محمد أبوعيد - صوتي لا ضوء في رئته ولا مراكب

ما يبهج النار التي تسعى في الخرابات
أن فمي لا يملك أي أسنان مائية
تعض الشرر من كاحل الحطب
ما يزعج الضوء الأحمق
حين يغفو مرتعشا فوق أعماق الجحيم
مع الكوارث المجهولة والظلمات الصدئة
أن لدي عند انطفاء الشطآن
بعض الهمهمات الخفيفة
تخرج من أنفاسي تتحرش بأسراره
الشعر والمجاز والعذابات الخصيبة
يعلمون جيدا أنني لست مذنبا ؟
ظلي من شمعة فقيرة جدا
أحيانا أموت جدا ثم أحيا من قديم !
شوارع الجبين المتعرجة
لا حراس على مخارجها
كل الحدود مفتوحة للجراحات الهاربة !
أعرف طبعا ...... ؟
أملك في رأسي بعض الحواس الخبيثة
إنما كل هؤلاء التافهين
منشغلون في ورد غير ذي عطر
حتى عيني في منتصف الرأس
تشفط انفعلات الجمر بالأمطار الكبيرة
أنا لست أكثر من مزعج أليف الآهات
عندما ينتصب القلب تحت الفراغ العظيم
أقف بظمئي على أفكاري المفزعة أشب
أبحث في الليل الآسن عن جذوة ماء
الشعر يختبىء في الأسى الداكن
والانطفاءات تشرق في الاشتعالات الرهيبة
ولا خيال لي تتوكأ عليه تأملاتي
فوق أكوام الأرق بجوار نوافير الضباب
سأحفر قبرا للمزامير والشموع العاقرات
وأخفى حماقاتي خلف المحابر الصماء
فلتهدأ كثيرا أيها الأحمق
لن أنمو بين الكامن والمكبوت
أنا لست سوى زجاجة فارغة
شرب الشرود السكير صوتها
وألقاها بلا رائحة بجوار منفضة سجائره !
ما يبهج كل الظلمات القادمة من البحر الأسود
أن صوتي لا ضوء في رئته ولا مراكب ....

محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى