محمود شاهين - لقمانيات غزة (26)

251- مجزرة جديدة بعد آلاف المجازر ترتكب ضد منتظري المساعدات ، لتتغمس حفنة الطحين بالدم ، والعالم يتفرج على نزيف الدماء الفلسطينية . هل يعقل هذا؟ هل يعقل أن لا يستطيع العالم ايقاف هذا الاجرام؟ أي عار هذا الذي يلطخ وجه هذا العالم؟

252- رفح رفح رفح ! هلكتنا أمريكا بالحديث عن رفح ، حتى أن الناس نسوا مئات القتلى والجرحى الذين يسقطون يومياً بأيدي الجيش الأكثر (أخلاقية) في العالم ، الذي لا يفرق بين طفل وامرأة وشيخ وبناء ، كل ما يرى قابل لقصفه حتى لو كان قطاً أو كلبا، وبعض جنوده يفتخرون بقتل الأطفال! بالأمس سمعت نواح فظيع لكلب ينطلق من وسط الدمار.

253- هل تغير الدماء الفلسطينية وجه العالم بعد الحرب ، ليحدد موقفه مما هو جدير بالحياة والبقاء ، ومما ينبغي عليه أن يختفي إلى الأبد من خريطة العالم ، آمل أن تكون المؤشرات الحاصلة صحيحة ، وأن العالم بعد حرب غزة لن يكون كما كان قبلها ، وحتى الأمم المتحدة نفسها لن تبقى كما هي عليه اليوم عاجزة عن الفعل .

254- انكشاف الكيان على حقيقته العنصرية الفاشية لن يشفع لأمريكا وأوروبا وباقي دول العالم ليبقوا متفرجين على هذه الوحشية ولا بد من اتخاذ خطوات ضده ، اذا ارادوا الحفاظ على الحدود الدنيا من انسانيتهم.





255- لماذا لم يعد الآلهة على اختلاف مفاهيمهم يمارسون معجزاتهم لنصرة الفقراء والمستضعفين ، أو معالجتهم ، أو انزال الطعام إليهم ، التي أملتها علينا الكتب الدينية ؟ نريد من إله واحد من هؤلاء أن يرأف بالغزاويين وينزل عليهم من علياء سمائه مليار طن من الأطعمة المختلفة وحليب الأطفال ، ولن نطلب منه أن يرسل جنوداً لنصرتهم ، أليس ذلك ممكناً يا آلهة!

256- الكارثة الفلسطينية الكبرى قادمة لا محالة . قتل ثم قتل ثم قتل وتجويع وحصار فتسفير لمن يبقى على قيد الحياة . ولا أمل في معجزة تمنع ذلك ، والعالم يتفرج وصراخ بعض الشعوب لا يجدي.. ورغم ذلك نأمل بحدوث هذه المعجزة

257- وحدك يا ابن أمّي ولا أحد معك .. لا الأنظمة ولا الآلهة على اختلاف أنواعهم .. فقاتل يا ابن أمي وقاتل لتخضب دماؤك وجه السماء ولعلك ترسم أفقاً جديداً للبشرية ، بأنظمة مختلفة وآلهة مختلفة ومحبة مختلفة وتعاون مختلف وعدالة مختلفة تحترم الانسان مهما كان شكله ونوعه وتسعى إلى سعادته، وتقبر أي شكل للحروب مهما كان

258- مهزلة وقف اطلاق النار الجارية في مجلس الأمن منذ أكثر من خمسة أشهرلا تختلف عن مهزلة ادخال المساعدات ومهزلة تجاهل القتل اليومي بالمئات التي لم يعد أحد يسأل عنها ، وكأن الدم الفلسطيني مجرد ماء! إضافة إلى مهزلة رفح التي يتم التركيز عليها لنسيان المهازل الأخرى التي تلطخ وجه العالم . أي عار هذا بحق السماء لن يغسله قص بعض البريطانيات شعورهن تضامناً مع غزة، ولا حتى المظاهرات الفولكلورية وغيرها لشعوب أخرى.

259- لو عرف الانسان الحقيقة المطلقة للوجود والغاية منه ، لتجنب كل الحماقات التي مارسها ويمارسها في حياته!

260- حين يعتقد كل انسان أن معتقده يحمل الحقيقة المطلقة للوجود والغاية منه، ويسعى إلى فرضه على العالم، اقرأ على الدنيا السلام فهي تسير نحو الهلاك !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى