محمد فائد البكري - في هذه الصورة، أنا الأول إلى جهة الحنين!

لا أحاول صيد النجوم
أو محاصرة المجرات
هذه الصورة لم تكن بالخطأ
لم تكن ابتسامتك سهواً
كنتِ تقفين بكامل ضوئك
وكنتُ الذي خلف الكاميرا بدهشةٍ كاملة
أوثِّق ولادة الكون!
عمر هذا الحنين إليك ربع قرنٍ تماماً
لا أعرف من حكم عليه بالمؤبد
لكني ظللتُ مسجوناً هناك
ربما لا تتذكرين ذلك الحلم البعيد
الذي ظللت أربيه خلف الكلمات
وأتمنى له أن يكبر برفق
ربما لا ترهقين خيالك بالبعيد
لكنها ابتسامتك التي تسخر من الزمن
كانت ترتب السماء
وتجعلني الأول إلى جهة الحنين.
وجهاً لوجهٍ أقف الآن مع ذلك الأمل
بيني وبين عينيك مسافةُ ربع قرن
كان جمالك حينها هادئاً وبريئاً
ولا أحد يتصور أن سيصبح طاغية
وكانت التنورة طائشة أحياناً
تتحدى الهواء
لم تكوني حينها قد كبرت إلى حد أن لا تلتفتي
إلى ضحايا جمالك
لم أكن حينها قد كبرت إلى حد أن لا أخشى الخسارة
لم أكن أفكر أن سأكون شجاعاً إلى هذا الحد
أقف تحت شمسك
وأحدق في عينيك
غير عابىء بالمستحيل
أقف في وضح الدمار
وأصوب تنهيدتي بإحكام
أقف بلا أي خوف من الذكريات
وأنتظر النظرة الطائشة !


2007/2/17
من مجموعة:" في مثل هذا اليوم صار المرحوم رجلاً".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى