مصطفى نصر

كبر سني يسمح لي بتذكر التماثيل المشهورة في الإسكندرية، فقد عاصرت تمثال الخديو إسماعيل بميدان المنشية، وهو يقف في شموخ قريبا من المارة الذين يسيرون أمامه،وأسعد – الآن – عندما أرى هذا التمثال في الأفلام المصرية القديمة، ففي فيلم لحسين صدقي يسير أمام هذا التمثال في طريقة لسراي الحقانية، فأصيح سعيدا...
يقول شوبنهاور: إن الناقد الجيد أندر من العنقاء التي تظهر كل خمسمائة سنة، وكان شوبنهاور أحد ضحايا النقد. كما أن أعظم المفكرين وأوسعهم أفاقا، أمثال جوتة وفولتير حين أصدروا حكمهم على الانتاج الأدبي والفلسفي لمعاصريهم؛ ارتكبوا أخطاءً شنيعة - تبدو لنا غير مفهومة بحال ولا نجد لها تفسيراً أو تعليلاً -...
يقول صالح جودت في مقالة له بمجلة الزهور (ملحق مجلة الهلال) العدد السادس يونيو/حزيران 1974: من الحكايات المأثورة عن الكاتب الإيرلندي العظيم جورج برنارد شو، إنه كان في أول شبابه ينتج ويرسل نتاجه إلى الصحف، فيرد إليه مع الاعتذار بضيق المجال، أي الرفض. وكان شو لا يمزق ما يرفض من نتاجه، بل يحتفظ...
في التعبيرات الإسرائيلية الشعرية يري اليهود إن الرب قد اتخذ من أمتهم عشيقة له, ثم تزوجها زواجا أبديا؛ حتى إنها إذا خانته ودنست شرف العلاقة بينهما, لم يطلقها – كما يفعل أي مخلوق من البشر – لكنه يكتفي بأن يغضب ثم يرضى, وأن يعاتب ثم يصفح, فهي الأمة الحبيبة المعشوقة المدللة التي تعلم – مقدما – أن...
كتبتُ روايتي "الجهيني " في عام 1976، وقتُها كانت الدعاية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة كرموز بالإسكندرية تدار في شارع راغب باشا القريب جدا من بيتي، فقد كنتُ أسمع الخطب والهتافات وأنا نائم فوق سريري. وتقدم إليها ممدوح سالم - رئيس وزراء مصر - عن الفئات أمام صحفي في جريدة الجمهورية اسمه: جبريل...
مسائل غريبة وعجيبة تحدث في عالم السياسة والرئاسة – منها: • إن الوزارات في عصر الرئيس أنور السادات والرئيس حسني مبارك كانت تعين الدكتور بطرس غالي وزير دولة للشئون الخارجية، وتعين آخر وزيرا للخارجية. ففي وزارة حسني مبارك التي تشكلت يوم الأربعاء 14 أكتوبر 1981 – تم تعيين الدكتور بطرس غالي وزير دولة...
سافرنا في يوم الاثنين الموافق 10 إبريل سنة 2000. أنا وسعيد بكر وعبد الله هاشم وأحمد حميدة إلى القاهرة، وكالعادة ذهبنا في الصباح إلى هيئة الكتاب، ثم دار الهلال، وهيئة قصور الثقافة – وفي المساء ذهبنا إلى نادي القصة بشارع قصر العيني لمناقشة مجموعة سعيد بكر القصصية " شهقة ". وكان المرحوم عبد...
كان أسود الوجه وجسده قوي، طويل وعريض، وشعره أكرت، يضحك كثيرا وبصوت مرتفع يسمعه سكان الحارة وهم داخل بيوتهم، يمازح أصدقائه بصوت مرتفع، يناديهم بأسماء غاية في السخافة يخجلون منها، ويغضبون منه لأنه يناديهم بها. ويخطف الطاقية من فوق رؤوس الباعة الجائلين الذين يدخلون الحارة ويجري بها، وإذا ما جاء...
يسير تولستوي على مهل، لقد أنهكه التعب، فقد بذل مجهودا كبيرا هذه الأيام، يقرأ ويكتب كثيرا، تطارده الأيام بتتابعها، تطالبه بأن يسرع بفعل المزيد. اقترب من بيت أندريا – طبيبه والمقرب إليه – هو من أسرة فقيرة، أحس تولستوى بمواهبه؛ استيعابه السريع للأشياء، وميله لقراءة كتب الأدب؛ فساعده، أعانه حتى...
فتاة طويلة مثل والدها الشيخ حامد الضرير وأمها زكية. كان الشيخ حامد يقرأ على الأموات في عمود السواري، واشترى قطعة أرض أقام عليها كوخا كبيرا من الصفيح الصدئ وعاش فيه، زوجته شرسة، تسب الناس على أقل شيء، انجبت لزوجها أربعة أولاد وابنتين، كانت حليمة أصغر الابنتين. ماتت الفتاة الكبيرة قبل موت أمي...
كل شيء جميل في الإسكندرية، فجوها أفضل جو - ليس على مستوى مصر – وإنما على مستوى العالم كله. ولجمال جوها، فضل أصحاب شركة قناة السويس وكبار إدارتها؛ ترك مدن القناة الثلاثة – بور سعيد والسويس والإسماعيلية- وأداروا شركتهم الكبيرة من الإسكندرية. وفي مسابقة عالمية لاختيار أجمل مدينة في العالم، كانت...
مر الشيخ أمام " ميدان القناصل "،(1) تابع العمال وهم يقطعون الأشجار، ويبعدونها عن وسط الميدان، وتساءل – بينه وبين نفسه - ماذا سيصنعون في هذا المكان؟! كان العمال يحفرون، ورجل يضع غطاءً لرأسه يشبه الخوذة، يشرف على عملهم. وعندما وصل الشيخ للجامع، بدا شاردا معظم الوقت يفكر فيما يفعلونه في...
بكيت وأنا أكتب هذه القصة، وأبكي كلما قرأتها: مصطفى نصر كانتا تجلسان في الطرقة الطويلة الضيقة لبيت جدتي، تمدان ساقيهما وتستندان على الحائط وتغنيان: " شرشر حليمة بان ".وباقي الفتيات يجلسن مثلهن ملتصقات بالحائط، ويرددن عليهما. لا أذكر الآن ما هي المناسبة،ربما قرب موعد زواج خالي. تسكن فوزية فوق...
أستند على عكازه، وضعه تحت إبطه وسار، بضع خطوات ويجد عربته - عربة التين الشوكي - في اليوم كله لا يسير سوى خطوات معدودة. من بيته القريب لعربته، ثم مرة أو مرتين لقضاء حاجته في المقهى المجاور، والعودة إلى بيته في المساء. تأتيه أمينة – زوجته – بطعامه. تجلس بجواره على رصيف الشارع. تضع اللقمة في فمها...
أقترب من درجات السلم العريضة، عدد كبير من الممتحنين يقفون في مدخل العمارة، أحس بالتعب فجلس فوق درجة من درجات السلم، تابعه بعض الواقفين في دهشة؛ فالدرجات متسخة. بحث في الإسكندرية عن عمل دون طائل. أمتحن آخر مرة في شركة استثمارية، أجاب على الأسئلة بنجاح، طلب منه الممتحن أن يكتب على ورقة أمامه؛...

هذا الملف

نصوص
117
آخر تحديث
أعلى