ضياء الدسوقي

كانت الشمس تنحدر على جدار الأفق الغربي بسرعة لتعلن انتهاء يوماً شتوي قصير النهار.. في نفس اللحظة مال فيها قطار الدلتا بشدة وكأنه على وشك الانقلاب بسبب منحنى شديد.. تهاوى الرجل الخمسيني النحيف فارع الطول وتبعثر ماتحمله سلته من قراطيس اللب والفول وأصابع العسلية.. هرع إليه الركاب وعلى وجوههم حالة...
النغمات الراقصة المنبعثة من مزماره الصاج يقطع بها صمت الحارات في عز الظهيرة تلبي النداء أقدامنا الحافية التي تثير الغبار مثل قطيع من الأرانب البيضاء الصغيرة خرجت من جحورها في وقت واحد عندما سمعت وقع اقدام صاحبها التي اعتادت أن يجلب لها الطعام. الفرحة مرسومة على ملامحنا والابتسامة العريضة تملأ...
في نفس اللحظة التي هَبت فيها رياح الصيف الساخنة لتصفع وجوه المُحتشدين على مشارف القرية والسكة الزراعية المُتربة..ظهرت مُقدمة الموكب من بعيد…السيارات في مقدمتها البيارق الملونة ..يثير تحركها عاصفة هائلة من الغبار الكثيف..كل هذا لم يمنع العيون المُترقبة المتلهفة لرؤية طلعته من التحديق الطويل...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى