د. محمد عباس محمد عرابي - الشعر كما تصوره قصائد الدكتور عبد الرحمن العشماوي



إعداد /محمد عباس محمد عرابي​

بمناسبة اليوم العالمي للشعر أتقدم بخالص الشكر والتقدير للمبدعين الذين يمتعونا بدرر الكلم من شعر بين ممزوج برحيق الحكم ، وقد تحدث هؤلاء المبدعون الشعراء عن الشعر ،ومن الشاعر المبدع الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن الشعر الذي بين أن الحروف يخضر منها أوراقُ القصيدة،وأنقامَــــةُ الأوزانِ تسعد وتعـــــزِفُ ألْحاناً جـــديدةْ،فالشعر مولود مع الشاعر في قرية عراء وأنعم بها من قرية حيث الشعر والجمال والبهاء والطبيعة الخلابة يقول شاعرنا القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي:

في فمي حرْفي وفي القلْبِ العقيدةْ

منهُـما تخــــضرُّ أوراقُ القصيدةْ

قامَــــةُ الأوزانِ تهتـــــــزُّ أمامي

طرَباً ، تعـــــزِفُ ألْحاناً جـــديدةْ

وأنا أمْلـــــؤهَا فـــكْراً أصيـــــلاً

وأُغَــــذِّيها حـــــكاياتٍ فـــــريـدةْ

يَنْبُــتُ الشِّعرُ على ثغــر يَراعي

حُلُـــــماً عـــــذْباً وآراءً ســــدِيْـدَةْ

يلطـــمُ الباطِلَ بالحــــــقِّ نشيدي

فليُــــــقدِّمْ كُلُّ مغـــرورٍ نشيــــدَهْ

أنا والشِّعــــرُ وُلدنا في "عــراءٍ"

في جِــبــالٍ مُشْــــمَخِراتٍ عتيْــــدَةْ

في ظـــلالِ اللَّــوزِ و الطَّلْح مشينا

نُطـــــرِبُ الوادي ونشْتـــمُّ وُرودَه

خــــادمٌ فنِّي لأفـــــكاري اللَّــواتي

أستقـــــيها من يَنابيعي المَجـــــيدَةْ

منْ كــــتابِ اللهِ يَنْـــــبوع هُــــدانا

من معَاني سُنَّةِ الهادي الرَّشــــيدةْ

وفي قصيدة صاحبان يبين أن الشعر كما يرى الدكتور العشماوي العميقَ من المشاعر ، كلّمانطقتْ ، تعمٌق لهفةً وترنَّما،فهو مفطور على الشعر منذ طفولته حيث يقول :









صاحبان ....

قالت ،تُسائلُني سؤالاً مُبْهَما

وأنا أتابع ماتقوللأفهَما :

من أنتَ ماالشعرُالذيتشدوبه

كيف التقيتَ به وكيف صدَحْتُما؟

هل أنتَ من أقدمتَ نحوَ رحابهِ

أم أنه هوَ من أتى وتقدّما ؟!

هل أنتَ تكتبه فيأتي هكذا

متناسقاً وموشّحاً ومُنغّما

أم أن شعرك صاغ منك حروفَه

فغدوتَ أنتَ لكلّ حرف مَعْلما

كانت تسائلني وكنت أرى المدى

لحناً على فمها الجميل تبسّما

وأرى العميقَ من المشاعر ، كلّما

نطقتْ ، تعمٌق لهفةً وترنَّما

فأجبتُها: الشعرُ لي وأنا له

منذ الطفولةِ ، فاسألي: مَن أنتُما؟

طَيْفان من وَهَجِ المشاعر أشعلا

ماتسمعين من القصيد وأضْرما



لما انطلقنا في مسيرة حَرفِنا

علّمتُه معنى الهدى فتعلّما

فأنا وشعري صاحبان تعاهدا

أن ينقُشا أسمى الحروفِ ويَرسُما



عهداً-بتوفيقِ المهيمنِ- لم يزلْ

نحوَ المكارمِ والمباديء سُلّما



قالت : ألا نِعْمَ الجوابُ ومرحباً

بكما، وأهلاً في القلوبِ حلَلْتُما



سيرا على اسمِ الله لاتتوقّفا

وعلى طريق المكرُماتِ تقدّما



ماالشعرُ إلا دولةٌ نغَميّةٌ

كُبرى تُباري في المقامِ الأَنْجُما



من صانَها بالحقّ صانَ مقامَه

فيها وأصبح في حماها الأكرما

*ويصف الدكتور العشماوي شعره فيقول :

ياشاعراً ما مَشَتْ في ثغره لغةٌ

إلا وفي قلبه من أصلها نَسَبُ

خيولُ شعرك تجري في أعنّتِها

ما نالها في مراقي عزّها نَصَ

وأمام هذا الإبداع الشعري فكل عام وشاعرنا القدير الدكتور عبد الرحمن العشماوي بخير هو والمبدعين من الشعراء ذوي التعبير المرهف واللغة الشاعرة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى