ الضميرِ
النجومُ تغمضُ عينيها
والشجرُ لا يتدخَّلُ بما لا يعنيهِ
في حينِ أنَّ الكتبَ تنبحُ
والقصائدَ تُعتقَلُ
وبعضَ الأحرفِ تعملُ لصالحِ الأمنِ
لا شيءَ يدعو للقلقِ
ألسنةُ الفراشاتِ مبتورةٌ
ومعصمُ الندى مغلولٌ
يتمشى الخوفُ في الشوارعِ
والمقاهي تقدِّمُ لزبائنِها
الأكفانَ بدلاً من القهوة.*
إسطنبول
* أنتِ..
أنا عندما أقولُ أحبُّكِ
أعني أحبُّ كلَّ البشرِ
أحبُّ الكونَ كلَّهُ
لأنَّكِ تختزنينَ العَالَمَ
في عينيكِ
وتعطينَ للحياةِ
نكهةَ الرّوعةِ
أنا أعرفُ مَنْ أعطى للوردِ
جمالَهُ وشذاهُ
وأعلمُ مَنْ زَوَّدَ الضَّوءَ
بسرّهِ
وَمَنْ وزَّعَ على النّدى
طُهْرَهُ
وَمَنْ أعارَ للفراشاتِ
أجنحَتَها
وَمَنْ أسبغَ على القمرِ
اسمَهُ
وَمَنْ منحَ للغيمِ
فرصَةَ الرَّحيلِ
وَمَنْ أهدى للنَسمةِ
قامتَهَا
وللصّبحِ رونَقَهُ
أعرفُ
يا حبيبتي أعرفُ
أنتِ
فأنتِ نبعُ الحياةِ
وشرفةُ الفرحةِ
نغمةُ الدّنيا
وسرّ الوجودِ
فَمِنْ قبلِكِ
كانَ الزَّمنُ مشرَّداً
وكانَتِ الأقدارُ عمياءَ
لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ
نَجمَةٌ
ولا كانَ للحبِّ
شَهادةُ ميلادٍ
فأنتِ مَنْ رَوَّضَ الكواكبَ
وَمَنْ سَرَّحَ لِلشَمسِ
ضفائرَها
وأنتِ مَنْ نَثَرَ الكَلامَ
في قلوبِ الشّعراءِ
وَمَنْ كَفكَفَ النَّارَ
عَنِ القلوبِ
وأنتِ
مَنْ أهدى للأرواحِ
مساحاتِها
وللخطواتِ أغانيها
أنا أعرفُ يا حبيبتي
لِماذا المطرُ يهطلُ
والهواءُ يرفرفُ
والفجرُ يبزغُ
أنتِ هكذا ترغَبينَ
وهكذا تشترطينَ
وأنتِ
على قلبي المُتيَّمِ
أشفَقْتِ
لكِ الحبُّ على سعتِهِ
لكِ الحنينُ
بكلِّ ما يحملُ
ولكِ قصائدي
تتظلّلُ فيكِ
وأحتمي أنا بأصابعِكِ
مِنَ الأوجاعِ
والموتِ.*
إسطنبول
* التَّفاني..
تساقط جمالكِ
ترهَّل أريجكِ
وتجعَّدت عندكِ الخطا
وصارت أنفاسكِ تتعكَّزُ
على ضيق الصَّدر
عيناكِ تزحفان على سلالم المدى
ويداكِ تتمسَّكانِ بالعشب النَّاهض
رحلت عنكِ ينابيع الضَّوء
غادرتكِ أسراب التألق
جفَّ البهاء
يبس الوميض
تكسَّر النَّدى
وشحب ظلُّكِ
دربكِ فقد امتداده
صوتكِ أثقل بالحطام
تخلَّت عنكِ ضحكتكِ
تنكَّرت منكِ البهجة
تصدَّع نبض قلبكِ
تهدَّمت أسوار روحكِ
وأبواب قلعتكِ نخرت
سوَّس الجذع
تهالكت الأغصانُ
والرِّيحُ عبثت بأوراقكِ
شابت قامتكِ
تقوَّست أحلامكِ
تصحَّر عندكِ السَّمع
أصابعكِ سكنتها الرَّجفة
لم يبقى لكِ إلَّا الخيبة الشَّاهقة
إلَّا الرُّكام الباكي
وحدكِ تتلفتينَ صوب السَّراب
لا أحد يعنيه أمركِ
إلَّا أنا وقلبي
نقف على بعد همسة
ننتظر منكِ أن تنادينا
وتسمحي لنا أن نكون بخدمتكِ
للأبد.*
إسطنبول
* جيوب النَّدى..
يتآمر جسدي على روحي
فيطلق العنان لقلبي
ليعشق إمرأة متحجرة النبض
متكلسة الوجدان
تستخدم قصائدي أساور نرجسية
وورد حنيني
َممسحة لزجاج أنوثتها
تطوِّح بي يدي نحو تلال المرارة
وتزج بي قدميَّ داخل الهاوية
الأفق يدكُّ عنفواني
الدُّروب أفاع تتربَّص برسائلي
والسَّراب يكشِّر لي عن أنيابه
لا صدى لانحدار دمعتي
لا قمم لرجائي
لا سكينة في رماد انتظاري
أقِفُ فوق انكساري
أحدقُ في تدفُّق الأوجاع
أحاولُ لمس بسمتِها المعتمة
البرودةُ تقضم لهفتي
فأراني معلَّقاً من آهتي
والرِّيحُ تعبثُ بأيامي النَّاحلة
يتفتَّقُ من جلدي العدم
يبزغُ في أوردتي قبري
يصطادني تجهُّم نفذتها
فأرسل إليها كفن أجنحتي
علَّها تصنع منه جيوباً
معبأة بالندى.*
إسطنبول
* نضارةُ الموتِ..
جفَّ الماءُ
فتدفَّقَ الدَّمُ
اتَّسعتْ دائرةُ العتمةِ
فضاقَ تنفُّسُ الضَّوءِ
اختنقَ الكلامُ
ودوَّى صوتُ الانفجارِ
شحُبَ وجهُ الحياةِ
وتألَّقتْ نضارةُ الموتِ
باسمِ اللهِ يقتلُ المؤمنُ
وباسمِ الحقِ تُزهقُ روحُ المحقِ
والليلُ مخمورٌ
والنَّهارُ فاقدٌ لعقلِهِ
تبكي الأرضُ
تتوجَّعُ السماءُ
تئنُّ الجبالُ
يشهقُ البحرُ
وتتقيأُ الصحارى دمَ القتلى
وحدَهُ السَّرابُ يطمحُ بالبقاءِ
والغيمِ تنخلعُ رئتاهُ
يتلفَّتُ القمرُ خلفَهُ
والنُّجومُ تتغلغلُ بالأفاقِ
والصباحاتُ ترفلُ بقيودِ السَّوادِ
وطني خرابةٌ
وأنا أزحفُ فوق القهرِ
وطني ركامٌ
وأنا أستنجدُ بالقذيفةِ
وبسخريَّةِ القنَّاصِ الأنيق.*
إسطنبول
* شهوةُ الأسدِ..
دهشتي أكبرُ منَ الآفاقِ
وصرختي لا يتَّسعُ لها الكونُ
والدمعةُ تغمُرُ السماءَ الثامنةَ
ركضتِ الخيبةُ في عروقي
واحتلَّ الوجعُ أركانَ قلبي
وتهاوى الحلُمُ على هشيمِ نبضي
أنا أصغرُ من هزيمتي
أقصرُ من اختناقي
أكبرُ من جرحي
الشمسُ تثملُ دربي
الهواءُ ينتصب مارداً في صحرائي
والرِّمالُ تعضُّ ينابيعَ تعرُّقي
الضُّبُ لا يمدّ لي يدَ العونِ
العِربيدُ يضمِّدُ آهتي
والذئابُ تثِبُ على وهني
رباهُ!!
لم اتعمَّدِ الخروجَ عن الصَّمتِ
أردْتُ فقط رغيفاً منَ النَّدى
إبريقَاً من الطُّهرِ
شمعةً من الحرِّيَّةِ
كنتُ أطمحُ أنْ أصافحَ القمرَ
وأنْ أضمَّ لصدري شغَبَ المطرِ
لا أطمعُ بقُممِ الجبالِ
لا أطمحُ بامتلاكِ الأجنحةِ
لا أعارضُ أن يكونَ القاعُ لي
لكنَّ الثعالبَ نهشتْ بابَ داري
والضَّواري سدَّتْ عليَّ نوافذي
وجدرانُ بيتي بدأتْ تكشفُ عورتي
سالَ لعابُ الضَّبعِ
واستيقظتْ شهوةُ الأسدِ.*
إسطنبول
* ميزانُ العدلِ..
يتأمَّلُني الجدارُ
يمُدُّ عنُقَهُ من نافذتي
يبصرُ جدراناً أعلى منهُ
يقفُ أمامي باحترامٍ
ويؤدي ليَ التٌّحيةَ
كان الجدارُ غمَاماً
سمَحَ للحمَامِ أنْ يبلِّلَ مناقيرَهَ
سخطَتْ عليه السَّماءُ
فساقتهُ تحتَ الأدراجِ
وشادتْ منه زنزانةً
راقبتْ نزيفَ المعتقلِ
وحلَّلَتْ رعشةَ الكتمانِ
بالدمِ العنيدِ
زجَّ الجدارُ بالأقوياءِ
نكَّلَ بالصَّابرينَ
وضايقَ الأملَ
نتفَ ريشَ الحلمِ
استعبدَ السُّوطَ
واستخدم الجلادَ
فاعتمدتْ تقاريرَهُ الأضابير
وصار مرجعية القضاة
كُتِبَ
على بطنِهِ كتب دستور البلادِ
ونُقِشَ ميزانُ العدلِ.*
إسطنبول
* احتضان..
هاجمتني الجهات
غرزت أنيابها في أفقي
وعضَّت أنفاس أحلامي
كبَّلت دمي
وجرشت بسمتي
وسفكت دمعتي
من تحتي اغتالت الأرض
ومن فوقي أزالت السَّماء
بطشت حتَّى بآهتي وأنيني
علَّقتني على جدار العدم
وبالجحيم طوَّقتني
وأخبرتني أنَّ هذا هو وطني
وما كنتُ قد عدتُ إليه
لو لا أنَّها بادرت وساعدتني
شكراً لكلِّ الأممِ التي
هجَّرتني
ومن ثمَّ قتلتني!!!*
إسطنبول
* دعارةُ وطنٍ..
عند شواطئِ دمعتي
ينصُبُ الحنينُ خيامَهُ
ويصطافُ الأسى
وتستلقي فوقَ الرَّملِ القصيدةُ
وتسبحُ التَّنهيدةُ
يحدِّقُ الفراغُ
يتمطَّى السُّكونُ
ويحترقُ جِلدُ القلقِ
الموجُ عارمٌ بالأسئلةِ
والهواءُ ممتعضُ السُّخونةِ
في كلًّ مدٍّ يبتلُّ اليقينُ
وتتهافتُ أشباحُ الذُّكرِيَاتِ
يتأبَّطُ الحزنُ دقاتِ قلبي
يمضي بها إلى جزرِ اللهفةِ
وهناكَ تتعرَّى هواجسي
وتفصحُ عن حبٍّ هالكٍ
ينمو على سطحِ الزبدِ
الأرضُ تنشِّفُ ظِلِّي
من براثنِ الفاجعةِ
وبلادي برفقةِ القوادِ
تدخلُ مخدعَ المحتالِ
حيثُ ينهش الكرزَ الأبيضَ
فوق سريرٍ من البارودِ الثملِ
فتحبلُ المدينةُ وتُنجِبُ الحربَ.*
إسطنبول
* ترابُ الرُّوحِ..
ما زالتْ أسئلتي مزروعةً في الصَّحراءٍ
والرَّملُ ينفضُّ عن أسطُري
قاتمةٌ جذوعَ الرِّياحِ
مالحةٌ خطوات الصَّدى
أرى السَّماءَ تخلعُ ثوبَها
والشَّمسَ تلدغُ حنيني
في كلِّ زاويةٍ ينمو السَّرابُ
وتفيضُ النَّارُ على دروبي
أصرُخُ ملءَ المسافاتِ
فيرتدُّ ظلِّي فوق سقوطي
أنا ضائعٌ في ثنايا الرَّمادِ
تائهٌ في براكينِ الأمدِ
أحملُ صخرةَ أحلامي
وتمضي بي لوعتي
إلى قِممِ الهزالِ الشَّاهقةِ بالنَْحيبِ
أيَّتها الأرضُ مهما ترامتْ أطرافُكِ
أنا دمعتي أكبرُ منكِ
وحُزني يملأَ كلَّ الجهاتِ
ذلك لأنَّ وطني أفرغوهُ
منَ التُّرابِ
وصارت أشجارُه بلا جذورٍ
وتساقطت أوراقُهُ
في عزِّ أيَّامِ الرَّبيعِ
وجفَّتْ صباحاتُهُ.*
إسطنبول
* البداية..
كنتُ بِقُمَّةِ غبائي
وكاملِ عفويَّتي
حينَ أحببتُكِ
لم أفكِّرْ أو أرسُمْ أو أُخطِطْ
أو أتسلَّح بالكذبِ
صافحتُكِ وأنا مرتبكٌ
كانتِ الرَّعشةُ بأصابعي
خجلى وأنا ألمسُ يدكِ
وعيناي عاجزتانِ عن اختطافِكِ
لم أكنْ رجلاً شرقيَّاً لأسرقَ أصابعَكِ
من راحةِ نبضِكِ
وأنتِ ككلِّ النساءِ يثيرُكِ العنفُ
وتخضعينَ لشراسةِ الذكورةِ
ولهذا..
أصابَكِ حبي بالغرورِ والتكبّرِ
أما أنا فقد تسبَّبَ لي حبُّكِ
بالاحباطِ والتَّقهقرِ
وعلى هذا اعتمدَ قلبُكِ
قرارَ الرفضِ
وأنا بدوري اتخذتُ
موقفَ المهزمِ.*
إسطنبول
* جنازةُ الولاداتِ القادمةِ..
تمشي الجنازاتُ
تحملُ أفقَ الوطنِ
إلى مقبرةِ الدَّمعِ
جثةُ النَّسمةِ متعفنةٌ
متورمةُ البسمةِ
مزرقَّةُ الأحلامِ
في قلبِها أنهارُ حزنٍ
وفوقَ شفتيها أشرعةٌ من ظلامٍ
النَّسمةُ متفحِّمةَ النَّوافذِ
متحجرةُ الأصابعِ
مبتورةُ الأنداءِ
عمياءُ الصّحارى
تشبهُ فضاءَ الرُّكامِ
النَّسمةُ تبحثُ عنِّي لتُخنقَني
وتشبعُ قلبي بالسُّكوتِ
وترسمُ على رمادِ دمي
خارطةَ الوطنِ المرصَّعِ
بالتَْجزُّؤِ
وأنيابُ الحلفاءِ
المخلصينَ لأطماعِهم
المعتَّقةِ بالضغينةِ.*
إسطنبول
* يتامى الحبِّ..
أُخرجي من الحديقةِ بسرعةٍ
فقد أخبرتْني الفراشاتُ
عن مدى غيرةِ الورودِ منكِ
إلى درجةِ التفكيرِ باغتيالِكِ
حبيبتي لماذا تُجاذفينَ
وتُثيرينَ المشاكلَ؟!
وأنتِ حُسَّادكِ كُثرٌ
والغيرةُ بوَّابةُ الحماقةِ!
ثمَّ مِنَ الواجبِ الإنسانيِّ عليكِ
أن تترفَّقي بكلِّ مَنْ هُنَّ
أقلُّ منكِ جمالاً وفتنةً
أنتِ لا تعرفينَ كم يسبِّبُ وجودُكِ
لهنَّ القلقَ والمرارةَ
والاحباطَ .. فمِنَ الصَّعبِ على المرءِ
أن يتقبَّلَ ضعفَهُ
وضآلةَ مكانتِهِ
وعدمَ الإلتفاتِ إليهِ
أو الإحساسَ بهِ
في حينَ قلبي
لا يحبُّ غيرَكِ
وأصابعي لا تكتبُ الشعرَ
إلَّا عنكِ وحدِكِ
حبيبتي..
علينا إتخاذُ الحذرِ
والحيطةِ
وأن نواري عشقَنا
عنِ الآخرينَ
وبخاصَّةٍ عن يتامى الحرمانِ
الأبرياء.*
إسطنبول
* خارج ظلمتي..
منذُ سنواتٍ بعيدةٍ
وأنا أعملُ على نسيانِكِ
أنشأتُ لنفسي كوكباً بلا إخضرارٍ
وأفرغتُ من الهواءِ رائحتَكِ
وجعلتُ منَ البحرِ يباساً
ومنَ الغيومِ قلائدَ قصديرٍ
ومن الأفقِ كوخاً لدمعتي
تقِفُ الوردةُ على بُعدِ مجرَّةٍ منِّي
الشمسُ حطامٌ
والقمرُ رغيفٌ محروقُ الوجهِ
منعتُ قلبي عنِ الخفقانِ
وروحي عنِ الحراكِ
وأمرتُ أصابعي أنْ تخمشَ الشعرَ
قلتُ للسرابِ إليكَ مهجتي
خذْ بمراكبي إلى الغرقِ
أنا مع الحياةِ على خلافٍ
مع الحبِّ على عداءٍ
مع الفرحٍ في تقاطعٍ
لكي أنساكِ ضيَّقتُ على نفسي القبرَ
لكي لا أذكرَكِ
سَوَّرتُ جسدي برملِ الصّحارى
وأنا الآنَ لا أذكرُكِ
لو صادفتُ نسمةً لا أذكرُ اسمَكِ
إن التقيتُ نجمةً لا أقارنُها بكِ
وإذا كتبتُ قصيدةً أتجاهلُ صفاتَكِ
أنتِ غيرُ موجودةٍ بتاتاً في دمي
لا أتنفَّسُ وجودي من خلالِكِ
ستبقينَ وحيدةً خارجَ ظُلمتي
ولن يضحكَ لكِ رمادي.*
إسطنبول
* بحث..
طالما أنتِ بعيدةٌ عنِّي
ساظلُّ أكسرُ زجاجَ الهدوءِ
وأثيرُ غضبَ الانتظارِ
وأتشاجرُ مع كلِّ الدُّروبِ
وافتعلُ الحرائقَ مع القلقِ
وأرمي السَّماءَ بدمعي
وأمزِّقُ سكينةَ الماءِ
وأنثرُ بأشواقي في كلِّ اتجاهٍ
وأبعثُ بجنوني صوبَ الأملِ
وأشُدُّ الصَّمتَ من ياقتِهِ
وأطرُدُ بسمةَ الصَّبرِ
من على شفاهِ النَّارِ
لن أتركَ باباً مقفلاً
أو نافذةً منكمشةً على نفسِها
سأعرِّي الشَّجرَ من أوراقِهِ
والبحرَ من أمواجِهِ
والنَّدى من ثيابِهِ
والصَّحراءَ من سرابِها
سأفتّشُ جيبَ المطرِ
وأسنانَ الجبالِ
وضفائرَ الرِّيحِ
وصدرَ العاصفةِ
وأنادي
في كلِّ ركنٍ أو زاويةٍ
سأبحثُ عنكِ في كلِّ ذرّةِ نورٍ
وفي كلِّ قرصِ عسلٍ
وفي وميضِ البرقِ
في توهُّجِ النُّجومِ
تحتَ عباءةِ الليلِ
وجناحيِّ الفراشةِ
وقنديلِ العطرِ
وأبراجِ الحنانِ
سأراكِ..
لأدفنَ روحي في طُهرِكِ
وتنبُتُ عظامي في خلودِكِ
قصائدَ محبَّةٍ وغفران.*
إسطنبول
* محاولةٌ يائسة..
حتى أنالَ إعجابَكِ
أذلِّلُ المستحيلَ
وأجعلُ الليلَ للعاشقين
ضياءً
والنَّهارَ بساحاتِ الحبِّ يغنِّي
ينبغي أنْ أوفِّرَ للوردِ النَّدى
وللفراشاتِ أبجديَّةَ الرَّفيفِ
ويتوجَّبُ على قلبي
أن يتَّسعَ لسبعِ سماواتٍ
فيها شموسٌ من نبضي
وعليَّ أن أزجَّ بقصائدي
تحتَ شرفتِكِ السَّاجيةِ
وأن تمرَّ دموعي بالقربِ
من بسمتِكِ
وأن تعبُرَ أحلامي من ساحاتِ شرودِكِ
وغاباتِ تنهيدتِكِ
وبحارِ صمتِكِ الجامحِ للصهيلِ
وعليَّ أن أشتلَ حنيني
في مُرُوجِ قلبِكِ الغارقِ
بالتَّجهُّمِ والبرودِ.*
إسطنبول
* تشرُّد..
يَبتسمُ السَّرابُ
يُلَوِّحُ بوميضِهِ لعطشي
يهامِسُ أذنيَّ الرَّملِ
والشَّمسُ
تلعقُ بحيرةَ رجائي
تَتَّسعُ الصَّحراءُ في عُروقي
يظلِّلُني تعرُّقي
والنَّسمةُ حاميةُ الوطيسِ
أرنو إلى تعبي
أحمِلُ عن أقدامي الانهيارَ
يتقهقرُ المدى
وترتمي السّماءُ فوقَ اشتعالي
يحاصِرُني العراءُ
تطوِّقُني لسَعاتُ القيظِ
تُمسِكُ الأرضُ بدمعتي
كنتُ سألجَأُ إلى الندى
لو قُدِّرَ ليَ الوصولُ إليهِ.*
إسطنبول
* ابتزاز..
سطا الليلُ على أوراقي
قرأ كلَّ ما كنتُ أُخفيهِ
من دمعٍ
كشفَ أسرارَ احتراقي
ورَاحَ يبتزُّ صمتي
وما يراودُ صُراخَ اختناقي
لمْ يبقِ لي نافذةٌ
إلَّا أطلَّ عليها
وافتُضِحَتْ أمام ناظريهِ
أعماقي
أخذ يؤلِّبُ عليَّ أشواقي
ويشعِلُ العتمةَ بأحداقي
يذكِّرُني بما فعلوهُ
أصدقائي
حينَ خانوا صُحبَتِي
وباعوني للسُرَّاقِ
كأيِّ قطعةٍ في الأسواقِ
ورحلوا عنِّي إلى جوفِ
السُّرداقِ!!*
إسطنبول
* ثأر..
احترقتْ ضفائرُ الشَّمسِ
وأنا أتسلَّقُ رائحةَ النَّهارِ
رأيتُ الدُّروبَ تكشفُ عن وعورتِها
أبصرتُ البحرَ يترنَّحُ كمَخْمورٍ
والسّماءَ مبتورةَ القدمينِ
كانَ الغيمُ يزحفُ مجروحَ الرُّكبتينِ
والهواءَ يتلفَّتُ بهلعٍ وذهولٍ
وكانتٍ الجبالُ ترتعدُ فرائصُها
الأشجارُ تُولِّي أدبارَها
والفراشاتُ التصقت بأجنحتُها
والماءُ طاشت ينابيعه
وَتغلغلَ السَّرابُ في الرِّمالِ
هاجت الأرضُ
صرخت السَّاعةُ
دقَّت أجراسُ القيامةِ
ابتسمت أبوابُ الجحيمِ
وتعالت قهقهاتُ الشَّيطانِ
حيثُ يقول:
- كانَ الأجدَرُ بآدمَ أنْ يسجدَ لي.*
إسطنبول
* مكائد..
تُتَرجمُ لي النَّسمةُ رائحةَ الذِّكرياتِ
وقلبي لا يفهمُ إلَّا لغةَ البرقِ
هذا الرّعدُ هو بوحُ الدّمِ
يكتبُهُ الحنينُ على دفترِ الهطولِ
جرحي يُمسُكُ قامتي
يمنعُ سقوطَ الخُطا منْ دمعتي
وآهتي تمشي بلا ضجّةٍ
تتسلّقَ وهنَ الرُّوحِ
تصعدُ نحو سرابِ النّدى
وغبارِ الوقتِ
بسمتي هي شراعُ أوجاعي
تسبحُ في لججِ المرارةِ
ومراكبي تنساقُ إلى ساحاتِ الجفافِ
أتطلّعُ بوجهِ الخيانةِ
فألمحُ أصابعَ الأصدقاءِ
تطوِّقُني لهفتُهمُ الماكرةُ
تدسُّ لي التّحطُّمَ بصحنِ الأملِ
وَردهم يتفتّْحُ عنْ كرهٍ عميقٍ
وغيرةٍ سامقةِ المخالبِ
وأنا كنتُ أحبُّ عسلَ كلامِهمْ
وأغمسُ عُمُري بنيرانِ المكائد.*
إسطنبول
* ندى السّراب..
حين تلمحُكِ أسطُري
تحطُّ النُّجومُ على أوتارِ لهَبي
وتراودُ القمرَ فكرة خيانتي
الهواءُ يخلعَ عنه ثوبَ الحكمةِ
وتعودُ للسحابِ طيشُ المراهقةِ
يتنفَّسُ التُّرابُ خُطواتِكِ
ويغافلُكِ الوردُ
يرتشفُ منكِ النضارةَ
تدبُّ في الحجرِ الرُّوحُ
ويهمسُ لكِ الأفقُ
يعربدُ اللؤلؤُ
ويلجأُ المرجان إلى الخمرِ
يتنهَّدُ العطرُ
يتغزَّلُ بكِ الصَّخرُ
تشتهيكِ النَّسمةُ
يتطلَّعُ إليكِ البهاءُ
ويتتبَّعُكِ الفراغُ
فأنتِ أيقونةُ الكونِ
عقيقُ الرُّوحِ
زبرجدُ القصيدةِ
محرابُ نبضي
جنَّةُ نيراني
أنتِ ندى السّرابِ
وجنونُ أمواجي العاتيةِ.*
إسطنبول
* بياضُ القطنِ..
في الغربةِ يكون القمرُ
نزقاً على غير عادتِهِ
يهاجمُ دمعتي
كلَّما أَفْلَتَ الطَّريقُ منْ
خُطوتي..
يلومُني إنْ تَعِبَ دمي
َوخيَّمت على الأفقِ آهتي
وتورَّمَتْ حبالُ صوتي
واشتعلَ سرابُ الليلِ
ليصرُخَ بوجهِ حيرتي:
- تابعْ مسيرَكَ
وابحث عن مفاتيحِ بلادِكَ
لا تستسلمْ لنحيبِ الصّحارى
وهمَساتِ الوحوشِ
فالبحرُ يمدُّ لسانُهُ لضجيجِ البرِّ
والمدنُ بدأتْ تخلعُ عنها وقارَها
وتشقُّ عصا الطَْاعةِ
وتزمجرُ على مخادعِ الفجورِ
فلا تبتعدْ عن ظلِّ راية الياسمينَ
ولا تغادرْ نشيدَ الزَّيتونِ
وبياضَ القطنِ المسلَّحِ
بنقاءِ الدَمِ
لتجابه المستقبل الدَّامس.*
إسطنبول
* الحلمُ المحالِ!!
التهِمُ سطوعَ وجهِكِ
كأيِّ عاشقٍ شرسُ الحنينِ
مختلُّ الفؤادِ
مجنونُ النَّبضِ
هائمُ الدَّمِ
مشغوفُ الرُّوحِ
مجروحُ الأفقِ
ملتاثُ الغيومِ
مشنوقُ السَّكينةِ
لا يقاومُ سعةَ حضورِكِ
إشراقةَ عطرِكِ
بهاءَ ظلِّكِ
شهوقَ اسمِكِ
جاذبيَّةَ السَّرابِ بعينيكِ
نيرانٌ بسمتُكِ المُتعاليةُ
تورَّمَتْ أقدامُ أشواقي
تحتَ نافذتِكِ
جفَّتْ حروفُ قصيدتي
عند بابِكِ
تجمَّدَتْ لهفتي من البردِ
يَبِستْ أغصانُ انتظاري
احترقتْ أعصابُ صبري
ودمعتي تدُقُّ بابَ إهتمامِكِ
وأنتِ لا تبصرينَ قلقَ الوردِ
ولا تسمعينَ صوتَ أوردتي
عبثاً أخاطِبُ بُعدَكِ الأبديَّ
يا حلمي المحال.*
إسطنبول
* جُثَّةُ النَّدى..
... وتصعدُ السَّماءُ فوقَ غيابي
الأفقُ أعمى التَّمدُّدِ
معطوبُ الجهاتِ
والسّديمُ يدهسُ جموحَ نظراتي
آكادُ أسقطُ من علياءِ
صُراخي
أنادي الزَّمنَ الرَّحيمَ
وأيادي الرِّحابِ
أقِفُ وسطَ حَيرتي
تنهمرُ الأسئلةُ من جِراحي
تتدفَّقُ نحوي براكينُ الاتهاماتِ
تقولُ المخالبُ:
- دمُكَ آسنٌ
ووجهُكَ مُريبٌ
يشهدُ عليكَ الثعلبُ
بأنَّكَ ماكرٌ
تتهمكُ الأفعى باغتصابِها
وتشيرُ نحوكَ جُثَّةُ الندى
تؤكدُ بأنَّكَ قاتلٌ.
رأسي مقطوعُ الكلامِ
دمعتي مصفَّدةٌ
يدايَ مغلولتا الأجنحةِ
وخطايَ مبتورةُ الينابيعِ
أمشي فوقَ أعشابِ كفني
أرسمُ على جدرانِ يأسي
خارطةَ وطني
المضيءِ بالحرائقِ
وصواري الحُطامِ.*
إسطنبول
* النَّدمُ الأسودُ..
ينهارُ الانهيارُ
يتفتَّتُ الغبارُ
يتفاقمُ الوجعُ
ويكبُرُ جرحُ الأمدِ
يخطو الرَّمادُ
ويهطُلُ فوقَنا الخرابُ
الأفقُ يبكي
البحرُ ينزحُ
الجبالُ تفترشُ الجثثَ
والهواءُ يعتصرُ يديه
الدنيا تلعقُ أقدامَ العدمِ
والسماءُ مغلقةٌ أبوابُها
على شُرْفةِ الأملِ
تقفُ الأممُ المتَّحدةُ
لتقطعَ أعناقَ الضحايا
والقاتلُ يوبِّخُ الأسلحةَ الفتَّاكةَ
لأنَّها تقاعستْ عن إنجازِ مهامِها
وقادةُ الشُّعوبِ يعتذرونَ
بذُلٍ وانكسارٍ وندمٍ أسودَ.*
إسطنبول
* غريبُ الرُّوحِ..
لماذا في سماءِ بلادي القمرُ أجملُ؟!
والسماءُ أوسعُ وأرحبُ؟!
لماذا يأتينا الليلُ معطّراً بالهدوءِ؟!
أبيضَ الهمَساتِ
دافئَ العينينِ؟!
لماذا يُغطِّينا بالأحلامِ حتى الصباحِ؟!
هنا في غُربتي
أجدُ القمرَ متجعدَ الوجهِ!!
هزيلَ الضوءِ!!
قميءَ القامةِ!!
سليطَ اللسانِ!!
هُنا الليلُ أسودُ الابتسامِ!!
غليظُ الذكرياتِ!!
جلِفُ الحضنِ!!
أعمى النوافذِ!!
كريهُ الأنفاسِ!!
في بلدي
يلعبُ القمرُ مع الغيمِ
يرمي كرتَهُ للبحرِ
يمشّطُ خصائلَ الندى
ينفُخُ بالرَّغيفِ لينهضَ من رقادِهِ
يسقي ورودَ العشاقِ
يحوِّلُ المدينةَ إلى تجمُّعاتِ رقصٍ وغناءٍ
أحتاجُ إلى قمرٍ يُشبه وجهَ حبيبتي
إلى ليلٍ نقيِّ الوجدانِ
إلى وطنٍ يعرفُ ملامحي
ويفهمُ لغتي الدَّمعة.*
إسطنبول
* معترَكاتُ الموتِ..
أرى الجبالَ ترمي بأثقالِها
على كاهلي
والقِممَ تصافِحُ كبريائي
بثلوجها السَّاخنة
السُّحُبُ تشرئبُ بأعناقها لعليائي
السَّماءُ تبتسمُ لي
والشَّمسُ تشعُّ بإعجابَها
والنَّدى يغمرُ نبضي بالقبلاتِ
الأرضُ تشُدُّ أزرَها بي
والبحرُ يتمسَّكُ بأشرعتي
والشَّجرُ يقطُفُ منْ ثماري
الشعراءُ يحلمونَ على أسطري
والوردُ لا يتفتَّحُ إلَّا للمسَتي
والرغيفُ لا يقوى على النُّهوضِ
إلَّا إن عضَّ من حناني
الليلُ لا ينام إلَّا في مسكني
والنَّافذةُ لا تشفُّ إلّا عنْ همَساتي
والدُّروبُ تبدأُ من خطوتي
والجهاتُ لاتستديرُ
إلَّا نحوي
منذُ نشوءِ الأبجديَّةِ
حَبَلَتْ بي القصيدةُ
أنجبتْني الدَّمعةُ
ترعرعتُ في حضنِ النَّارِ
وكبرتُ في معتركاتِ الموتِ.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول
الفهرس:
=======================01 - نهوض
02 - القاتل النبيل
03 - سيرة حياة القمر
04 - أكفان القهوة
05 - أنتِ
06 - التفاني
07 - جيوب الندى
08 - نضارة الموت
09 - شهوة الأسد
10 - ميزان العدل
11 - إحتضان
12 - دعارة وطن
13 - تراب الروح
14 - البداية
15 - جنازة الولادة القادمة
16 - يتامى ظلمتي
17 - خارجَ ظلمتي
18 - بحث
19 - محاولة بائسة
20 - تشرد
21 - إبتزاز
22 - ثأر
23 - مكائد
24 - ندى السراب
25 - بياض القطن
26 - الحلم المحال
27 - جثة النّدى
28 - الندم الأسود
29 - غريب الروح
30 - معتركاتِ الموت
--------------------------------------------
مصطفى الحاج حسين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى