مصطفى الحاج حسين - (شفاهُ السّرابِ).. مجموعة شعريّة:

* شواطئ المطر..
أطوّحُ بأثقالِ روحي
أرميها لفكِّ الرّيح
وأخلعُ على دمعتي
ثيابَ الزّهرةِ
وتاجَ السَّكينةِ
وأبحثُ عن دربٍ يرفرفُ بالأماني
لن أسمحَ للحبِّ بالانتحار
وسأحميهِ من غدرٍ يترصدُ بهِ
الشَّمسُ تضيءُ طريقَ الحياةِ
لتمتدَّ أغصانُ الغناء
أمجِّدُ البسمةَ إن تفتحت
على شفاهِ الندى
وأباركُ خفقانَ القلبِ للينابيعِ المتفجرةِ
بالحنين
أنا هضابُ اليفاعةِ
وقِمَمُ الغبطةِ
قمرُ القصيدةِ
وفضاءُ الطَّامحين
بعثتُ برسلي للموتِ
أنذرتُه من هذا الطيشِ
وأمرتُه بالرَّحيل
بلادُنا لا تطيقُ الظَّلامَ
ولا تسامحُ القتلةَ
مهما استعانتْ بأساطيلِ
الجنِّ والشياطين.*
إسطنبول
* تَضَافُر..
الرَّغِيفُ يَصغُرُ
النُقُودُ تَقُلُّ
الأسعَارُ تَرتَفِعُ
المُواطِنُ يَجُوعُ
الكِلابُ تَسمَنُ
الدُّولارُ يَنهَشُ الرِّقَابَ
الثَّورَةُ تَأكلُ نَفْسَهَا
الوَطَنُ يُبَاعُ
الخَرابُ يَزدَهِرُ
وَيُهَاجِرُ الحَمَامُ
وَيَتَشَرَّدُ النَّملُ
فَيَحتَفِلُ الصَّهَاينَةُ
وَتَرتَفِعُ نَجمَةُ داوودٍ
وَيَتَشَرذَمُ العَرَبُ.*
إسطنبول
* القميء..
أصغرُ الكائناتِ هو الغريبُ
ومع هذا
تضيقُ عليهِ البلادُ التي يقيمُ فيها
الخرسُ يعتلي صوتَهُ
العماءُ يقودُ خطوتَهُ
ولا أحد يُلقي عليه التحيةَ
أيُّ سوءٍ يحدثُ
الأصابعُ تشير إليهِ
أيُّ مكروهٍ يقعُ
ألتُّهَمُ تنهالُ عليهِ
في العملِ
لو منحوهُ فرصةً
يكونُ أجرُهُ زهيداً
مسكنُهُ المتواضعُ العفِنُ
أغلى سعراً منَ القصورِ
سائقُ التكسي يسرقُهُ
والشبابُ الأزعرُ يطمعُ بهِ
مهددٌ بالترحيلِ
في كلِّ لحظةٍ تمرُّ عليه
هو نكرةٌ إن نهضَ
هو اللاشيءُ إن جلسَ
كلُّ القاذوراتِ تنسَبُ إليهِ
والفظائعُ تلاحقُهُ
من كلِّ حدبٍ وصوبٍ
يموتُ
ويبقى اسمُهُ الغريبَ.*
إسطنبول
* إغراء..
أسمعُ الطَّريقَ
ُ يُنادني..
وبُحَّةَ المسافاتِ
تسْتجْدي حنيني
عينايَ تلمحُ ضجيجَ الفتونِ
وبريقَ الارتواءِ
والسَّرابُ ُيمُدُّ يَدَيهِ بِرِقَّةِ النَّسيمِ
ويكشفُ الشجرُ عنْ فتنةَ الثَّمرِ
النَّدى يغامِزُ أنفاسي
والضَّوءُ يُهامِسُ الجوارحَ منِّي
وآهَةُ الرِّمالِ تُغريني
بالأفُقِ المُعطَّرِ
سأترُكُ المكانَ الذي ضاقَ منِّي
وأهجرُ رتابةَ القلقِ
وأمضِي
لأتذوَّقَ
مصائِرَ المجهولِ.*
إسطنبول
* أوَرَاقُ القلقِ..
الحياةُ تمقتُني
والموتُ ينفرُ منِّي
وأنا في عمقِ الدَّمعةِ
أتمسَّكُ بحبلِ اللهبِ
يضحكُ منِّي السُّؤالُ
ماذا جنى النَّهرُ
حينَ أغرقني؟!
بماذا يحسُّ النُّورُ
حينَ أقبعُ في الظلمةِ؟!
وماذا يستفيدُ القهرُ
إن تكدسَ في دمي؟!
مَن أعطيتُهُ الحبَّ
بادلني بالنكرانِ!
مَن أنجبتُهُ
بترَ لي أغصانَ فرحتي!
إني مدانٌ للسرابِ
لقد مدَّني بالحُلُمِ
وأنا مدانٌ للحياةِ
لأنها أشبعتني موتاً
السَّماءُ علَّمتني أن أحنيَ قامتي!
الأرضُ عودتني أن لا أتبخترَ
فوقَ جسدِ القصيدةِ
فالقصيدةُ ليست مجردَ كلامٍ
يهطلُ من سحابِ القلبِ
على وَرَقِ القلقِ.*
إسطنبول
* قطيعة..
عليكَ حلَّ جفائي
وانهمر فوقَكَ احتقاري
ذاكرتي نبذَتْكَ
وتحوَّلَ عنكَ اهتمامي
لنْ أشفقَ على قلقٍ يعتريكَ
ولا على حُزنٍ يلازمُكَ للأبدِ
أنتَ بعضُ مخلَّفاتي
والكثيرُ من موتي
يخجلُ مِنِ اسمِكَ دمي
ويشمئزُّ منْ مناداتِكَ نبضي
أنتَ السّيفُ الذي يجزُّ أنواري
ونفاياتِ ابتسامتي
فابتعدْ عنْ شوائبي
وانغمسْ في الصّديدِ
لا أريدُ لفضائي حشرجتَك
فلا تنتعلْ ظلَّ تنكُّري
اذهبْ حيث لا أتَّجِهُ
ولا أبعثُ ببصري
عارٌ عليَّ أن أهتمَّ بدموعِكَ
أن أحنّ لخِنجرٍ
انغرزَ في وريدي.*
إسطنبول
* الكَلَف..
إذا لمحتْكِ الفراشةُ
تتخلَّى عنِ الزهورِ
وإن رآكِ القمرُ
تجمَّدَ عندَ نافذتِكِ
وإذا شاهدَكِ السَّحابُ
هطلتْ أشواقُهُ فوقَ أرضِكِ
وإن أبصرَكِ النُّورُ
تغلغلَ بعينَيكِ
فكيفَ لو قابلَكِ قلبي؟!
أتعلمينَ
لماذا الندى يبكي على بابِكِ؟!
أتدركينَ
لماذا قصيدتي تسرقُ قميصَكِ؟!
أتفهمينَ
لماذا يطرقُ دمي عليكِ خلوتَكِ؟!
سأحبُّكِ
حتى لو كنتِ نهايتي
سأحبُّكِ
حتى إن كنتِ من حجر.*
إسطنبول
* موسمُ الهلاكِ..
العراءُ يداهمُ خيامَنا
يخيِّمُ فوقنا الهلاكُ
ويمزقُنا الظَّلامُ اليابسُ
الوحلُ يتجمَّع في حَلقِنا
والبللُ يصيبُ ارتجافَنا
تزمجرُ الوحدةُ
ترتعدُ الرّوحُ
وتصطكُّ أسنانُ المخاوفِ
الوباءُ يعصفُ بجوارحِنا
الموتُ يتبخترُ بزهوٍ
ومن الآفاقِ
نسمعُ صوتَ المذيعِ
يزفُّ لنا الطمأنينةَ
نعم
العالمُ على علمٍ بما يحدثُ لنا
ستصلُ إلينا النَّجدةُ
تشيِّعُ قدرتَنا على الحراكِ
الشَّللُ يصفّر في أرجاءِ المخيّمِ
تخلعُنا ثيابُنا وترمينا
والرَّغيفُ يقذفُنا بالجوعِ
السَّماءُ وحشٌ تغرز مخالبَها
الطّقسُ معتوهٌ لا يرحمُ
والمآذنُ من بعيدٍ
تسبِّحُ الجبارَ المنتقمَ
و أحد القادةِ البارزين
ينتقدُ طعمَ قهوتهِ
ويتوعدُ امرأتَهُ بالزواجِ عليها
لأنها جثةٌ في فراشِهِ
الرِّيحُ تقتلعُ وَتَدَ إقامتِنا
الإعصارُ يهزأُ من محاولتِنا التشبّثَ
ونحن نأملُ بالأممِ المتَّحدةِ
التي يعتريها القلقُ
في كلِّ شتاءٍ قارسٍ
يهاجمُنا بضراوةٍ رعناء.*
إسطنبول
* معاركُ الخَمَاد..
مَنْ ينتصرُ
حينَ يتبارزُ الجائعُ
مع الظامئِ؟!
الجفافُ
مع السّرابِ؟!
النارُ
مع القشِّ؟!
الميتُ
مع الفوضى؟!
مَنْ ينتصرُ
حينَ يتقابلُ
الخوفُ معَ التَّرددِ؟!
الظَّلامُ
مع الضَّغينةِ؟!
الحزنُ
معَ الهزيمةِ؟!
مَن يحمي السِّيادةَ للبلادِ
الفاسدُ
أمِ الخائنُ؟!
الحاكمُ المغرورُ
أمِ الطَّاغيةُ الأحمقُ؟!*
إسطنبول
* تحذير..
على سعةِ الموتِ
تضيقُ عليَّ قصيدتي
أناجي رمادَ النَّدى
أفتحُ أبوابيَ لأختفي
أتلاشى معَ طيفِ الصَّدى
وأحفُرُ قبري في قَحفِ الدَّمعِ
أموتُ والدَّهشةُ فاغرةٌ بأوجاعِها
والأفْقُ يتعكَّزُ على صرختي النَّازفةِ
تسألُني السِّكينُ عن نبضيَ الهاربِ
وتفتِّشُ النَّارُ أنفاسيَ الخامدةَ
تعبتُ من ثِقَلِ السَّحابِ على كاهلي
وأخذتُ أنوءُ بهواجسي النَّاحِبةِ
يفترِسُني السُّقوطُ
ويكبِّلُني الاندثارُ
محنَّطُ الآفاقِ حُلُمِي
مُسَمَّرُ اللهفةِ
مذبوحُ الرَّفيفِ
أتطلَّعُ إلى نصلِ النِّهايةِ
أداعبُ احتضاري
يمازحُني السَّديمُ
ويربِّتُ على كَتِفي الزَّوالُ
سأمضي في شقوقِ العدمِ
لنْ أحملَ من هذا العالمِ
سوى حقائب ِ الخيبةِ
وبعضَ ذكرياتِ الغدرِ
سأحتفظُ بصورةِ قاتلي
حتى أُحَذِّرَ الملائكةَ من صحبتهِ
وأُنذِر َ الكونَ ليحترسَ
وينتبهَ جيِّداً.*
إسطنبول
* كانَ رفيقي!
ثَمَّةَ مَنْ يتتبَّعُ مطري
أينما هَطَلَتْ ثماري
أحسُّ بدبيبِ غلِّهِ
بأنفاسِ حقدِهِ
بسماعِ نيرانِ غيرتِهِ
أراهُ من خلفِ أغصانِ الدُّروبِ
من وراءِ بلُّورِ شروقي
خنجرُهُ يلهثُ نحوي
عيناهُ تقدحان موتاً
فمُهُ مكتظٌ بالشتائمِ
يقسمُ على إبادةِ توهّجِ سنابلي
هو لا يذكرُ كم عَفوتُ عنه!
كمِ امْتدَّت لهُ مساعدتي!
كم أوقفت قدميهِ
ودللتُهُ على الطّريق!
كان يتناولُ القشورَ
أطعمتُهُ ثمارَ الأملِ
كان يزحفُ على كرامتِهِ
عالجتُ لهُ عامودَهُ الفقري
كي ينتصبَ
كانتِ الظلمةُ تأكلُ عينَيه
رددتُ لهما الأفقَ
أنا مَن أغدقَ عليهِ الأجنحةَ
فحلقَ برعونةٍ وسقطَ
أسمعتُهُ الموسيقا
فظنَّها صوتَ الخرابِ!
سقيتُهُ الماءَ الزلالَ
فاستعذبَ الدَّمَ!
قرأتُ عليهِ الشّعرَ
فأخذَ ينبحُ!
علمتُهُ الابتسامَ
راح يزمجرُ!
وحينَ حدثتُهُ عنِ الحبِّ
ابتعدَ عنِّي
وبدأَ يطاردُ قلبي
لِيَرمِيَهُ بالكراهيةِ!*
إسطنبول
* سُلْسِلَة..
أتعبَكَ ثُقلِي
حِينَ ظَنَنْتَ أنِّي سَأتَّكِئُ عَليكَ
رَمَيتَ بوجهي كلَّ العَقَبَاتِ
وَرُحتَ تدَّعي أنْ لا وَقتَ لَديكَ
لتهتمَّ بضُعفي
أنتَ مَشغُولٌ عن أوجَاعي
أنيني صارَ يُسبِّبُ لكَ الضِّيقَ
وأخذتْ شكوايَ تُؤزِّمُ أعصَابَكَ
أوصَدتَ بَابَكَ بوَجهِ دَمعتي
ورُحتَ تَلهُو معَ نَزَواتِكَ
نسيتَ كم أنا أدخَلتُ الفرَحةَ
على قلبِكَ
وكم حَملتُ عنكَ أثقالَ روحِكَ
عتَبي ليسَ عليكَ
إنَّما على مَوتٍ يُهملُني
وعلى زمنٍ أصبَحَ ليسَ لي
على دنيا تخُونُ أيَّامي
أنا مَن حَملَ ُأمَّهُ وأباهُ
على ظَهرِهِ
وسَرى بهما إلى الجنَّة.*
إسطنبول
* كثبانُ المستقبلِ..
حتى لو أنَّ دمعتي
أغرقتْ مجلسَ الأمنِ
حتى لو أنَّ صرختي صدحت
فوقَ مقاعدِ الأممِ المتحدةِ
فلن تحظى قضيتي
سوى ببعضِ القلقِ الأجوفِ
الدولُ العظمى تقشرُ جلدَنا
وتأكلُ لحمَنا بمنتهى التحضرِ
وتناصرُ قاتلَنا حتى الثمالةِ
نحنُ برعايةِ الفيتو نموتُ
ونتوزعُ على مخيماتِ العدمِ
والتاريخُ يصفقُ للمنتصرِ
ويهرسُ حنجرةَ الحريةِ
ذاتَ يومٍ كانت سوريةُ تجاهدُ
من أجلِ الضَّوءِ
فأغدقَ العالمُ عليها الظَّلامَ
ورفرفت رايةُ الخرابِ
فوقَ كثبانِ المستقبلِ
وتحوَّل الإنسانَ إلى حجرٍ.*
إسطنبول
* الغاسق..
هربت منِّي السَّماء
شقتْ أجنحتي ثيابَها
ترامتْ بصيرتي فوقي
تهاوى بيَ الزمانُ
وجثمَ فوقيَ الصَّدى
أنادي مخالبَ الريحِ
أن تنقرَ رمادَ دهشتي
وتنفخَ على هشيمِ عُمُري
تعالتِ المسافاتُ
ما بيني وبينَ صوتي
وصارَ السَّرابُ لُغتي
أكلِّمُ صَمَمَ الموتِ
أشتلُ صرختي بأوديةِ البؤسِ
وأنحتُ دمي على ضفافِ العراءِ
جعلتُ آهتي سجادةَ الرُّوحِ
وأيقنتُ أنَّ الطريقَ
سيبدأُ من حدودِ انهزامي
جلستُ على كآبةِ الرملِ
كانت أغصانُ الندى محملةً بالحسرةِ
الأفقُ مشنوقُ السؤالِ
والدمعةُ لا تقتربُ من غيومِ النارِ
قلتُ للدَّربِ سأقطفُ تعاريجَ امتدادِك
وأطعمُ لوحشةِ المسيرِ
بقايا احتضاري
وجدرانَ مخاوفي
وزجاجَ انكساري.*
إسطنبول
* ما يُشْغٍلُني..
أنا إنْ مُتُّ يا حبيبتي..
كيف أتابِعُ أخبارَكِ؟!
ومنْ سينقلْ لي تفاصيلَ حياتٍكِ؟!
كيفَ سأكتُبُ قصائدَ الحبِّ عنكِ؟!
من سيفتحُ لكِ البابَ؟!
ومن سيكنُس الطّريقَ لكِ؟!
من يسندُكِ إنْ تعثَّرتِ؟!
من يضيءُ لكِ الدَّربَ؟!
ومنْ يحميكِ من عيونِ الضجيجِ
لن أرتاحَ وأنا عنكِ بعيدٌ
ستكونُ روحي في قلقٍ عظيمٍ
وقلبي في توتُّرٍ
ودمي في حيرةٍ وارتباكٍ..
كيفَ أطمَئِنُّ عليكِ؟!
ولا أمانَ في هذا البلدِ الجنونِ!
حيثُ كلّ وردةٍ معرَّضةٍ للاصطيادِ
كلُّ نسمةٍ محتاجةٌ لمنْ يحميَها
وأنا لن أكونَ بالقربِ منكِ
إن داهمَكِ خطرٌ مباغٍتٍ
أو صرختِ إن طوَّقَكِ الظّلامُ
أخافُ أن يخونَني القمرُ
إن أوصيتُهُ بكِ
أخشى أنْ تغارَ منكِ الشَّمسُ
إن كلَّفتُها بصحبتِكِ..
فقد خانَني أصدقائي
وأنا مازلتُ حيَّاً
فكيفَ أثِقُ بهِمُ بعدَ موتي
دلِّيني على أحدٍ يؤتَمَن جانبُهُ
لا أثقُ إلَّا باللهِ
هو وحدَهُ يحميكِ
من كلِّ شرٍّ أو مكروه.*
إسطنبول
* شِفاهُ السَّرابِ..
تلبَسُ الصّحارى جسدي
تعتمِرُ السّماءُ آهتي
والشجرُ يتظلَّلُ تحت حُرقتي
ويلعقُ
السّرابُ
شفتيَّ
وأنا أركضُ في باطنِ الآفاق
الرّمالُ مسكونةٌ بشهيقِ لوعتي
والأحلامُ تصطادُها شِباكُ العزلةِ
الوقتُ متحجِّرُ الخُطى
والقلبُ مبتورُ النبضِ
لا مدى لصرختي
لا جدرانَ لغربتي
ترتدُّ عليَّ أنفاسي
وتنهارُ فوقي خيبتي
وتُمسكُ بي أوجاعُ الأشرعَةِ
لتعمِّرَ فوق وهني
جسورَ الانتحارِ
أنا هزيعُ التّشتتِ
رمادُ البسمةِ
حطبُ الذكرياتِ
علقمُ الأماني
نافذةُ الانكسارِ
بوابةُ الحُطامِ
جرحي سفينةُ النارِ
َودمعتي رايةُ الكونِ
حين تنفجَّرُ بأصابعي
القصيدةُ.*
إسطنبول
* أشواكُ الحُلُمِ..
قلمي يخطُّ موتي
على أوراقِ العدمِ
وقصيدتي لا تتَّسعُ لها الأبجديةُ
بدأتني الحياةُ بالتقوُّضِ
وأدركتُ عجزَ أجنحتي
عنِ الكلامِ
كانتْ لغتي منَ الحجارةِ
ودمعتي من سلالمَ
فصعدْتُ فوقَ الجحيمِ
لأغازلَ النّدى
وكان التّرابُ يضحكُ
من جنوني
أحمقَ كان دربُ قلبي
سارَ بدمي خارجَ حُدودي
والحُلُمُ حملَ غُصَّتي فوق الأسوارِ
فتعالى احتجاجُ النّهارِ
والليلُ ما انفكَّ يزجرُني
لا تبلّلْ سعيرَك بالسّرابِ
لن تشفقَ عليكَ ألسنةُ الرٍّملِ
حاذرْ أحلامَ الموجِ
أتتكَ الأشجارُ لتثمرَ فيكَ الحسرةُ
أتتكَ الينابيعُ لتمُدَّ نحوكَ
أياديَ العطشِ
وأتتكَ القصيدةُ لتعلمَكَ شرَّ الكلامِ
وتفضحَ ما كنتَ قد خبأتَهُ
عن سخريَّةِ الأشواكِ النابحةِ.*
إسطنبول
* جنونُ السّكونِ..
يتضاءلُ الحلُمُ
تكبُرُ الدّمعةُ
يزهرُ الجفافُ
تشقُّ النّسمةُ ثوبَها
وتنبجسُ عتمةُ القلبِ
النبضُ لا يقوى على الحركةِ
الدّمُ يتخثَّرُ في الرّوحِ
والضّوءُ تتجمَّدُ عيناهُ
الكونُ في حالةِ تقزّمٍ
الماءُ أصابهُ الصّرَعُ
والموجُ تطاردُهُ الشواطئُ
والأرضُ تبحثُ عن مستقرٍ
لهلعِ المقابرِ
والجثامينُ شرّدَها ميزانُ العدلِ
الشجرةُ تقاضي ثمارَها
الأغصانُ تقتلعُ جذورَها
والقصيدةُ تجلدُ شاعرَها
والدفترُ يمُدُّ يديهِ
ليخنقَ المعرفةَ
التي قتلتٔ طيبةَ الإنسان.*
إسطنبول
* يا قلبَها..
يا قلبَها
تطلّعْ بوجهِ حُبّي
تأمَّلْ نظراتِ نبضي
تحسّسِ انكسارَ ابتسامتي
تمعّنْ برمادِ حنيني
أُنظُرْ حالَ موتي
حدّقْ بآهتي
اقتربْ من جنوني
تكلّمْ مع حيرتي
أمسكْ بيدِ عذابي
اُدخُلْْ إلى سهري
تصفّحِ انهياري
علٌّكَ تفهمُ صرختي
وتُحسَّ بمرارةِ نوافذي
وتشاهدُ مأساةَ أشرعتي
وتعطٍفُ على تصلُّبِ أمواجي
شاخَ الحنينُ ولم تفتحْ ليَ
بابَكَ..
شابَ دربي وفيهِ لمْ تمرْ
تهدَّمَ أملي
ولمْ تعرْهُ اهتماماً
أطرقْ بابي تجدْني
خلفَ الانتظارِ
دقَّ على دمي
تراه يكتبُ قصيدةَ عشقٍ
عنْ حبٍّ مكسورِ السلالمِ.*
إسطنبول
* أنشودة الموتى..
يقتاتُ الخرابُ على جسدي
يتوغَّلُ في أرجاءِ أحلامي
يندسُّ تحتَ لِحافي
ويُداعبُ احتضاري
يعمِّرُ مساحاتٍ شاسعةً
من عذابي
يجري الخرابُ في دمي
يتدفَّقُ في نسلي
ينحدرُ من سُلالتي
لآخِرِ نُطفةٍ منْ ضحكتي
يعرش في قصائدي
عناقيدَ غُبارٍ واختناقٍ
يكتظُّ في أُفُقي
يتكدَّسُ على أعتابي
يتكوَّمُ فوق أجنحتي
يُعبِّئُ مهجتي بالفَناءِ
يعتلي أمواجي
يتوضّأُ من دمعتي
وينامُ على زندي
يسكنُني الخرابُ منْ محيطي
إلى خليجي
ينبُعُ منْ صحارى الرّوحِ
يشقُّ دروبَ التَّخثُرِ
يقفِزُ أمام غيابي
الخرابُ فوَّهَةُ كلامي
نافذةُ حُطامي
أيادي أصدقائي
بسمةُ حبيبتي
عُصارةُ لهفتي
شغَفُ اْنهزامي
ركنُ معبدي
شفقُ تعثُّري
بابُ حضارتي
رميمُ صعودي
وخارطةُ انتحاري
هو ماءُ الشَّجرِ
هو ثمرُ الحرمانِ
هو ضوءُ الظلامِ
هو سُلّمُ النِّهايةِ
هو شهقةُ البدايةِ
ووطنُ المنفى
هو نشيدُ القبرِ
وأنشودةُ الموتى الطّامحينَ
بالعودةِ لحضنِ الوطنِ.*
إسطنبول
* قاطرةُ الدَّمِ..
عجلةُ الزمنِ صدئةٌ
تمشي على وعورةِ الدَّمِ
تستنيرُ بضوءٍ عقيمِ الرُّوحِ
وتتَّجهُ نحو وديانِ الفواجعِ
يجرُّها حصانُ الجشعِ
فمُهُ من بارودٍ
وأسنانُهُ من ندوبِ الصَّاعقةِ
على متنِها تحمِلُ الحربَ
وجثَّةَ الصّباحِ الأعزلٍ
وأطراف الينابيعِ الغائرةِ
في حلقِ العطشِ الماجنِ
وضحكة الأفعى النّابتةِ
في سرابِ الحُطامِ
تئنُّ صواري الانهيارِ
وهي تصعَدُ مرتفعاتِ النّزيفِ
تلهثُ الخيبةُ أينما ارتحلَتْ
والرُّوحُ تتعثَّرُ بأسرابِ المستسلمينَ
الهاربينَ من احتفاءِ المذابحِ
لا يقنطُ القبرُ إن تأخَّرتْ عنهُ
العظامُ
سيأكُلُ حتَّى يتورَّمَ الدودُ
ويتجشّأُ التُّرابُ
الحربُ متواصلةُ التَّفتُّحِ
طالما الإنسانُ على الأرضِ
مُتواجِد.*
إسطنبول
* ثورةُ العاجز..
أبعدي حبّكِ عنّي
قسماً أقتلهُ
إن ظلَّ جاثياً على أنفاسي
سأموتُ لكي يموت معي
سأذهبُ إلى جهنّمَ
حتَّى يحترقَ مثلي
سأرمي بنفسي من على جبلٍ شاهقٍ
لتتكسرَ عظامُهُ وعظامي
سأشنقُ قلبيَ إنْ ظلَّ يحتلُّهُ
سأهرُسُ خلايايَ إن بقيَ متغلغلاً فيها
ما عدتُ أحبّكِ
فهلْ تمانعينَ؟!
فَمِنْ حقِّيَ أنْ أتَوقَّفَ عن حبّي لكِ
ما دمتِ لا تبادلينَنِي الحبّ بالحبِّ
ما علاقةُ القصيدةِ إنِ ابْتعدتُ عنكِ؟!
ما دَخلُ السّماءِ لتَتَهاوى؟!
ما ضرَّ الشّمسَ لتسوَدَّ؟!
وما نفعُ القمرِ ليحتجَّ؟!
ويطالبني بعشقك على الدَّوامِ!!
الليلُ عاداني!!
والنّهارُ جافاني!!
َوَوَبَّخني الماءُ!!
وانفضَّ الهواءُ عنِّي!!
وبصقَ العطرُ عليَّ!!
واحتقرتني جدرانُ غرفتي!!
ويكادُ قلمي يطرُدُني!!
ساعةُ الحائط ترمقُني بغضبٍ!!
البابُ يشيرُ لي بيدِهِ
أنِ انقلعَ من هنا!!
النّافذةُ مكفَهِرٌ وجهُها!!
سيجارتي تزعَقُ بدُخَانِها!!
دمي حملَ حقيبتَهُ وسيغادرُ عروقي!!
قلبيَ استلََ خِنجرَهُ!!
روحي قذفَتني بفردةِ حذائها!!
ماذا أفعلُ؟!
يبدو أنَّ حبِّكِ قدري
أنا أحبُّكِ
رغماً عنّي
وعنْ رغبَتي
وعنْ إرادَتي
وحرّيَّتي.*
إسطنبول
* اسمُكِ..
أحاولُ لمْسَ شهوقِهِ
أمدُّ يدي لرائحةِ الأفقِ
أملأُ روحي بأثيرِ نَداه
أزوِّدُ قلبي بنورِ وردِه
أعبُرُ منْ تحتِ معانيه
أزرعُ قامتي في رذاذِ بهائِه
هو سامقُ الهيبةِ،
بهيُّ التّطلُّعِ
عميقُ السطوعِ
بحرٌ مِنَ التَّسامي
قمرٌ منْ رحيقٍ
شمسٌ منَ الأحلامِ
مركَبٌ منَ الوضوحِ
تمشي الأماني نحوَهُ
تتسابقُ إليه الينابيعُ
تزحفُ الأعاصيرُ صوبَهُ
عند حدودِه تُصَلِّي الأشرعةُ
وتتعبَّدُ النّارُ أغصانَهُ
أراهُ في وميضِ الابتهالِ
أجنحةً منْ ندى
فيضاً مِنَ الرَّغَباتِ
وعِشباً مِنَ الكلماتِ.*
إسطنبول
* الوطيس..
يتدفَّقُ الظلامُ
ينبجسُ الهلعُ
ينبثقُ الموتُ
ويخيِّمُ الدّمُ فوقَ النّدى
تتضوَّرُ أمعاءُ الرَّغِيفِ
تتشقَّقُ شفتا الماءِ
والسَّماءُ تبطشُ باستغاثاتنا
الأفقُ كومةُ حطامٍ
يتشرَّدُ الضّوءُ
تُعتقَلُ الجبالُ
تُغتصَبُ الصَّحارى
َوتُذبَحُ الدُّروبُ
يلجأُ البحرُ إلى اليابسةِ
يتخثَّرُ الموجُ
تتوزَّعُ الأسماكُ على المخيَّماتِ
والخيامُ تطفو على الجحيمِ
تطالبُ بحقِّها أنْ تبني جسوراً
تُطِلُّ على المستقبلِ
والأرضُ تفورُ بالجثثِ
والأشجارُ يلتهمها الجفافُ
يحملُ الندى على ظهرهِ الرَّمادَ
ينوءُ الصَّوتُ بجراحهِ
الدمعةُ حجرٌ تهوي
النبضُ غارقٌ بالتشنُّجِ
والرِّيحُ عمياءُ القلبِ
تُزمجرُ فوقَ السّكونِ
هنا كانت تقعُ سوريَّةُ
والمقابرُ
ما تبقَّى مِنْ آثارِها.*
إسطنبول
* الأستاذة..
هي جادَّةٌ
صارمةٌ
لا تبتسمُ في المواقفِ المضحِكةِ
عابسةٌ مثلَ السؤالِ!
شديدةٌ كما الصَّحراءِ
يابسةُ الحنانِ
متجهمةُ الكلامِ
لا تشفِقُ على بكاءِ القصائدِ
ولا تخضعُ لقلبِها
تكبحُ في جسدِها الأنوثةَ
منعتْ نهديها من التّنفُّسِ
وأخفتْ عن أصابعِها قاموسَ العذوبةِْ
وحرمت عن عينيها لونَ الوردِ
لا ترى في هذا العالمِ
سوى عِلمَ الإلكترونِ!
مهندسةُ الوجدانِ!
زوَّدتْ عمرَها بالوحدةِ
وتمترستْ خلفَ شهادتِها
ليكونَ اسمُها الأستاذةَ ندى!.*
إسطنبول
* صحوةُ المغفَّلِ..
الظُلمةُ تأكلُ بصري
والدربُ يبتعدُ عن خُطوتي
والقمرُ سقطَ في بئرِ النومِ
وأنا وحدي أجابِهُ الغيابَ
صوتي ارتحلَ عنِّي
ودمعتي مقيّدةُ الرّسغينِ
حالتي معطوبةُ الحيلةِ
أتلفَّتُ صوبَ حَيرتي
كان السرابُ يهدُرُ في صحارى
يقظتي!
أنا حبلُ مشنقةٍ
التفُّ حولَ دهشتي
أنا خِنجرٌ انغرزَ بوميضِ حنيني
أخذتُ من الأفقِ الرّمادَ
ومن الضوءِ قشورَهُ
يحملُني قهري على كتفيهِ
وأنا أمشي في سهوبِ آلامي
وها أنا أُبصِرُ الظلمةَ
بكلِّ وضوحٍ
شاهدْتُ الندى مكفَّناً بالقيظِ
رأيتُ الموسيقا مجروحةَ الشّفتينِ
والماءَ مصلوبَ الإرادةِ
انخلعَ عنْ قلبيَ الأمانُ
وهاجمتْهُ ضواري الانتظارِ
تتقاذفُني الخيبةُ
تركلُني السّخريَةُ
تتلقفُني هاويةُ التّشرُّدِ
أمضي إلى المهانةِ
أظنُّ الجوعَ رغيفاً
القاتلَ صديقاً
الخائنَ نبياً
بكاملٍ وداعتهِ يقدِّم رأسي
للسيافِ
وتسوقُني عذوبةُ بسمتِهِ
إلى فكِّ المقصلةِ
وأنا أنحني له
لأعبِّرَ عن امتناني
فقد كان النّصيرَ الوحيد
لغبائي اللامتناهي.*
إسطنبول
* سرُّ النَّدى..
أتكلَّمُ مع طيفِكِ
مُنْحنيَ القلبِ
خاشعَ الرُّوحِ
مطأطِئَ الصَّوتِ
متلعثمَ الأنفاسِ
مضطربَ الدَّمِ
هلِعَ النَّبضِ
مرتعشَ النَّضارةِ
فأنتِ تاجُ أحلامي
سماءُ فرحتي
مبتغى وجودي
لولاكِ لشُلَّ اخضرارُ الشجرِ
وذبُلَ الماءُ
وانتحرُ الضّوءُ
وتصلَّبَ الهواءُ
أنتِ مَنْ أعطى الكونَ
نكهةَ المعنى
وسِرَّ النّدى
وطعْمَ الابتسامِ.*
إسطنبول
* في قلبِك حجرٌ..
أستمعُ لصمتِكِ
أحاولُ أن أفهمَ معانيهِ
عميقٌ هُوَ السُّكونُ
شاهقٌ هذا الغياب
على مدِّ البصرِ
أرَاكِ تتخفينَ
ويمتلأُ
الأفقُ بفيضِ صمتكِ
أثقَلْتِ الجبالَ
بالمرارةِ
واصطفقتِ الخيبةُ بالوديانِ
تدفَّقَ الأسى مع لُججِ السَّرابِ
وخيَّمَ القهرُ على جرحي
أنتِ مجبولةٌ بالسُّكوتِ
مبنيةٌ مِنْ قرميدِ الظّلامِ
تسكُنُ روحَكِ القسوةُ
يداكِ تنبضانِ بالجفافِ
عيناكِ تشعَّانِ بالبرودِ
وفي قلبِكِ يجلسُ الحجرُ
أنتِ أكثرُ من قاتلةٍ
لقلبي
أكبرُ أكذوبةٍ عشتُها
وقد خُدِعَتْ بكِ كلُّ قصائدي.*
إسطنبول
* بطنُ الرِّيحِ..
السَّحابُ يُجرجِرُ عطشَهُ
فوق دمي
يساومُني على شُحِّ عروقي
يقتربُ منْ حَنجرتي
ليندسَّ في رمادي
يُمطرُ جمراً فوقَ تصحُّرِ لساني
يتمرَّغُ على يباسِ آهتي
ويطلُبُ من دمعتي الرَّحمةَ
والرأفةَ من رضابي
السّحابُ يُمسِكُ تعرُّقَ لُهاثي
ليقايضَ أجنحتَهُ بقطرةِ فيءٍ
أو برذاذِ رعدٍ
يتمسَّحُ بباطنِ جرحي
أو بندوبِ صوتي
السَّحَابُ يرفعُ رايةَ المستنقعاتِ وهيكلَ السَّرابِ
وقميص العراءِ
وتجاعيدَ الغبارِ
يتسوَّلُ رطوبةَ عظامي
وشفاهُهُ مصلوبةُ الإرتعاشِ
أنهكتْهُ حقولُ الظمأِ
والشّتاءُ يعدو خارجَ الأفقِ
حيثُ أومأتْ لَهُ بطنُ الرِّيحِ.*
إسطنبول
* جرائمُ الوردِ..
أيّتها الوردةُ الشّقيَّةُ
تماديتِ إلى حدٍ
لا يغتفَرُ
كلَّ يومٍ تتسلَّلِينَ إلى مخدعِ حبيبتي
تسرقينَ بعضاً منْ شذاها
وتنسبينَهُ إليكِ
لِتُباهي بِهِ
أمامَ الفراشاتِ
والضّوءِ
والنّدى
وتنهداتِ العاشقِينَ
صمتُّ عنْ فعلتِكِ كثيراً
قلتُ:
- إنكِ وردةٌ مشاغبةٌ
طائشةٌ
لا تقدِّرُ العواقبَ
لكنّ النّسمةَ أدمنتْ رائحةَ حبيبتي
فالصباحُ بدأَ يخفقُ قلبُهُ
والضّوءُ طابَ لَهُ المقامُ
والنّدى امتلكَ الجُرأةَ
والسّماء راحتْ تهتمُّ
والقمرُ اقتربَ من الأرضِ أكثرَ
والسّحاب أرسل رسائلَهُ
وارتعشت شِفاهُ الفراشاتِ
وورقُ الشجرِ كتبَ الشعرَ
ماذا فعلتِ أيّتها الوردةُ المستهترة؟!
أنفاسُ حبيبتي افتُضِحَتْ
وعرفها القاصيُ والدانيُ
ووصل الأمر إلى رذاذِ البحرِ
فأخذتِ الأمواجُ تصطفِقُ
برعونةٍ وشبقٍ
أيتها الوردةُ المحتالةُ
توقَّفي عن حماقتِكِ
قسماً أقدِّمُ بحقكِ الشَّكوى
ما عاد الأمرُ يُسكَت عنهُ
تجاوزتِ حدودَكِ
وصرتِ تستحقِّينَ العقوبةَ.*

إسطنبول


الفهرس:
=======================. 01 - شواطئ المطر
02 - تضافر
03 - القميء
04 - إغراء
05 - أوراق القلق
06 - قطيعة
07 - الكلف
08 - موسم الهلاك
09 - معارك الخماد
10 - تحذير
11 - كان رفيقي
12 - سلسلة
13 - كثبان المستقبل
14 - الغاسق
15 - ما يشغلني
16 - شفاه السراب
17 - أشواك الحلم
18 - جنون السكون
19 - يا قلبها
20 - أنشودة القتلى
21 - قاطرة الدم
22 - ثورة العاجز
23 - اسمك
24 - الوطيس
25 - الأستاذة
26 - صحوة المغفّل
27 - سر الندىَ
28 - في قلبك حجر
29 - بطن الريح
30 - جرائم الورد


--------------------------------------------
مصطفى الحاج حسين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى