حامد صبري - حين تحب المرأة.. قصة

حامد صبري.jpg

حين تحب المرأة .. يصغر حجمها .. وينبت لها في رأسها - بجانب التوكة بالضبط - رجل..
بدفتر بدين تعبىء خوفها وتغلفه بسيلوفان وتحاول أن تربطه بشريطة ملونة .. ثم تحاول أن تفعل ما تفعله أي أنثى تحترم نفسها ..
تصير أنثى
نومها يصير خافتاً في يومها الأول.. فهناك كتلة ما بين الجفن والعين تمنعهما أن ينطبقا
كتلة اسمها رجل
كل أشياء الغرفة تتحول إلى كائنات حية ..
وتلاحظ فجأة أن السرير صار حجمه أكبر وأن هناك وسادة فارغة بجانبها ..
وأن هناك كلاماً مكسوراً ومدبباً داخل أضلاعها ..
وأنه يحب ضحكتها .. فتكشر .. لتسمعه داخلها وهو يطلب منها .. ان تبتسم
..
كبوابة زنزانة لها وجهان
أحدهما يرى الشمس والهواء والأخر يحمل ظهر السجين .. تجلس المرأة وهي تحمل ظهر حبيبها محبوسة وحرة ..حرة ومقيدة
لها جسدان
وروح واحدة
وأمل ذا جناحين خفيفين وفم ثرثار وجسد ملون تربطه بحبل روحها لتجري وراءه في الحقول إلى وجهه المرتسم على الأفق
....
كبوابة زنزانة تطمئن نفسها
: عليه أن يفتحني .. ليرى الشمس
...
يدخلها بين كفيه ويشكل جسدها بخفة ..بعد قليل ستخرج بشكلها الجديد
سينبت لها جناحان رقيقان .. وستطير بهما بين شجيرات قلبها لتجمع له الجذوع .. وبصبر أنثى ترص خشباتها خشبة حشبة لتصنع مقعداً عملاقاً
تهمس : إجلس يا مليكي وملك الدنيا
تعرف أن عليه أن يتسلق هذا كله ليصل إلى سطح المقعد ..
تعرف انه سيصير واسعا وكبيراً عليه
تعرف أنه سينظر إلى عينيها الوسادتين في إندهاش .. لكنه سيصدق نفسه
حتماً سيصدق
عندها
ستسحب شيئاً بارزاً من أسفل المقعد
لينهار هذا كله!

.

تعليقات

تحية شكر وامتنان للمبدع الرائع حامد صبري ونبارك له تتويج ديوانه "بقع حمراء في جسد المدينة" في مسابقة الشعر لجريدة اخبار الادب المصرية ونتمنى له من صميم قلوبنا المزيد من التألق والعطاء ..
 
أعلى