الأغنية الإيرانية الخالدة مراببوس.. حيدر رقابي

عادل محمد - حكاية الأغنية الإيرانية الخالدة مرا ببوس (قبّليني)


تعود حكاية أغنية "مرا ببوس" إلى نحو 65 عام. فبعد الانقلاب الذي أطاح برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق عام 1953، تلقت القوى الوطنية واليسارية ضربات موجعة من جانب قوات الأمن والاستخبارات، وسادت أجواء الرعب والخوف في إيران. في تلك الظروف القاسية والمؤلمة كانت الناس تجتمع مع بعضها للبحث عن مخرج من الاحتقان والأجواء السياسية السيئة. في تلك الأجواء ظهر في بازار طهران صاحب محل البلّوريات وكان يسمى "حسن گل نراقي"، وكان إنساناً متواضعاً ولطيفاً، يترنم الأغاني القصيرة. في أحد الأيام غنى بين أصحابه المجتمعين قرب دكانه أغنية غريبة وجميلة كان عنوانها "مرا ببوس" (قبّليني). نالت الأغنية إعجاب المستمعين وثم انتشر خبر الأغنية بين الناس ولقيت استقبالا واسعاً.
لقد انتشرت إشاعات آنذاك بأن مؤلف هذه القصيدة كان أحد قياديي التنظيم العسكري السري التابع لحزب توده الإيراني القيادي عزت الله سيامك الذي صدر بحقه حكم الإعدام ألف هذه القصيدة من أجل ابنته قبل إعدامه. وهناك اعتقاد سائد بأن أعضاء التنظيم العسكري كانوا ينشدون القصيدة قبل إعدامهم. واتضح فيما بعد بأن كلمات الأغنية كانت ضمن قصائد المجموعة الشعرية "أسمان اشك" (سماء الدمع) للشاعر الإيراني "حيدر رقابي" الذي انتخب كنية "هاله" لكتاباته خوفاً من ملاحقة عناصر الاستخبارات (السافاك). في حين كان البعض يعتقد بأن سبب انتشار قصيدة مرا ببوس كان إعدام ضباط التنظيم العسكري السري التابع لحزب توده الإيراني بعد الانقلاب عام 1953، ومؤلفها كان يسمى "مجيد وفادار".
لقد استدعي المغني حسن گل نراقي بواسطة مكتب التحقيقات الجنائية التابعة للساواك، وبعد استجوابه سُجن بتهمة الغناء والتحريض. في حين مؤلف القصيدة حيدر رقابي الذي كان شاعراً ومناضلاً وطنياً أنشد هذه القصيدة لخطيبته قبل مغادرته إيران إلى الولايات المتحدة بسبب المطاردات والمضايقات من جانب عناصر السافاك. لقد شارك المؤلفين الموسيقيين والعازفين والمغنيين الإيرانيين الكبار أمثال عازف الكمان الإيراني الشهير پرويز ياحقي والمغني گل نراقي صاحب الصوت المخملي ومغني الجاز الإيراني المحبوب ويگن في أداء أغنية مرا ببوس الجميلة والتاريخية.
لقد توفى مؤلف القصيدة حيدر رقابي عام 1987 والمغني گل نراقي سنة 1993 ولكن قصيدة وأغنية مرا ببوس لسان حال المظلومين، ستبقى خالدة في ذاكرة الإيرانيين.
---------------
أشكر الصديق العزيز الكاتب البحريني محمد كمال الذي لبى طلبي وترجم قصيدة مرا ببوس (قبّليني) من النص الانجليزي إلى العربية.
قبليني
قبليني قبليني
لآخر مرة
في حفظ الله وداعاً
فاني مُتَّجِهٌ صوبَ المصير
ربيعنا قد مضى
ماضينا قد مضى
فاني أبحثُ عن مصير

في وسط الطوفان
مع البحَّارة صَفاًّ
نَزْهَدُ الحياةَ لنعبرَ الطوفان
في أواسط الليالي
عندي مع الحبيبة عهود
كي أشعل الجبال ناراً، آه

ليلةٌ سوداء
أشُدُّ الرحال
من دربٍ مظلم
أباشر العبور

يا وردتي تَرَفَّقِي
دموع الحزن امسكي
من اجلي لا تسكبي

قبليني قبليني
لآخر مرة
في حفظ الله وداعاً
فاني مُتَّجِهٌ صوبَ المصير
ربيعنا قد مضى
ماضينا قد مضى
فاني أبحثُ عن مصير

يا فتاتي الجميلة أنا ضيفكِ الليلة
أقيمُ عندك حتى تضعي شفتيكِ على شفتي
فتاتي الجميلة من بريق محياك
و دمعك البريئ
تَنَوَّرَتْ ليلتي الوحيدة

قبليني قبليني
لآخر مرة
في حفظ الله وداعاً
فاني مُتَّجِهٌ صوبَ المصير
ربيعنا قد مضى
ماضينا قد مضى
فاني أبحثُ عن مصير
---------------




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى