جميلة شحادة

في إحدى الحوارات الصحفية معي سئلتُ: الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز؟ الى دهاء وحكمة بلقيس؛ أم الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟ ولأني أتجنب عادة المفاضلة بين أمرين، أو الحكم على الأمور إما بالأبيض وإما بالأسود فقط، لمعرفتي بوجود تشكيلة...
بحسب المعطيات والإحصائيات التي نُشرت في الصحف في الأسبوع الماضي؛ يُستنتج أن حوادث العمل تزداد بشكل يومي في السنوات الأخيرة؛ وبسببها؛ هناك مَن لَقوا حتفهم، وهناك مَن أقعدتهم عن العمل وظلّوا يقاسون العجز، أو يعانون من الآلام نتيجة إصاباتهم. لا تهمني عادة الإحصائيات إذا لم يكن الهدف منها استخلاص...
كانت مدرستي، ولربما جميع المدارس في بلدي الناصرة، تعيش أجواءً مميزة في شهر أذار لكثرة المناسبات التي تصادف فيه. فيوم المرأة يصادف في الثامن من الشهر، وعيد الأم وبدء فصل الربيع يصادفان في الحادي والعشرين منه. كانت مدرستي تحتفي بهذه المناسبات، وكانت الاحتفالات بهذه المناسبات تضيف جمالا وسعادة على...
لا أحبُ أنْ أشتريَ الكلامَ، ولا أنْ أبيعَه. ذلكَ الكلامُ المُنمَّقِ.. تلكَ الشعاراتُ باهظةُ الثمنِ، لا رصيدَ لها عندي لاقْتنائِها تِلكَ الشعاراتُ الرنَّانةِ نَشازٌ عزفُها في دهاليزِ أُذني. مقاساتُها فضفاضةٌ.. ألوانُها براقةٌ تَخطفُ البَصرِ. تَضيقُ إنِ ارتديتُها.. ويكلَحُ لوْنُها عندَ أوّلِ ظهورٍ...
هناك... خلفَ الحدِّ الفاصلِ للوَجَع تُطِلُ على غدٍ لها... جديدْ ترْقُبُ انبلاجَ فجرٍ ترقبُ طيفَ فَرَجٍ، قادمٍ مِنْ بعيدْ ** أوجعَها المكوثُ في الظلِّ مستكينة ترسمُ دوائرَ العمرِ مَلَّت رفقةَ وحدَتِها ملّتْ نشازَ نايِها وها هي... تقفُ على عتبةِ عهدٍ تَليدْ ** ساءلتْ حالَها على عَجلٍ كأَنَّها تخشى...
الكاتبة جميلة شحادة ترثي مربي صفها في المرحلة الابتدائية بحضور كل من: رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست السيد أيمن عودة، ورئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة، وعضو الكنيست يوسف جبارين وغيرهم من أعضاء كنيست ورجال دين وتربية ومجتمع، وأيضا بوجود أسرة المربي الراحل خليل عليمي؛ وقفت الكاتبة، جميلة...
أمَا أَرهقكِ الإنتظارُ في محطّةِ العائدينْ؟ يَسأَلُني الأَصدقاءُ مُستفسرينَ، مُستغربينَ، غاضبينْ. مَرَّ القطارُ منْ هنا قبلَ دهور قبل أن يشيخَ الطفلُ وتموتُ الرسلُ وقبلَ أنْ يبدأَ التكوينْ. أمَا زِلتِ تنتظرينْ؟ أمَا زلتِ تحلُمينْ وتنيرينَ بشمعةٍ منطفئةٍ... دربَ العاثرين؟ أما زلتِ ترسمين الحُلم...
في القدسِ لا ينامُ الحمامُ الزاجلُ يظلُّ ساهرًا يحرسُ بهاءَ القدسِ يَهدلُ بأدعيةٍ تؤرِّقُ نومَ الغربانِ السّودِ. * في القدسِ أزهارٌ ملونةٌ، الشمسُ تحرسُها، أزهارٌ تمدُّ في عمقِ الأرضِ جذورَها كلّما تطاولتْ عليها الأعشابُ المتسلِّقَةُ لتسرقَ عطورَها. * في القدسِ يظلُّ بائعُ الكعكِ يزيّنُ ركنَهُ...
يَجْثم صمتي على صدري أحملُهُ، أسيرُ به في شوارع المدينةِ الفاضلةِ، أتعثَّر في خطْوِي.. لقد أصبحَ ثقيلًا.. أثقل مِنَ الصَّخرِ. أحملهُ وأسير به الى مَخدعي يقضُّ مضجعي يسلِّطُ إبليسَ على عنادِ جهلي، كي أفتحَ فمي، كي أكفرَ بنعمتهِ. يا لِمَنْ قالَ الصمتُّ نعمةٌ كما النسيانْ جاهلٌ هو بتعبِ الفِكْرِ...
كلَّ ليلةٍ؛ تَزورُني تِلكَ الفراشةُ الشقيَّة تحومُ حولَ أحزاني، بأَلوانها البهيَّة تقفزُ؛ تَرْقُصُ؛ تُحلِّق بمُنتهى الحُريَّة ترقصُ أمامَ غُربَتي؛ رقصةً صوفيَّة تزِفُّ أَحزاني على وقع مزاميرٍ، وأَدعيةٍ سخيَّة تَحكي حِكايةَ إيزيسَ وعشتار وأَساطير نصرٍ وهْمية *** كُفّي أَيتُّها الفراشةُ الشقيةُ...
لا وقتَ لديَّ هي خمسُ دقائقَ فقطْ أسرقُها من جعبةِ الوقتِ لأطلَّ فيها من شرفتي الحدباءَ على سُكونِ ليلٍ عرَفَ كيفَ يحترفُ الصمتْ **** لا وقتَ لديَّ لأتابعَ كيفَ تُغيّرُ الحرباءُ لونَها إذا ما حاجتها دعَتْ هي خمسُ دقائقَ فقطْ أتابعُ فيها وميضَ النجومِ وكيفَ في حِضنِ الليلِ، غفَتْ **** لا وقت...
الى أين ذاهبٌ بنا يا زمنْ؟ لقد أَغْمضْنا أَعيْنَنا، وَمَشيْنا خَلفكَ في طريقٍ نجهلُ آخِرَهُ. هل أخطأنا؟ هل أخطأنا لأنّنا أغمضْنا أعيْنَنا؟ هل أخطأنا لأنّنا بِغيرِ الثّابتِ وَثِقْنا؟ لكنَّنا كُنّا مُتعبينَ، مُتعبينَ مِنْ مَشقَّةِ السَّفرْ.. لقد ركِبْنا قِطارَكَ، وألقيْنا بِما يُتعبُنا على المقاعد...
سأَغزِلُ لكِ رِداءً منْ ضوْءِ القمرْ يُنيرُ دَربَكِ الى النجومِ لتترُكي أَثرْ نورُ أَنتِ، وبَهاؤُكِ طاغٍ على المَكانِ كالثُّريا في السّماءِ، والسُّهيْل عندَ السَّحرْ تيهي صغيرتي بثوبِ الطَّهارةِ واطْمَحي للعلا وفيرةُ الحُلمِ والحِلم أنتِ، عديدةُ المزايا كثيرةُ الثَّمرْ رقيقةٌ أَنتِ كنسمَةِ...
امرأةٌ حَديديةٌ أنا في وَجْهِ جَلاّدِي وفراشةٌ يَغارُ النسيمُ مِنْ رِقَّتِها.. ويطربُ لشدْوِها البلبُلُ الشَّادِي **** إِنْ جاءَها الصباحُ أشرقتْ وإِنْ غامَ نهارُها تجلَّدتْ وإِنْ ضاقتْ دنياها عليها تمسَّكتْ وعنْ ساعدٍ صلبٍ لها شمَّرتْ تُزيلُ كَرْبَ يومِها الجَافي **** لا تخشى غرسَ الشوْكِ في...
لمْ أَعدْ أُفلِحُ باللّحاقِ.. بكلِّ الأحداثِ المتسارعةِ حوْلي. لمْ أَعدْ أُحْصي مَحصولَ عزرائيلَ.. في اليوْمِ الواحدِ. أنا التي تَعجزُ عَنْ كِتابةِ حروف اسمِها ... إذا ما تحرّشَ المطرُ بزجاجِ نافذَتِها.. تُصِّرُ الشاشاتُ أنْ تُحوّلُني الى فراشةٍ مجنونةٍ تلهثُ وراءَ الضوءِ.. تختنقُ، تحترقُ، تموتُ...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى