سيد عبد العال - النذر

يغرد بصوته الرخيم فى سكون الليل وهم حوله سكارى لا يدرون ما يفعلون من حركات وأصوات تنادى على الأولياء، نهض أحد المريدين واقفاً ثم أشعل كومة من البخور فى الصحن الفضي، مما يزيدهم صلابة التوحد، متمرغين فى ذكر مولده سيدي على البيومى، مدد يابيومى مدد، ظل ينشد مولانا التوني بصوته الذى ألهب أفئدة العاشقين، انتابت فرج حالة من الرعشة أخذت تطقطق أسنانه، باسماً الثغر، معلنا على الملأ بأن يهب الجمل نذراً له..هتف الذاكرون عالياً: الله أكبر، على الفور يرفع بيرق العهد الذى يعبر به إلى مثوى عمه وسيرته العطرة التي جذبت الكثيرين، منصرفاً من الذكر يتمتم ببعض التسابيح التي تؤنسه فى وحدته، وقعت عيناه على "عيون" وهو يجر الجمل فى ستار الليل، منتبهاً إليه، فسأله: أين تذهب به؟!، رد فى وجل إلى صاحب المقام: نظرة، سرك باتع، جاور عيون أحد الأشخاص فى السير واضعاً فى جيبه رزمة النقود المتفق عليها، راحا يتمشيان على الجسر البعيد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى