حسين عبروس - أنشودة المطر... أم زغرودة ألالم...؟

****
الكتابة عن أنشودة المطرمتعة لا تضاهيها متعة في الجمال نص شعريّ بديع يوغل في عمق الحداثة فيطري تفاصيلها،ويذكي أنفاسها عطرا وبهاء رغم مورده الصبّ الحزين .نص مشرع للحب وللألم والحرن مبهر حين تصير القصيدة أنشودة مطر تحاور خضرة النخيل التي تسكن العيون ساعة السحر الجميل. فهذا مقطع موجز منها:
- عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء كالأقمارفي نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
والموت والميلاد والظلام والضّياء
فتستضيق وحشيّة تعانق السمــــاء
أنشودة المطر
مطر.. مطر .. مطر.
هذه القصيدة تكرّرت بنفس المعنى ونفس العشق ونفس الحب والألم فهل نسمي ذلك سرقة أدبية ،ونحن نعلم أنّ الشاعر بدر شاكر السّياب قد سبق الشاعر إبراهيم العجلوني صاحب قصيدة "زغرودة الألم" المنشورة في ديوانه " ثقاسيم على الجراح" دارعودات ط1 -1973
ومن الصدف العجيبة أن يموت السياب في نفس اليوم والشهر الذي ولد فيه 24ديسمبر1926- 24 ديسمبر 1964،وتشاء الصدفة أن يموت الشاعر ابراهيم العجلوني في نقس الشهر أيضا. 4 ديسمبر2022 وهو من مواليد عام 1948بمدينة أربد بالأردن،ولكن الغريب أنّ العجلوني قد سطا على نص أنشودة المطر بكلّ معانيها وموضوعها ومضامينها مع تغير في بعض المفردات
والشيئ الأغرب كيف أصحاب النقد في الوطن العربي لم يلتفتوا إلى مثل هذه الحالة الشعرية التي تبعث على القلق الأدبيدي والإبداعينوهل ذلك هو توارد خواطر كما يقول البعض حينما تتشابه المواقف صدفة. فهذا مقطع من قصيدة "زغرودة الألم" نعرضها أمامكم للتأمل والرأي لكم أنتم أحبة الشعر في العراق وفي الأردن وفي كل الوطن العربي. حيث يقول الشاعر إبراهيم العجلوني:
عيناي شرفتا أسى على مواجع المدينةْ
بحيرتا شوق يموت الموت
في عمقهما وتورق السكينةْ
وتهمس الأصداف في شاطئيهما
أعنيّة حزينهْ
مترعة بحرقة الأرض ولعنة السماء
مصلوبة الإيقاع مرّة النغمْ
تبحث عن قرارها ..ولا قرار
تري.. تيتا...تري.. تتمْ
ألم.. ألم.. ألم.. ألمْ
في القصيدتين تشابه من حيث العنوان : العنوان عند السياب جملة اسمية مبتدأ وخبر في كلمتين هو نفسه عند العجلوني جملة اسمية في كلمتين ،وفي المقطعين تتكرّر الكلمات : العينين-شرفتان-تبسم- تهمس -الموت- ويتكرّر نفص الموضوع الحب للحبيبة ،ويتكرّ عند السياب.. عبارة "مطر أربع مرات، وتتكرّر عند ابراهيم العجلوني عبارة "ألم "أربع مرات
نأمل أن يردّ عن هذه القراءة السريعة التي هي بين أيديكم أحبة الشعرليقول لي : أنّك لم تجانب الصواب فسأكون شاكراله ولكم أحبتي..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى