ألف ليلة و ليلة باسم عبد الحميد حمودي - ألف ليلة وليلة بغدادية الكتاب والمؤلف

نحسب بداية أننا بهذا العنوان الواضح قد أوضحنا مرامي البحث ، فكتاب ( الف ليلة وليلة ) كتاب بغدادي الصياغة والبناء، رغم توافره على احداث شامية وبصرية ومصرية ووجود ابطال فيه من دول وشعوب ، لكنه كتب هنا في بغداد دون سواها ، ولا يهم بعد هذا ما أضافه الوراقون الذين خدعواهواة البحث من مستشرقين وسواهم ، وأضافوا لليالي ليال اخرى ليست منها ولم تروها شهرزاد لمليكها ولم تسمعها دنيازاد مطلقا .

واذا كات ابطال الحكاية الاطار ( شهريار – شهرزاد – دنيا زاد ) ينتمون تسمية الى غير بغداد , الى فارس مرة والى الهند مرة اخرى, فأن ذلك لايضعف آصرة الليالي العربية الالف ببغداد, ذلك ان اختيار هذه الشخصيات وتسمياتها والاخوين الملكين المنكوبين تم بتصميم مسبق من قبل مؤلف الليالي فكيف هو الامر , والادعاء ببغدادية الليالي يتعارضوعلى نحو واضح بوجود الحكايات الكثيرة التي حدثت بالشام ومصر وسواهما؟

اننا نقول هناان الكثير من هذه الحكايات كان يجري في مسرح مشترك يمتد من بغداد الى الشام الى القاهرة مثل حكايةعلي الزيبق ودليلة وحكاية قمر الزمان وسواهما كثير .

الطبعات وعراقية الاصل

استقبل القارئ العربي منذ اكثر من اربعة قرون كتاب الليالي خلال العديد من الروايات, وتعرف القارئ الاوربي على هذا الكتاب ضمن طبعات متعددة.

ويحقق د. محسن مهدي طبعات الكتاب المتعددةويحدد المهمة منها( في كتابه: كتاب الف ليلةوليلة من أصوله العربية ألاولى ط ليدن سنة 1984)ب التالي :

طبعة بولاق

الطبعة الشعبية المغربية

نسخة الاب أنطوان صالحاني المطبوعة بالمطبعة الكاثوليكية ببيروت

نسخة رشدي صالح-مطبعة دار الشعب-بيروت

نسخة برسلاو التي حققها بعد هذا عبد الصاحب العقابي ونشر اجزاء منها في مجلة التراث الشعبي

هنا قام الباحث د. مهدي بتحقيق الكتاب تحقيقا علميا معتمدا في ذلك على النسخة الاقدم خطيا ( وهي نسخة المكتبة الوطنية بباريس) وعلى نسختي المكتبة الرسولية بالفاتيكان ومكتبة جون رايلندرز في مانجستر.

ووضع محسن مهدي مقدمة لمناقشة النقاط التالية :

1-نقد النسخ القديمة للكتاب وهي :

أ- طبعة كلكتا الاولى

ب-طبعة برسلاو

ج-طبعة بولاق الاولى

د-طبعة كلكتا الثانية

2- تحقيق الكتاب

3- نسخ الكتاب الخطية وشجرتها وهي :

أ- الامهات القديمة والأم والدستور

ب-الفرع الشامي ج- الفرع المصري

ونجد هنا يشيرالى الاصول العراقية للكتاب على نحو موجز ويربطها بالنتائج التي توصل اليها في تسلسل الفرع الشامي

4-لغة الكتاب : خصائصها العامة والاملاء والترقيم.

ويضع الباحث جدولا برموز الطبعات التي استعان بها في تحقيقه العلمي لنصوص الليالي حيث اخرجها بثلاثة اجزاء طبعت في لندن سنة 1984 .

والدكتور مهدي في مقدمته الثمينة للتحقيق يقول أن الناس يقرأون الليالي بنسخ مشوهةلا ينتمي الكثير منها الى اصل الكتاب ويقول محلللا :

( بعد أن أنتقلت نسخ الكتاب الخطية بين الشام ومصر مدة تزيد على اربعة قرون من الزمن وترجمت من نسخ خطية الى اللغة التركية والفرنسية والانكليزية وظهرت مقتطفات مطبوعة في انكلترا في نهاية القرن الثامن عشر طبع هذا الكتاب لاول مرة في كلكتا بالهند في جزئين في المطبعةالهندو ستا نية وبرعاية كلية فورد وليم, الجزء الاول طبع سنة 1814 بعنوان ( حكاية مائة ليلة من الف ليلة) والثاني طبع سنة 1886تحت عنوان( المجلد الثاني من كتاب الف ليلة وليلة) ونشرهما الشيخ أحمد بن محمد شيرواني عضو هيئة التدريس في الكلية, وقد اهتدى محسن مهدي الى أن شيرواني أعتمد نسخة خطية وجدت في مكتبة المكتب الهندي في لندن وهي منقولة عن نسخة مكتبة مانجستردون تاريخ, لكن مهدي يضعها بين سنتي1750-1771 وقد نقلت من حلب بمعرفة الطبيب الانكليزي باتريك رسل وهي واحدة من اصول الروايات الشامية للليالي ومهدي يعتبر نص شيرواني نصا ملفقا وقد اضيف أليه الكثير.

هنا يقول الدكتور محسن جاسم الموسوي( في كتابه : الوقوع في دائرة السحر – ط بيروت 1986 ):

( وبالرغم من أن تاريخ اول ترجمة انكليزية عرفت بأسم

شارع كرب لمجهولية اسم مترجمهافان الدليل المتوفر يشير الى انها كانت متداولة عام1706 وهذه قناعة المستشرق دنكان بلاك ماكونالندوفي عام 1713 كانت النسخة قد مرت باربع طبعات) وهنا يتعرض د. الموسوي الى صور الانتحال وألأضافات والتزييف في الطبعات الانكليزية. ويجد المحقق د. مهدي أن طبعة برسلاو العربية التي تمت على يد هابخت ( واعتمدها العقابي في تحقيقه) هي نسخة مزيفة وكثيرة الاضافات المخلة, رغم أن طبعة بولاق قد أعتمدت عليها وكذلك تحقيقات المستشرقين دي ساسي وفلايشروهنا يتعرض المحقق الى زعم هابخط انه حصل على النسخة الخطية من عالم تونسي يدعى م النجار

ويقول الباحث ص480 الى ان ماهو معروف ان الامهات القديمة للكتاب قد الفت في العراق في اوائل العهد العباسي ثم انتقل الكتاب الى بلاد الشام ثم مصر مشيرا الى حفظ لغة الكلام العراقية فيه دون ان يتسع في الشرح ودون ذكر لاسم المؤلف على وجه الصراحة ., لكنه عند تحقيقه الهام لحقيقة الليالي التي دونها المؤلف الحقيقي يجدها 282 حكاية فقط .

ولابد لنا من الاشارة هنا الى العدد الخاص الذي اصدرته مجلة التراث الشعبي في شتاء عام 1989 الخاص بالف ليلة وليلة وشارك فيه دارسون مرموقون تحدثوا عن الليالي الالف من مختلف الجوانب مشيرين الى الطبعات الاوربية المتعددة لليالي.

المهم هنا ونحن نتحدث عن مصدر تاليف الكتاب ومؤلفه أن نعرض ما توصل اليه المستشرق ليتمان في كتابه ( الف ليلة وليلة) الذي ترجمه ابراهيم خورشيد وعبد الحميد يونس وحسن عثمان عن دائرة المعارف الاسلامية وطبع ببيروت سنة 1982 ونوجز افكاره بالنقاط التالية:

اول باحث في الكتاب هو دي ساسي الذي انكر وجود مؤلف واحد للكتاب ولكنه رفض وجود عناصر فارسية وهندية في الكتاب رفضا قاطعا وقال بنحلة الرأي المنسوب للمسعودي حول ذلك

اشار دي ساسي الى رأي وليم لين بوجود مؤلف واحد للكتاب ولكنه خالفه باعتباروجود اسماء ابطال فرس وهنود وسواهم

استعرض ليتمان الطبعات الانكليزية والفرنسية المعروفة واثبت وجود اضافات كثيرة للوراقين ووجود نسخ منحولة عن الكتاب وهو نفس رأي الاستاذين محسن مهدي ومحسن جاسم الموسوي

اثبت ليتمان ان ناشري بعض طبعات الف ليلة بالفرنسية وبالانكليزية( ص36 ) قد استخدموا نسخا مصحفة مثل غالاند الذي اعتمد نصوصا مدونة ونصوصا رواها له ر اخرون

اشار ليتمان الى اضافات ادوار كوتييه وفون هامر وكوسان وسواهم

رفض ليتمان فون شليكل بوجود اصل سنسكريتي لالف ليلة, وقال بوجود حكايات هندية متفرقة اضيفت

الى طبعات الكتاب دون أن يفصح عنها

اشار ليتمان بشكل واضح الى زيف طبعة النص العربي على يد هابخت الذي اصدر في برسلاو ثمانية اجزاء بين 1825-1838 ثم اصدر فلشر المجلدات الاربعة الباقية بين سنتي 1842-1843 , ويشير ليتمان (ص48 -49 ) على نحو قاطع بز يف الطبعات واضافات كثيرة الى الاصل , ثم يستنكر زيف ادعاءات فليشر بأنه نقل الاصل من مخطوط تونسي ويقول (أن هابخت وقف على كثير من القصص العربي جاءه من مصادر مختلفة فنسج منه متنا جديدا لكتاب الف ليلة ناهجا في الكثير الطريق نفسه الذي نهجه في الترجمة … فجاء كتابه غثا)

يشير ليتمان الى الطبعات المتعددة بالغات الاوربية للكتاب مما لانجد الاشارة له ضروريا في بحثنا هذا مشيرين الى القائمة الموسعة للترجمات للغات الاخرى التي نشر فيها الكتاب وهو يصف هذه النشريات (ص49) انها تشتمل على حكايات ومخطوطات مستقلة اضيفت الى الكتاب, وهو يجد أن النص المصري فيه الكثير من زيادات الوراقين , لكنه يؤكد عروبة حكايات الليالي(ص63)

يشير ليتمان الى أن الكثير من الحكايات المضافة اتت من كتب اخرى أو من مناخات شرقية اخرى لاصلة لها بالكتاب مثل حكاية التاجر مع الجني التي يرويها المفضل بن سلمة في كتابه المسمى ب(الفاخر) وأن هناك حكايات عن القاهرة والعصر الفاطمي مثل حكاية علاء الدين وسواها كثير.

ولابد من الاشارة هنا أن كتاب الباحث د. أحمد محمد الشحاذ (بغداد في ألف ليلةوليلة – ط الشؤون الثقافية – بغداد-1992)لايشير الى مؤلف واحد للكتاب بل الى مجموعة ويشير أيضا الى اضافات الوراقين على الكتاب , واضافات الدارسين الاوربيين على الاصول العربية واصدارهم الكثير من الحكايات المشابهة سعيا وراء الربح والشهرة في رأينا , وهو يقول :

(أن المستشرق البريطاني أدوار لين أول المبهورين بالليالي فسافر الى الشرق وأقام في مصر والعراق فترة طويلة ترجم خلالها الليالي وأضاف اليها الكثير من التعليقات والهوامش) ص9

ويقول الشحاذ – ماهو مكرر عند الموسوي ومهدي والدارسين الاوربيين – أن انطوان غالان الذي ترجم الكتاب للفرنسية بين1646-1715 فتح الباب عريضا للتقليد حيث نشر جازون ما اسماه (تكملة لالف ليلة وليلة ) ونشر برتن – مترجم الليالي- سبعة اجزاء سماها ب( ليالي ملحقة ) , واستقى منها هانز اندرسن موضوعات قصصه عن المصباح السحري والسندباد و وهناك الآلاف من النصوص الاوربية والشرقية التي استلهمت الليالي

المؤلفون

1- الجهشياري

لما كانت بغداد دون سواها مركز صناعة هذا الكتاب وذلك لأن الحكايات الاساسية انطلقت من عاصمة الخلافة الاسلامية

يومذاك فأن العديد من المصادر تؤكد على بغداديته مكانا وتأليفا, ويقول كتاب ليتمان(ص142) بعراقية وبغدادية الكثير من الحكايات مثل بلوقيا والسندباد وورد خان والجارية تودد, لكنه يضع الكثير من الحكايات في خانة القاهرة والشام, بل والهند ايضا .

ان د. عبد الملك مرتاض في كتابه( الف ليلة وليلة – دراسة سيمائية تفكيكية لحكاية حمال بغداد-ط الشؤون الثقافية ببغداد سنة1989) يشير صراحة(ص7 وما بعدها ) الى أن اصطناع بعض الشخصيات في الليالي لايعني ان هذا الأثرفارسي أو هندي أو اغريقي ٌثم عربي ثم يقول :

(أقدم أشارة يفترض أنها قيلت عن الف ليلة وليلة والتي أوردها أبن النديم في الفهرست تذهب الى أن أبن عبدوس الجهشياري أفاد من أسفار ألأولين فأختار منها طرفا صالحا, واستظهر بعد ذلك بقصاص عصره وظرفاء عهده في تدبيج الاربعمئة والثمانين ليلة التي نفترض أنها الف ليلة وليلة التي بين أيدينا الان, مع أقحام عددآخر من الليالي من أجل البلوغ بها الى عدد الف ليلة وليلة) ويضيف أن اضافة حكايات جزئية للوراقين وسواهم لا يعني ان الشعوب الاخرى اسهمت اسهاما فعليا في انجاز الليالي.

في الفصل السابع من كتاب مرتاض وعنوانه( المعجم الفني للغة السرد في حكاية حمال بغداد)يناقش الباحث ما جاءت به د. سهير القلماوي والموسوي وجمال بن الشيخ من عرض لاراء المستشرقين في أصول الليالي ويقول في ص273 وما بعدها أنه لاحظ المعجم اللغوي الفني العام للحكايات ليطرح التالي:

(لاحظنا تواتر عبارات بعينها ومواقف وشخصيات بعينها مما يثير امام الدارس القلق سؤالا مذهلا قد لا يزيد القضية الا تعقيدا وأشكالا وهو: هل ليس هناك حقا مؤلف واحد لالف ليلة وليلة ؟ أننا أذا قلنا بتعددية المؤلفين قامت لدينا عقبة كأداء أذ كيف يتعدد المؤلفون وتتوحد اللغة الفنية للسرد؟ وتتوحدالرؤية الفنية والمواقف والشخصيات) ثم يطرح اسئلة اخرى عن امكانية تعدد المؤلفين وانسجام الرؤى والاساليب ووجود الوحدة الفنية للسرد.

بعد دراسة الوقائع الفنية والتاريخية يقول مرتاض بوجوب كون الجهشياري أبن عبدوس , كاتب الخليفة المقتدر هو مدون بل مؤلف الليالي الاربعمائة والثمانين ليلة ثم عاجلته المنية دون استكمال مشروعه(ص276) وأنه كان طامحا للوزارةومات وهو حاجب للوزير حامد بن عباس ,وقد أكد المسعودي وأبن النديم على عمل الرجل وحرصه عليه .

يخترق هذا الرأي رأي الباحث سامي مهدي في كتابه:

( الف ليلة وليلة كتاب عراقي أصيل )ط2014 حيث يجد أن الجهشياري قد الف كتابا آخر غير الف ليلة , لكنه يؤكد عراقية الكتاب ووحدته الموضوعية وهو غير هزار أفسانة وسواه ولكنه لايقطع برأي في تسمية المؤلف.

2- التوحيدي

يميل الباحث حمزة حسان الاعرجي في كتابه ( تاريخ الف ليلة وليلة )ط مكتب الضياء – الموصل -1999 الى اعتبار ابي حيان التوحيدي هو المؤلف الحقيقي لالف ليلة وليلة ( من ص56 الى ص64 من فصل : من هو كاتب الليالي؟) ويقول عنه ماهو متداول من أنه الف اكثر من خمسين كتابا أشهرها المقابسات والامتاع والمؤانسة ومثالب الوزيرين وعجائب الغرائب وترويح الارواح وسواها كثير .

و يقول الاعرجي مؤكدا رأيه عن هذه الكتب : أنك ( تحس من خلال أسلوب كاتبهاالذي يكاد يتطابق تماما معأسلوب كاتب ( ألف ليلةوليلة) وأذا قرأنا مدخل هذه الحكايات التي يفتتحها القاص بهذه العبارات( حكي والله أعلم انه فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والاوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند واعوان) وهذا يكاد أن يتطابق ( مع ) ما جاء في كتاب المقابسات (حيث ) يقول فيه أبو حيان( وليكن ذلك المثال ملكا في زمانك وبلادك واسع الملك عظيم الشان , بعيد الصيت ,شائع الهيبة, معروفا بالحكمة) -المقابسة الثانية )

ويضيف الاعرجي(ص60) ما نصه :(اما بقية هذه المقابسة فتكاد تكون اساسا لما جاء في حكاية الملك النعمان في امتحان الجارية نزهة الزمان التي اقتبسها ابن حمدون في كتابه التذكرة)ويشير الاعرجي أن التوحيدي يتعرض في المقابسات الى هزار افسان وكتب الاسمار الاخرى دون أن يتعرض بالحديث عن كتاب الف ليلة , وهو نفس الاجراء الذي اتبعه المؤلف المرشح الاول – الجهشياري- في عدم تعرضه بالحديث عن القماطير المدونة التي خلفها ورائه .

الاعرجي هنا يقيم الدلائل الاسلوبية على التشابه في كتاب الليالي بكتب المسامرات التوحيدية , وهو يعلل عدم ذكر التوحيدي لأسمه على الكتاب بقوله ص62 (ويبدو ان كاتب الليالي اغفل تدوين اسمه على كتابه هذا لئلا يحط هؤلاء- يقصد الكتاب الاخرين – من قدره ككاتب كبير ومفكرا له مكانته في تاريخ الادب) والراجح عندي أن أبا حيان والجهشياري وهما يؤلفان لياليهما لم يستكملاها وادركتهما الوفاة قبل اتمامهما مشروعيهما وقد استكمل الآخرون الليالي من وراقين ومدعين بطرق واساليب متعددة حاولت بناء نسق تأليفي واحد.

3- محمد بن سكرة الهاشمي البغدادي

هو الشاعر محمد بن عبد الله بن محمد الشهير بأبن سكرة البغدادي , وهو شاعر ماجن من اولاد الخلفاء ومن احفاد علي بن المهدي بن المنصور العباسي وتوفى ببغداد سنة385 للهجرة .

تبنى الروائي محمود سعيد في مقالة له نشرت في جريدة الزمان في عدد 15 تموز 2014 بعنوان ( الف ليلة تعود الى

مبدعها ) وجهة نظر العلامة الدكتور هادي حسن حمودي التي نشرها على حلقات في جريدة الحياة اللندنية تحت عنوان ( الف ليلة تسترد مؤلفها ) خلال شهر كانون الثاني 1998 , بدأها بالعدد الصادر يوم 27 من ذلك الشهر .

ووجهة نظر د.حمودي تؤكد بالبحث ان الشاعر أبن سكرة هو مؤلف الليالي وفي بغداد وانه وزعها على احدى عشرة نسخة توزعت في الامصار .

وحمودي يدرس ويحصي تسميات المدن والأزقة والعواصم في الليالي فيجد أن اسم بغداد ذكر478 مرة وكان ذكر الشام 66 مرة وذكر مصر والقاهرة22 مرة وذكر الصرة18 مرة وهكذا بالنسبة للحارات في الكرخ مثل درب الزعفران وسواه.

وحمودي ببحثه الميداني الجرئ في تفاصيل الليالي يجعلك تقف مقارنا

بحثه بتوصلات الاخرين في نسبة الليالي الى التوحيدي أو الجهشياري .

لابد من القول هنا – وهذا لايعد دليلا بحال – ان الجهشياري عاش عصر ابن سكرة وتوفى قبله باربع سنوات وفي بغداد , وأن التوحيدي ولد عام 310 للهجرة ,وهو عند وفاة الجهشياري وابن سكرة كان صبيا عاش بعدهما زمنا طويلا حتى توفى عام 414 للهجرة.

ويقينا أن التوحيدي الوراق كان يعرف ما ترك ابن سكرة والجهشياري ,أو هكذا نرجح,ويقينا ايضا ان لكل واحدمن الرجال اسلوبه في السرد والرواية , وأن الليالي الالف وواحد تمتاز عن سواها باسلوبها الخاص وبنيتها الدرامية الخاصة , وهي بنية الطبقات الحكائيةالغرائبية التي اشبعت بحثا في الاف الكتب والدراسات.

من هو المؤلف ؟

مادمنا على قناعة بأن( الف ليلة وليلة ) كتاب بغدادي ندعو أن يقام متحف خاص به ببغداد المحروسة ,و ليس مهما ان يكون مؤلفه التوحيدي أو الجهشياري أو أبن سكرة, والراجح أن الجميع عاشوا عصر الليالي المجيدة ونعموا بها ونحن ندعو من هذا المنبر الى تأكيد انفراد مؤلف بعينه بواسطة بحوث جديدة تنير الطريق للاجيال القادمة من اهل بغداد , أهل الف ليلة وليلة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى