المهدي ضربان - هؤلاء هم في القلب... الدكتور محي الدين عميمور يزين المشهد الإعلامي ويلونه بإقتدار ..

تجدني وقد جف قلمي وأنا أبحث عن تلك الكلمات التي تفيه حقه وترسم جيدا تراجم رجل يبدو من الجنون أن نغوص هكذا في سيرته وفي تفاصيله وفي كل حراكه المهني و الدبلوماسي و الحياتي ..
صعب جدا أن تتناول شخصية مثل الدكتور محي الدين عميمور في أسطر أو في مقال أو في ومضة هكذا تتناوله وتلامس مرجعيته التي يزينها مشهد متميز من الإضافات المتميزة تلون مساره باقتدار ..
كتبت فيه يوما مقالا بعنوان " شاهد " أكتبه عادة في صحيفة الجمهورية عبر بريدها الادبي الذي تهندسه الاعلامية المتألقة علياء بوخاري ..وعندما إطلع الدكتور على تفاصيل مقالي فيه ..راح يرصد فواصل ومضتي بكلام لم اتوقعه بل زاد في نيلي نقاطا تماما مثلما لعبة مسابقة العشاري في ألعاب القوى ..رحت أستنسخ ما قال وكلي فرحا في أن يعلق على مقالي واحدا من أكبر الساسة والإعلاميين في الجزائر ..بل غمرني الفرح وأنا أقرأ لكبير كنت أتعلم منه من طريقته في الكتابة وفي تعابير تصدر منه بمثابة مصادر خبر رسمية بمرجعيات تاريخية حصرية تؤشر للرؤية الرسمية الجزائرية في أن تأخذ كلامه وتستشهد به وتحيله على كتاباتك لتصبح ذات معنى ودلالات واضافات ..
كنت أحيانا وللصدف أعيش مضامين لقاءات له تجرى في قنوات خليجية و مشرقية وعربية عموما ..يشرفك وهو يتكلم ..خزان من معلومات.. إضافات يؤشر عليها التاريخ والمرجعية الفعلية والبيانية لما يمكن أن يمنحك شعورا بأنك تمتلك الحقيقة الجزائرية الناصعة ..يؤشر حديثا واعيا بدبلوماسية واعدة ..تعطي الحق للجزائر المعنوية عبر مؤشرات من حديث مطعم بالقرائن.. فتجد أن الدكتور محي الدين عميمور يمثلك أحسن تمثيل لدى الآخر ..لدرجة تقول كان من المفروض أن يكون دكتورنا هو من يكون ممثلا للجزائر والجزائريين في حديثه للصحف والقنوات والمنابر العالمية ..
درست الإعلام عملت في صحف مجلة الوحدة وفي الشروق الثقافي كتبت في الشعب وفي السلام وفي صوت الاحرار وفي الفجر وفي الحياة..وجدت أنا النكرة بالمفهوم الإحترافي أن ما يهندسه الدكتور محي الدين عميمور هو وجهة النظر الصحيحة.. هو المعنى الصائب ..هو الكلام الذي يمكن أن يشكل وجهة النظر الجزائرية الصائبة.. بل يسعى في فواصل الكلام الى أنه يحمي مرجعية الدولة الجزائرية ..
كتب ووقع الدكتور م.دين في يومية الشعب وكنا نقرأ لعبقرية خالصة في مجال الإعلام ..كنا نتعجب كيف لا نكتب بهذا اللون الاعلامي الذي يكتبه ويجسده هذا الرجل ..ماهو النوع الاعلامي عبر النظرية الاعلامية الذي يستعمله و يستهويه لترسيم وعي في زمن الاحادية.. ليس من السهل أن أرسم رؤية نابعة من معان.. أنت لا تفقه فيها شيئا.. ولا تستطيع أن تكتب مثله ...كأنك تقرأ لمحمد حسنين هيكل أو ابراهيم نافع أو محمد بهاء الدين او فهمي هويدي ..كلام بمرجعيات ترسم حصانة للجزائر ..ويمكنني القول أن الدكتور محي الدين عميمور خدم الدولة بل الأمة الجزائرية أكثر من أي شخص آخر ..كلامه الذكي كان حماية للجزائر التي كادت أن تذوب في عهد العشرية السوداء ..من بقى يدافع عن الجزائر المعنوية التي كادت أن تمحى في عهد كان السفراء المعتمدون في الجزائر يقيمون في تونس والقاهرة ..زمن لم يزر الجزائر طيلة عام أربعة رؤساء دول فقط ..حصار من كل الجهات ..وضغوط كانت الجزائر تتعرض لها حتى من دول لم تكن أبدا لتقول كلمة خير فينا ونحن من كنا نؤازرها ونحميها ونقف الى جانبها ..
محي الدين عميمور كان يمثلني من داخلي كان يمنحني تلك الحصانة النفسية لكي أتنفس وأنعم بشمس الجزائر ..محي الدين عميمور كان الشخص البارز في تحيين كل رؤية تمنح الجزائر هذا التفوق الكبير في الساحة ..كانت متفوقة حماها الله والوطنيين الصامتين المخلصين ..حماها الشهداء وحماة الوطن من الذين يعملون في صمت واخلاص ..
هكذا كنت أراه وهكذا اعجبت بهذا الشخص الذي كنت على صلة روحانية به ..كتبت فيه يوما ليصلني منه كلاما أثلج صدري تماما مثلما أثلج صدري الراحل الروائي الطاهر وطار في مقر الجاحظية قائلا لي : أنا أقرأ لك يا مهدي في الشروق الثقافي ..
وأثلجت صدري أيضا رسالة بعثها لي يوما الراحل عبد الحميد مهري يتأسف عن عدم فوزي في الترشح في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني في ولاية المسيلة عام 1989..
كذلك سعدت و عشت سعادة لا توصف حينما كتب لي الدكتور محي الدين عميمور كلاما رسم لي سعادة ما يكنه في قلبه من محبة واحترام كوني كتبت فيه ورسمت له احترامي الدائم عبر محفل الاضافات ..
قال لي الدكتور محي الدين عميمور بعد أن شارك الناس مقالي فيه : " ..ضربان المهدي ...أسعد دائما بكلماتك التي ترفع معنوياتي في الزمن الرديء ..." ..
وأضاف في تعليق آخر ردا على مقالي :
" العزيز ضربان المهدي يغرقني بأفضاله وهي أروع دواء ضد الإحباط الذي يزرعه في النفوس زمن رديء .." .." بورك فيك وسلمت لمحبيك " ..
كلام ينثر عطرا من كبير نعايش حرفه في صفحته وحسابه الفيسبوكي الذي سمح لنا أن نعيش جديده وتعاليقه وومضاته وملاحظاته وافكاره وما ينعم علينا به من جديد يتلون بالانفراد وبالكلام الذي يحيلك على جديد معلوماتي منه ..لدرجة كنت أقول في نفسي وهو يدلي للصحف والحصص والحوارات ..ليتني قريبا منه أعايش جديدا منه فكونك مع الدكتور محي الدين عميمور فأنت تتعلم وتتثقف وتتزود بجديد لك تؤشره مرجعيته وجهاده ونضاله الوطني معاصرا للزعماء الوطنيين الكبار..
تقول سيرته الوطنية التي تحفظها محركات البحث العالمية ..أن الدكتور محي الدين عميمور :
" مارس نشاطا كشفيا وطلابيا متعددا خلال المرحلة الطلابية وقاد الفرقة الكشفية الجزائرية في المؤتمر الكشفي العربي الثاني في الإسكندرية عام 1956.و قطع دراسته الطبية في 1957 ليلتحق بجيش التحرير الوطني الجزائري، واستكمل دراسته الطبية عام 1963 في القاهرة ليعود فورا إلى الجزائر، فكان أول طبيب جزائري يتخرج من المشرق العربي – جامعة عين شمس - القاهرة.
تولى إدارة الشؤون الطبية للقوات البحرية الجزائرية وكان أول أطبائها الجزائريين.. لكنه واصل العمل في الميدان الثقافي وكان أول محافظ سياسي للقوات البحرية.
لم يتوقف عن الكتابة منذ منتصف الستينيات، بدءاً بمجلة الجيش، مستعملا توقيع «م .. دين»، وكانت رسومه الكاريكاتيرية أول رسوم تعرفها الصحافة العربية في الجزائر، وواصل الكتابة بعد ذلك في مجلة المجاهد وفي صحيفة الشعب، وفتحت له الصحف العربية الدولية صفحاتها فكتب في الأهرام (الدولي) والشرق الأوسط والحياة والقدس العربي ورأي اليوم (لندن) و الراية (القطرية) والعربي (الكويتية) والصباح (التونسية) كان اهتمامه الأول هو القضايا الثقافية والفنية والاجتماعية، ثم تخصص في الكتابة السياسية..
شغل منصب مستشار إعلامي لكل من الرؤساء هواري بومدين ورابح بيطاط والشاذلي بن جديد (من 1971 إلى 1984).. كما اختير عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في المؤتمر الرابع..
استدعاه الرئيس الشاذلي بن جديد في ولايته الثالثة ليعُيّنه سفيرا للجزائر في باكستان في 1989- 1992.
واستدعاه الرئيس اليمين زروال في 1998 وعينه عضوا في مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي. ثم شغل منصب وزير الثقافة والاتصال في حكومة علي بن فليس الأولى بين سنة 2000 و 2001 ليعود بعدها إلى مجلس الأمة لاستكمال عهدته إلى غاية 2004..و في 8 جانفي 2004 أعاد تعيينه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مجلس الأمة لعهدة ثانية بين 2004 و 2010...
كذلك عايشنا هذا المعنى وكيف احتفى به الاعلام العربي كان أخرها ما قاله الدكتور بعد أن زارته الصحافة السعودية :
" تلقيت دعوة من التلفزة السعودية للمشاركة في حوار ثقافي وتاريخي، وتفضلت القناة بإرسال بطاقة طائرة درجة أولى مع حجز في فندق خمسة نجوم لعدة أيام وتكليف أحد الإطارات باستقبالي في مطار الرياض، لكنني اعتذرت عن السفر لاعتبارات ارتأيتها فإذا بي أفاجأ بأن التلفزة ترسل فرقةخاصة إلى الجزائر بقيادة منشط الحصة شخصيا الإعلامي القدير عبد الله البندر لمحاورتي حيث استقبلتهم في العرين...وكان على " وزارةالداخلية " ( يقصد زوجته حفظها الله ) في منزلي البسيط أن تعدّ الأتاي والقهوة لأكثر من عشرة أشخاص..
الحوار الذي أجراه خصيصا للتلفزة السعودية SAUDI - 1..
كذلك رسمت وعايشت جديدا تعلمته من مدرسة الدكتور محي الدين عميمور الذي يسعدني أن أكتب فيه.. حلقة من حلقاتي هؤلاء هم في القلب.. فهو عشيرتي وقبيلتي ..هو مني وانا منه.. وكما ترون فهو.. فعلا في القلب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى