محمد محمود غدية

قالوا : سيجيء القطار بطرائف الأخبار وهدايا الصغار وورود العشق .. وحقائب النهار .. بعد طول إنتظار إكتشفنا .. أن القطار .. لا يتوقف فى بلاد تضيق .. بالكلام والحوار تخلط مابين قرار .. وقرار تستسلم لشهوة الليل البهيم والنعاس والدوار القطار غير المسار لبلاد تزرع الحب .. والأزهار بلاد لا...
الشمس تشرق من شقائق خدها، تستقبل الصباح ببسمة حانية، مهوسان بالبحر مثل طائرين أليفين، فوق صخرة وحيدة عائمة فى بحر مضطرب، لا يشتهى وطن سواها، عيناه واسعتان سوداوان مشرقتان، تمنح الناظر لهما شعور بالسكينة والإطمئنان، روائح البلل والرطوبة تطوق الأماكن والملامح، يحاكيان البحر كل يوم، ويبحران فى...
الشمس تشرق من شقائق خدها، تستقبل الصباح ببسمة حانية، مهوسان بالبحر مثل طائرين أليفين، فوق صخرة وحيدة عائمة فى بحر مضطرب، لا يشتهى وطن سواها، عيناه واسعتان سوداوان مشرقتان، تمنح الناظر لهما شعور بالسكينة والإطمئنان، روائح البلل والرطوبة تطوق الأماكن والملامح، يحاكيان البحر كل يوم، ويبحران فى صخب...
وجه المدير مليء بالغضب الذى لو وزع على الكون كله‏ يكفى ويفيض‏، وهو يطلب منه ملف زميله حسنى لتحويله للشئون القانونية لغيابه المفاجئ‏ دون تقديم إخطار مسبق بالأجازة‏، ماذا يفعل حسنى أمام مرض إبنته ؟‏ هل كان يمكن التنبؤ بالمرض قبل وقوعه ؟ تباطأ فى تقديم ملف زميله‏ حتى تهدأ ثورة المدير‏ الذى ما لبث...
1 فجأة وجدها لا تكلمه وقد غابت إبتسامتها لأول مرة، بعد مرور عشر سنوات على زواجهما، تدفقت كل الصور فى لحظة وكأنها كانت محتجزة خلف قبو أزيل، فاندفعت تياراً لا يتوقف ولا يهدأ، يعشق وجهها الذى فى لون الصباح وعينيها الواسعتين، اللتين تتلألأ فى سوادهما عشرات النجوم، إكتشف سبب غياب إبتسامتها، بالأمس...
كلمات عابثة متسكعة على سطور غير مستقيمة، وسنوات عمر تتساقط سنة تلو أخرى، كأوراق خريف ذابل، بها نكهة الشوق المجروح، وخطى الحنين المرتعشة، وذاكرة هرمة موبوءة بالصدأ تارة، ومثقوبة بأضغاث أحلام تارة أخرى، الحزن ينمو ويكبر ويتمدد كشجر اللبلاب، الذاكرة شاحبة متعبة، لا نرى من خلالها سوى الجزء الأصغر من...
بعد المعاش ووفاة أم أولاده، إكتشف مرارة الغياب والوحدة، فقرر القراءة فى البداية كان يقرأ كل شيء، ومع تنوع القراءة إكتشف سحرا فى الرواية، التى تشده من الغلاف للغلاف، فعشقها ولم يعد يقرأ غيرها، كما وجد براحا متسعا وقتل للوقت، فى نوادى الأدب، كل من حوله إما كتاب أو نقاد فى شتى مجالات الأدب، مابين...
الأقدار فى كثير من الأحيان تعيد ترتيب الأمور دون رغبة منا، لا يغيب عن ذاكرته ذلك اليوم الممطر فى شتاء برد قارس ينخر العظم، الحدائق موحلة بفعل المطر والأشجار عارية من الثمر، والشمس توارت خلف البيوت الرمادية البعيدة، تطارده ملامحها وكلماتها التى تقطر شهدا، تسير بتمهل فى بهو روحه، الحياة دون حب...
جميلة رشيقة الخطى، قوامها بديع خصرها نحيل، شعرها مسافر فى كل الدنيا، كالشموس والأقمار، إختصرت سنوات الجامعة، فى التحصيل والمذاكرة والنجاح، وكان لها ماأرادت بعد أن أسقطت من حساباتها أجمل مافى الحياة الحب، شادى كان حبها الوحيد، رفضت السفر معه بعد أن جاءته منحة من إحدى الجامعات العلمية بالخارج،...
عيناها النجلاوتان، أكثر لمعانا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا من...
كثيراً ما يتعارض الإسم مع الصفة، فهذا جميل يفتقد للجمال، وذاك باسم لا يعرف غير العبوس والتجهم، إلا سعيد فقد تطابق إسمه مع الصفة، منذ زواجه باإمرأة جمعت بين الجمال ورجاحة العقل، وهما نادراً ما يجتمعان، منحته أجنحة قوية ، أعانته على التحليق معها حيث الفردوس، وثمر الليمون والبرتقال ورائحة النعناع،...
لم يتعرف عليه رواد المقهى الجدد، ألقى عليهم السلام لم يردوا التحية كما كانوا يفعلون فى السابق، كانوا يلتفون حوله يحبون حديثه، لم يعد لديه مايرويه بعد أن جفت الينابيع، والحكايات بدت ماسخة إنه على أعتاب الخمسين، ذبحته مقصلة الخصخصة أو المصمصة وألقت به خارج المصلحة فى معاش مبكر، إختفى وجهه النضر...
هذا زمن الدهشة زمن تطوى فيه البسمة .. حيث الوحشة تباع فيه الجيفة .. ولحوم الموتى تلعق فيه الجرذان السكر .. والإنسان المر زمن يتقلص فيه الخير ويسود القبح تبقر فيه بطون النسوة تنعدم الرؤية .. لا تظهر غير العتمة زمن يسقط فيه الإنسان صريع الكلمات صريع الدهشة محمد محمود غدية / مصر
يركب الباص يوميا، أو علبة السردين كما يسميه، لاتراه وسط الزحام، إلا وهو مدفوعا مسحوقا مضغوطا لا يستطيع التنفس، حتى نزوله للمصلحة التى يعمل بها، أناقته ضاعت فى الزحام، لمعة الحذاء إنطفئت، بذلته الوحيدة إتكرمشت، يمسح حذائه فى رجل البنطلون أثناء صعوده سلم المصلحة، الأسانسير للمدير وكبار الزوار فقط،...
ساحرة العينين وعطر الياسمين وروضة الشعر .. والحنين علمنى حبك .. كيف أصوغ الكلمات... من عقيق اللؤلؤ والمرجان كيف أتوج مملكة الشعر .. والبيان وأطرز عقدا .. من زهر النرجس والريحان ......... حزمت حقائب الأشواق .. وجواز السفر ودفاتر الشعر .. والنهار ؟ زلزلنى الوجد وتساقطت دمعاتى كالمطر وغادرنى...

هذا الملف

نصوص
428
آخر تحديث
أعلى