مصطفى الحاج حسين

* إنصهار.. ترتعشُ نهودُ النَّسمةِ حينَ يُقبلُ عليها دمي وَتَنكمشُ الآهةُ عن تدفقِها إنْ لامستها ناري وتصيحُ ضحكتُها الراكضةُ لو همست لها أصابعي أموتُ على كسرةٍ من فتنتِها أتسربُ إلى وميضِها ألملمُ الموجَ من إشراقتِها أتنفسُ هديرَ الأنوثةِ وَيَدِي تَتَحَسَّسُ هالةَ قدومِها هي سماءُ شغفي هي فضاءُ...
/// قراءة في ديوان: أبجدية القبلات. الشاعر مصطفى الحاج حسين . بعنوان.. ( أبجدية القبلات ) بقلم: الشاعر والناقد نزار أبو رأس أبو ريبال. الكتابة الشعرية، هي إلهام حقيقي .. يأتي بكلمة الحرف والكلمة والوزن.. ويصهرهم في بوتقة الإبداع الذي يخلق الحالة الشعورية ، والهالة النفسية...
هذا الحاكمُ ليس منَّا هذا الباغي مفروضٌ على رقابِنا هذا اللعينُ نحن لا نرضى بهِ هذا الخائنُ علينا محاكمتُهُ والقَصاصُ منهُ هذا الذي لا يشبهُنا ينبغي عزلُهُ وطردُهُ هذا القاتلُ يتوجبُ مواجهتُهُ والتصديَ لهُ هذا السارقُ أعِيدوهُ إلى فقرِهِ وردوا لنا ما أخذ هذا اللقيطُ ، الدّنسُ ، الأجربُ ،...
مقدمة مجيدة السّباعي على ناصية حروف عبقة من مخمل بهي سرّج القاص الفذ (مصطفى الحاج حسين) قصصه القصيرة بعذوبة منقطعة النظير، سطر بها عصارة آلام مستضعفين كثر، سقوا كؤوس قدر مريرة أسقاما وخيبات وانكسارا. اختار القصة القصيرة فناً رائقا ممتعاً مسلّياً يتوجّه مباشرة للإنسان، يجوب مكامن الأسى...
* مَا بَعدَ المَوتِ.. ...وَاترُكْ عَينَيكَ بِلا نَومٍ تَسَلَّلْ على أطرَافِ صَحوِكَ إلى فَيضَانِ نَبضِكَ حَدِّد مَكانَ وِلادَةِ النَّجمَةِ في أقاصي عتمَتِكَ ولا تَدُقَّ أبوابَ الظَّلامِ قَد يَنهضُ الإثمُ مِنْ مَرقَدِهِ قَد يَثِبُ الدَّهاءُ على غَفوتِكَ تَأَمَّلْ نَارَ الحَنينِ والكلماتُ...
يغلق الباب خلفه ، يدلف إلى الشّارع المعتم ، تصفعهُ حبّات المطر ، تخترقُ صدره سهام الرّياح ، يزرّ سترتهِ ، لا وقتَ لديهِ ليحضر المظلّة ، تتضاعفُ نقمته على امرأتهِ، يسارعُ الخطا محاولاً الاحتماءَ بالشّرفاتِ ، الشّارعُ طويلٌ ، وعليهِ أن يسرعَ ، يهرولَ ، يغوصَ في المستنقعاتِ ... لا يعبأ بالوحّل ...
بسم الله الرحمن الرحيم .. إلى حضرة ابن العم الغالي ، " أبو سليم " ، تحيّة عربيّة صادقة ، أبعثها إليكَ من صميمِ القلب ، وأتمنّى أن تصلكَ وأنتَ بألفِ خيرٍ وعافيةٍ ، كما أرجو من الله عزّ وجلّ ، أن يديمكَ على رؤوسنا سنداً لكلّ العشيرة ، فنحن بفضلكَ صرنا من أقوى العشائر في المنطقة . وبعد يا...
هَرَبَتْ منِّي القصيدةُ كنتُ على وَشَكِ أن أكتبَها قالتْ وهي تَنسحبُ مُسرعةً : - أنتَ سَتُثقِلُني بالمَعَاني وَتُبلِّلُني بالدَّمعِ وَسَتُطلي كلماتيَ بالحزنِ وتنثرُ في ساحاتيَ الوجعَ وَتَزرَعُ في أرضيَ السَّرابَ أنا لا أريدُ أنْ أولدَ على أصابعِكَ سأذهبُ إلى صديقٍ لكَ يكتبُني بشكلٍ مخالفٍ...
كان يوماً فظيعاً ، كادت أمي أن تقتل أبي . لأول مرّة في حياتي أراها تثور عليه . أعرفها دائماً تتحمّل قسوته وضربه وثوراته، لكنها فيما يبدو لم تعد تأبه به ، لقد فقدت صوابها ، هجمت عليه عندما دخل علينا ، وضربته على رأسه بعصا غليظة ، وهي تصرخ بجنون : - تزوّجتها ياساقط !!! .. تزوّجت أم " عص"؟!؟! ...
صديقي .. لا أقصدُ الإساءةَ إليكَ في حديثي هذا.. فلن أُحدّثَ الآخرين عن شخصيتك ، بل عن نموذجٍ أنت تمثّلُه ، وإمعاناً منّي بالحرص على عدم التّشهير بك ، فسوف أغيّر اسمكَ ، وسأهدر خمسة عشر سنتيمتراً من طولِكَ ، وأضيفُ إلى نحولِكَ عشرينَ كيلو ، وإلى عمرِك خمسَ سنوات . أعزائي ..أرجوكم ألآ تهتمّوا...
الصَّالةُ .. تضجُّ بالحضورِ امتلأتْ جميعُ المقاعدِ إلّا مقعداً بجواري وعندما رأتني فضّلتْ .. أن تبقى واقفة !! *. * موقف.. كانت تنظر ُ جميعُ مَن مرّوا حيّتهُم زودتّهم بالابتساماتِ بعضُهم صافحَتهُ وأحنت رأسَها للمسرعينَ وعندما اقتربتُ بادلت تحيّتي بظهرِها ! *. * شتاء ...
كان " سامح " يتقدمنا بعدة أمتار ، حين بدأنا ندخل متسللين إلى" مقطع الزَّاغ"، ومنذ أن خطونا إليه ، تسرّبت إلى أجسادنا برودة عفنة ، فشعرنا بالرّاحة والنّشوة ، لأنّ حرارة الجّو في الخارج كانت خانقة . اجتزنا الطّريق الضّيقة المتعرّجة مبتهجينَ ، ولكنّ إحساساً داخلياً بالإنقباضِ والوحشةِ أخذ...
وقفت أمام مرآتها ، أخذت تصفّف شعرها الخرنوبي بعناية . فجأة توقّفت يدها البضّة عن الحركة ، تسمّر المشط السّابح في نعومة الشّعر ، حدّقت ملياً ، قرّبت خصلة الشّعر من عينيها ، أمعنت أكثر ، تفرّست ، حتى تأكّدت من بدءِ غزو المشيب لشعرها ، صُعقت ، تراجعت ، وندّت عنها صرخة ذعرٍ حادّة : - (( لا .. لا ...
لو لم يخفق لكِ قلبي ما كانت الشّمس تنبّهت إليكِ ولا استدلَّت عليكِ أسراب القصائد وما صار لاسمكِ كلّ هذا المعنى ولا الأرضُ أزهرت كلٌ هذا العطر ولظلّ الظّلام مغلقاً على أوصافكِ أنا من أخبرَ النّدى عن خصالكِ ومن نبّهَ الفراشات على نبيذِ ضحكتكِ ومن أشار على القمر الشّقي أن يسهر على حراستكِ وصفتُ...
* بطلُ الغبارِ.. نتوارثُ المستبدَّ إثرَ المستبدِّ وعلى حناجرِنا ينهضُ ويغدقُ من دمِنا على السّماء ما تفيضُ به أقبيّةُ صّمتِنا أرواحُنا مزاريبٌ لانتصاراتِه يعلّقُ الجبال على قاماتِنا يزرعُ المقابر على جدرانِ آهاتِنا والعدمُ هو مرتبةُ شرفٍ لآمالِنا يصبُّ دّماراً في عروقِنا يطوّقُ بصيرتَنا بالعماءِ...

هذا الملف

نصوص
277
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى