محمد محمود غدية - حريق ورماد

المصباح شحيح الضوء، يتأرجح كالمشنوق فى سقف الغرفة، النوم يؤرقني
لا يأتيني، يلهب ظهري بسياط تمزقني، وتفتت لحمي، أزيز الصرصار الذي يشاركني الغرفة، دأب على فض شرنقة الصمت، والتسلل كما السكران المطارد المفزوع، بين الشقوق والأركان، ليس وحيدا مثلي،
أبحث فى كراس الشعر،
عن بعض حب، لاشيء سوى خيبات وإنتكاسات،
كتاب الروايات يقولون :
أنه يمكن إختراع الحب،
أهز خيالي لعل الحب يأتي، يسامرني ويؤنس وحدتي، ويحتسي معي فنجان قهوتي المرة، أكتبه فى قصائدي كما النزاريات، بل أبهى وأجمل،
أنير له الدرب بالشموع والثريات والبالونات، وأعواد الطيب والورود وطبول الفرح،
حتى ذلك الخيال
بعيد لا يأتي، والقلب الذى طرقت بابه يوما، خاف الهوى، بعد أن أضحت مشاعره حريق ورماد وجليد،
تدهشني حكايات الهوى والجنون، حطمت العود
أصبح منزوع الوتر، وهجرت رفقة الأحزان فى السفر،
لن تنضب حكايات الهوى،
فى ثرثرات المقهى والحارة،
والأغاني والأفلام والمسلسلات،
لن أشكو إفتقاري لمواسم الفرح والسهاد، سأعيد طلاء شقوق غرفتي بلون الحياة،
بدلا من السواد، وابتعت محبرة وكراس،
بعد أن جف المداد،
لأكتبني بطل فى الحكايات .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى