د. محمد عباس محمد عرابي - ليتنا نقتدي بأبي شارلي شابلن



إعداد /محمد عباس محمد عرابي​

يقولون جبر الخواطر على الله، كما هو جميل أن نحسن إلى الآخرين دون أن نجرح مشاعرهم أو ننتقص من كرامتهم أمام الآخرين خاصة أمام أبنائهم وأفراد أسرتهم، ومن القصص التي تعلمنا ذلك القصة التالية التي رواها شارلي شابلن

قال شارلي شابلن:

في أحد الأيام عندما كنت صبيا؛ ذهبت بصحبة والدي لمشاهدة عرض للسيرك، وحين كنا واقفين في صف قطع التذاكر كانت أمامنا عائلة واقفة بانتظار دورها في قطع التذاكر.

كانوا ستة أولاد و أمهموأبيهم، كان الفقر باديًا عليهم من ملابسهم القديمة وإن كانت نظيفة، كان الأولاد فرحين جدا وهم يتحدثون عن السيرك وعن الحركات و الألعاب التي سوف يشاهدونها.

وبعد أن جاء دورهم لقطع التذاكر؛ تقدم الأب وقال للشخص المسؤول عن بيع التذاكر: لطفا أعطني ستة تذاكر اطفال و اثنتين للكبار. أجابه الرجل بكلمة حاضر وأبلغه بكلفة التذاكر. فسأله الأب: عفوا قلت كم؟ فأعاد عليه الرجل.. هنا تلعثم الأب و أخذ يهمس في إذن زوجته ووجهه تغير، حينها أخرج والدي عملة ورقية فئة عشرين دولارا ورماها على الأرض، وبعدها انحنى ورفعها، ووضع يده على كتف الرجل، وقال له: لقد سقطت منك هذه النقود.

نظر الرجل في عين والدي وقال له شكرآ سيدي، وعيناه مليئة بالدموع حيث كان مضطرا لأخذ المبلغ لكيلا يحرج أمام أبنائه، وبعد أن دخلوا قبلنا العرض، قام أبي بسحب يدي وتراجع من الطابور، ومنذ ذلك اليوم وأنا فخور جدآ بأبي، وكان ذلك العرض أجمل عرض للسيرك وإن كنت لم أره.

وهو ما حث عيه ديننا الحنيف وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر:

أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ] أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6026)

وروى عبدالله بن جعفر بن أبي طالب:" صدقةُ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ": أخرجه الطبراني في ((المعجم الصغير)) (1034) ولنعلم «أن الصدقة تقف في وجه سبعين بابًا من أبواب السوء»؟فلنحرص على صدقة السر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى