أمل الكردفاني - مقطع من المسرد الحكائي: ممشى الولد والكلب

هناك صيف في كل مكان، داخل الأحذية وبين أسنان المشط، وتحت الإبطين، وفي غمامة الذاكرة، وله رائحة نمل محترق. ليس النمل المجنح فقط، بل حتى النمل الذي يتعشى تحت الجلد. أو ذلك المتخفي داخل الأرواح المتململة. ويحاول الكلب طرده من لسانه الطويل، وهو يعود إلى الخلف، لكي لا يتبع سيده الصغير. والسيد الصغير لم يعرف بعد معاني الارتباط بين الموت والقُبلة. لذلك فالمسير طويل، إذ يطلق الجندي الأسير النار على القائد، في وسط جبهته تماماً، غير أن القائد لا يموت، بل يعض قضيب الأسير حتى يقطعه فيموت كلاهما ببطء كدوران المجرات. يصبح الكون فارغاً منهما، ومن العروسين، ومن اليعاسيب المراهقة، وثمرة الجوافة ذات الديدان، والحب والفرح، وتغمره كآبة سيارة عطبت بسائقها وسط الطريق الخلوي، لتظلل ما تحت الرمل من عظاءات عطشى شاحبة. إنه روتين الحياة الباهظ، والسخيف أكثر من رجل يتسول قلب امرأة.
"ليس كل العالم روكو"
ويبدأ الكلب في التحول لبشري. غير أن الولد لا يدرك ذلك.
ويحاول الكلب التخلص من بشرية داهمت كينونته على حين غرة.
"بل كل العالم روكو"
ولكن هيهات.
ففي وادي البكاء، تنشق الأرض عن أخدود الحقد من حروف اللغة، وتلك ميزة بشرية مُحتكرة.

لتحميله كاملاً من فولة بوك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى