محمد محمود غدية - امرأة الوقت...

لا أدري كيف توافرت لي القدرة على الكتابة اليك،
أنت امرأة نجحت فى إجتذاب زوجي لبعض الوقت، وليس طول الوقت، بطلاء الوجه بالمساحيق والأصباغ، ولين الكلام وتدلل الأنثى، الرجل كالطفل يسأم اللعبة الواحدة، يملها ويذهب لغيرها وهكذا، أنت لست امرأة الحكايات والأساطير، لكنك امرأة يستهويها الحب تلك اللعبة التى يتقنها الرجل لتذجية الفراغ، وعند المرأة حياة وأسرة وأطفال،
تجرعي الحب كأسا بعد كأس، لتكتشفى أن الشراب لم ينفذ، وما ارتويت وتظلي سكرى بضعة يوم أو أكثر حتى الإفاقة، ستدهشين أمام ماتحمله لك الأيام جزاء ماإرتكبتيه فى الظلام وحسبتيه إنتصارا، سترين أبنائه وأمهم، فى ملامحه وإهتماماته وكل إختياراته، حينما يفتقد مقعده بين أولاده وثرثراتهم وضحكهم فى أعماقه، وفوق طاولة الطعام، وأيضا حين يفقد مقعده فى مجلس أباء مدرسة الأولاد، وحين لايجد الأبناء فى إنتظاره يوم أجازته، ليصحبهم الى الحدائق،
وتناول الذرة المشوية، حين يأتي العيد بلا عائلة، وتمر الأجازة دون بهجة أطفاله بالملابس الجديدة والعيديات، إنه فى إعارة عندك لبعض الوقت، لا ترديه بعد أن أسفت على الحب الضائع، وليسعد بخيانته لي، ولا يفوتني تهنئتك بحياة يشوبها القلق والخوف، من غد مماثل بخيانة وخيانات جديدة، مثلما حدث معي،
أعتذر عن مشاعري الملتهبة الأحاسيس، فأنا امرأة مازالت
تدميها أشواك الحب والغياب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى