علي محمد تيراب (علي المجينين) - يُلام الشاعر...

يُلام الشاعر حين لا تحلق القصيدة،
يتهم بقص جناحها
يُلام الشاعر حين يبكي،
فلا تقدم لهُ المناديل
يُلام الشاعر حين ينتهي حبر القلم،
فيتهم بالإسراف
يُلام الشاعر على ترك النافذة مشرعة،
ولا يأتي النورس
يُلام الشاعر حين يصمت،
في أحد النقاشات الحادة
يُلام الشاعر حين تخونه امرأة،
فلا يقدمون له اَلتَّعَازِي
يُلام الشاعر حين لا ينجح موسم الحصاد،
يتهم زورا على عدم هطول المطر
يُلام جاك بريفير
لأنه يدس النصائح للرجل الجالس على المصطبة
حين يقول: كن وحيدا تكن بلا جرح
يُلام "غريب" ألبير كامو .. مورسو
على لا مبالاته ..
إمبار لوسيد...
بصوتها العذب، حين تحلق حزينة...
تُلام على دموع المستمعين...
الشعراء أبرياء...
يرتكبون إثم الشعر...
يحاولون البكاء بطرق أخرى...
يبكون خفية...
يبكون في ناصية قصيدة
يبكون حين يضعون رؤوسهم في الوسائد
يبكون مع كوب القهوة الصباحية
يبكون وهم يجلسون على ضفة القلق
يبكون على شفاه امرأة
يبكون على قصائد شعراء آخرين
يبكون بمرارة...
يبكون خفية...
فيخرجون إلى الطرقات...
هادئون
صامتون
عاديون
فيُلامون على ذلك... ويتهمون بالخداع...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى