فوزية العلوي

طالعا من عمق تاريخ لا يرحم حاملا باليمنى فسيلا وباليسرى ماء لتعميد النجوم موغلا في الخبب الصحراوي العتيق ومهدهدا نساء النهر بالمواويل العسجدية صاعدا في قرار الصخر تخط في غفلة من الوقت ما يلزم من الترانيم لاهازيج الاطفال وهم ينسلون من جذر القرنفل طوطم انت ام قفل نسيه الكاهن مغتوحا فنشرت الغواية...
كل شيءٍ كان مدهشا كضوء الفجر وسريعا كضحكة في حلم العين التي فاض بهاؤها كانت ترتل في غفلة من المسافة ترانيمها النايات التي تصدح كانت تردد ما استعجم عن البلابل من اناشيد ... الاطفال الذين كانوا يقفزون من بين اناملنا استحالوا تكات مسبحات ونقر اقلام من القصب فوق لوح خططنا فيه ذات ميلاد نون والقلم...
وحيدا كصفصاف ليل وحبل غسيل على شرفة نائيه يجالسني كلّما سقطت نجمة في العراء ويقرئني شعر لوركا… يشاركني ملحه وبعض دخان يهرّبه المارقون من المغرب العربيّ… وكان إذا حزنت لغتي يشاطرني دمعة لا تسيلٌ ولكنّها تحطّ على رمشه مثل ظلّ خطافْ وكان يخافٌ من المخبرين إذا وقفوا في الزّقاق القريب، يسمّيهمُ...
سأعلمك كيف تشكو دون خجل وكيف تطرق الباب الخاطئ دون ان تتردد في الاعتذار سأعلمك كيف من مساحة كف تزرع حقلا ومن جلد ثور كيف تنشئ مملكة سأعلمك كيف تصنع الفلك بانتظار طوفان قد لا يأتي إلا في حلمك وترتق جلباب الترقب بخيط الصبر ليسوا تقاة أولئك حتى تخجل من عريك وليسوا خطباء حتى تبلع جملة الشوق التي رمت...
تنام الغزالة في عينيك ويركض مهر في سهوب قلبك تنثال شلالات من الذكرى في تجاويف روحك فينفعم النهر هناك عند الشباك حيث ترقد جدتك النخلة وحيث تمشط مريم بمشط العود ظفيرتها وتربطها من اسفلها بخيط الصوف الاخضر لم تزل طفلا ولم ازل نجمة ضالة حدثني اذن عن موسم التوت وعن ارتطام روحينا عند الجذع وعن هذا...
لا شىء غير الانتظار ولا تبريح للريح التي عبرت كل شيء هنا يغفو كما تغفو المساءات المؤجّلة الحزينه سكك الحديد التي نسيت هدير العابرين الشرفة البيضاء التي نسيت نوافذها تبر المواعيد المشرئبة قطط الحواري التي اغبرّت خطاويها البائع الذي لم يفقه تبادل السلطات الشعارات الت ي كتبتها أحلام الجياع ولم...
هم اسلموه لليل وانا أعد نهاره هم يزرعون في صدره العوسج وانا اغري الزنابق بكفيه هم يدعون الأرض كي تعاديه وانا أسر للوطن أن لا يختط رمسه خارج قلبه رجل في قلبه صفصافة وامراتان وعند قدميه يتوالد الرمان وشجر الحناء والسرو الذي ظله كالسيف أبوابه مشرعة لقرى الطير واليعاسيب وبيته من طين لذلك تشم المطر...
اكلنا الذئب سويا تلك هي الرؤيا رغم أني انتظرتك على مقربة من الجب وملات الدلو أقمارا كي اسقيك لجة الضوء اكلنا الذئب سويا ولم يبق من قمصاننا مزقة كيما يستعيد الفجر بصره ويلقانا بالخضر الباسقات ونعجن للطير خبزا وللنمل ونسقي العطاش الجياع لم نكن سوى راعيين حزينين وعاشقين فقيرين ولا خراف لنا كي يطمع...
أنا لا أحبّ البحر هي مسألة مزاج! أو فلنقل هو إرثنا الأبوي جيناتنا التي كبرت على الظّمإ الخرافي العريق صحراؤنا الكبرى التي صمدت وعول البر وقد كلفت بعبير غزلان المساء أو فلنقل هي زرقة الماء التي دفعت جنود البحر كي يأتوا إلينا ويوغلوا في رملنا الملحيّ ويسرفوا في رعي أنجمنا أنا لا أحبّ الموج ولا صخب...
أمستغرب أن تنام وأغفو وأن استظل بعذب رباك ولكنك تستهين وتجفو وتبحر في مركب من أمان وأمسي أنا فوق موجك اطفو وتسلك بي بددا من سراب ولكنني أستلذ وأقفو امستغرب ان تكون عصيا ولكنني أبدا لست أجفو أمستغرب أن يحط الكلام علي حافة العمر قفزا كما الطير فوق وريف الغصون ومستغرب أن تعود الطيور كلغو الكلام...
قال الجلاد تمنّ سوف لن يكون لك فجر بعدا هذا ولن تكون لك زقزقات على نافذتك اعني قضبانك. لن يدق عليك أحد بعد الآن ولست محتاجا لجدار لتكتب لها احبك او ترسم قلبا فيه حرية لن تكتب في الهزيع الاخير من الحزن ضميني الى شغافك يا امي اني مقرور ولن تدق على زميلك في القبر المجاور ليبعث لك مع الجلاد...
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة ومن رتق جوارب العصافير والنسور المتغطرسة ومن تذوق وجبات الملح الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى ومن فراغ قاموس الحب الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر والغارسات شجرا من الزيتون في حقول الاحلام المسجلات في دفاتر اليأس لأنهن بتن...
يارب اعطني وطنا جميلا وطنا جميلا بلا فتن وطنا بشرفات علي السما وأرض تسع الجميع يارب اجعل حبقنا اكثر خضرة وتفاحنا علي قدر الفقراء وسمكنا لايذهب في البحر سربا يارب اجعل صوامعنا اكثر بياضا وبناتنا بجدائل أطول وعيون مثل بحيرات الليل اللهم اجعل عماتنا يسبحن باصابعهن كما عرفتهن دائماً وينتظرن هلال...
بعض ما في الشمس لي ولا مطر الا أن نكون من الأشجار تفاحا ولا سحب إلا أن نكون الرعد ولا مواسم إلا ان تدور نوارجنا برق السلالات هنا والغيم الذي خط السهول على الصخور فأولدها صهب البيادر وحثيث أسراب القطا الفت مرابعنا فتناثرت مثل الدنانير على ساحاتنا كي تأكل القمّيح والزعرور وتبيض في طاقات أسقفنا كي...
لسنا ندري من من العرب الأوائل أطلق تسمية بيت على هذا الوحدة اللغوية والتي بالتئام عدد منها تتكوّن القصيدة؟ إن التسمية كشفت ترسيما مجازيا للواقع العربي البدوي آنذاك والذي يكشف عن شعور متجدد بالتلاشي والغياب ، إن مطلق التسمية المترحّل بالضرورة والذي يعيش حالة لا واعية من اللااستقرار والشعور بخطر...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى