مصطفى الحاج حسين - أوراقُ الإقامةِ...

تلبَّدَ النّدى
وجفّتِ النّسماتُ
وازدهرَ القتلُ
تدفّقَ الحطامُ
وأينعتِ الحربُ
تدحرجَ النّبضُ
وترامتِ البلادُ إلى الجحيمِ
السّماءُ انكفأتْ على غيمِها
الأرضُ تصاعدتْ أرواحُ جبالِها
وأمطرتِ الدّروبُ بالمشرّدينَ
وأبحرَ الضّوءُ في عتمةِ الهلاكِ
ضحكاتّ مذبوحةَ الوريدِ
وقصائدَ مبتورةَ الأنفاسِ
خرابٌ يتقدّمُ بكلِّ عنفوانٍ
وماءٌ يقطرُ عطشَ المعتقلينَ
فضاءٌ يزدحمُ بأشلاءِ الوردِ
وعالمٌ يفيضُ بالصّمتِ
وبالمساعداتِ المعطوبةِ الوصولِ
حيتانٌ تقطعُ الطّريقَ على المراكبِ
وأشرعةٌ تخفقُ بالدّموعِ المستجيرةِ
جماجمٌ يتقاذفُها الحنينُ
وقلوبٌ ميبّسةٌ عند الجهاتِ
تنقرُها الغربانُ
وتبعثرُها الشطآنُ
ويصطادُها تجارُ الحضارةِ
على سعةِ المدى ينتشرُ الجوعى
وعند قارعاتِ المقابرِ
ينصب اللاجئين خيامهم
مزوّدينَ بالهتافاتِ والأدعيةِ
لمن يستقبلُ رفاةَ أمانيهم
ويستبدلُ تاريخَهم
بأوراقِ الإقامةِ.*

مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى