فوزية العلوي

آخر العمر يشبه ذكري شاي بكوب تكسر من زجاج نظل نقول يا.... لو وضعناه هنا او هنا علي حافة الحوض عوضا عن الكرسي الحديدي كان سيثبت الكأس الزجاجي طويلا كنا سننعم اكثر بالرحيق وبلذعة الجمر المعتقة في أريج النعنع البري كنا سنشربه علي مهل كما تنمو قرنفلة بأصيص وحدتنا الحزينه كنا سنذكر لون عينين مكابرتين...
قليل من الاخضرار واصبح شجره وقليل من الزقزقات وتأوي الطيور اليً قليل من الغيم ويسمونني ديمة وشيي من الريح وازف اليً الغاب عنبية الروح أنا وليلكية الأطراف أعرج أعرج في النشر وتناديني عطور وحدي اعرفها اتخضب بها كي لا تفقد العناصر ألوانها قليل من الرنين وتعشقني القواقع في المحيطات النائية وتتسارع...
اكلنا الذئب سويا تلك هي الرؤيا رغم أني انتظرتك على مقربة من الجب وملات الدلو أقمارا كي اسقيك لجة الضوء اكلنا الذئب سويا ولم يبق من قمصاننا مزقة كيما يستعيد الفجر بصره ويلقانا بالخضر الباسقات ونعجن للطير خبزا وللنمل ونسقي العطاش الجياع لم نكن سوى راعيين حزينين وعاشقين فقيرين ولا خراف لنا كي يطمع...
يرى وليس يراني ويغفلني ويسأل عنه زماني واستقطر الضوء علي يفاجئني إن غفوت مكاني وأصغي إلى نبض خطوه ولا همس مني كأني انا قد عقدت لساني .يحل بثلج كوردة مرج وينفحني باريج الأماني ويأتي مساء كخفقة ماء فيخبرني عن تفاصيله اقحواني ، حزينا كبيت نأى عنه احبابه ولكنه إن خطا قمر وصوت تبدد في أرغن ومثاني...
طرقٌ تسافر بي إليك ْ وبعيدة صحراء جنّتك وناركْ لم تأتني برُدٌ كيما تطرّز في هجير الرّمل أغنيةً وتبين أسباب الصّعود إلى قراركْ لم تلتمعْ عند انتحاب اللّيل أفلاكُ المجرّة بيننا لم ينكسرْ عند انشطار القلب نجم ُفي مداركْ لم ينطلقْ في روعة الإسراء موّال المغنّي يا حادي الحرف المسافر دون ماءْ هلاّ...
نحتاج عذابا عاطفيا لكي نشعر باتساع المدينة وبحيرة الخطاطيف عند المساء وهي تعود إلى شجرة التوت و برقص النادل وهو يعد الفنانجين الحالمة على منصات الخيزران وبرعشة الجسر وهو يستقبل عاشقين متمردين على سلطة الاتيقا . نحتاج عذابا عاطفيا لكي نعود شغوفين إلى المعلقات باحثين عن البيت الذي أبكى امرى القيس...
من ياترى يذكر معي احتاج ذاكرة كالمرآة أحتاج قلبا في خفة الريش ولغة بها عطر خزانتنا القديم احتاج عينا كالخطاف ويدا كالمروحة وقدمين حافيتين على اسفلتنا المشقق من يا ترى يذكر معي؟ من انا بلا ذاكرة تشاركني كل ذاك الزقاق تلك النوافذ الضيقة الزرقاء لكنها تكفي لتعبر من...
وماذا فاعل انت بي يا ليل؟ وقد انتقيت لنفسك اجمل النجمات وتركت لي هذا النثار ما صلتي بالغيم حتي تجلل أحلامي به وماذا سأفعل بكل هذا الوقت بلا هذر من صاحبي ولا حديث يرميه لي كزبرجد من كوكب دري ماحاجتي للريح وقد مضى سربا ويداه نرجستان نائمتان في حبره البني ماذا ستسمعني يا ليل وحبيب روحي قد تغمده...
لم يكن ثوبي يسعني لذلك لبست النهر المؤدي إلى بيتكم تكورت ليلبسني الزّبد همست سمكة أن لا ملح في بيتكم فتمنيت لو كنت بحرا الرمل الذي علق باجفاني صار على سبيل المثال خرزا أعد به الحدّ الفاصل بين قلبينا ولأن المسافة شاهقة طفقت أنفض الرمل بما اوتيت من صلف لعلّني أصل قبل السمكة يبدو ان الملح الذي...
إلى ارواح شهداء ساحة الطيران ببغداد احترقت عيني وانا اتصورك تعبر ساحة الطيران... رأيت يماما محلقا ونوارس وأمنيات كنت احدّق في قدميك المسرعتين ويديك اللتين تصور مراويح في الهواء المسافة كانت تختزلك وانا لا ينصفني المكان المقهى الذي تنتظرنا كراسيه يتردد فيه صوت أجش مغمس برذاذ دجلة مالي شغل...
فوزية العلوي مبدعة تونسية متميزة استطاعت أن تلفت إليها أقلام النقاد و انتباه القراء منذ سنوات بقصّصها المختلفة و قصائدها الجميلة التي نحتتها من غصن مورق خفي ,وأكّد لي أكثر من ناقد مهم في تونس أنها تجيد الرقص على الحبلين الاجناسيين بنفس الرشاقة ,وهذا ما لا نجد عند كثير من المبدعين الذين يحاولون...
الفقراء لا يحسنون نسج الكلمات ولا ينقعونها أبدا في ماء الذهب لكنهم اذا نطقوا انفتحت شبابيك القلب وهبّت من الروح رخاء الفقراء لا يفكرون كثيرا في الغد ولا يكنزون غير الذكريات البسيطة أمّ اشتاقت أن تحج لكنها ماتت أب حلم بتغيير الباب والشباك لكنهم غسّلوه فوق الباب القديم عمة تتقن عجن الخبز حتى تخال...
بي فزع من الصيف ومن العابرين ... من الرجال الذين لا أسماء لهم ومن النساء إذ يحملن حقائب القش ولا يكتبن شعرا في شجر التوت ولا يبكين من شجن المساء بي فزع من الخيول التي لا اعرفها ولا أجراس لها كي تدل على أبي وهو يعود من حقل الذرة معفرا بالطين وبشهوة امرأة تركت ضياءها عند النهر بي فرق من مساء بلا...
كل صباح أحاول أن أكون جديدة كي أدق عنق الضجر أصب القهوة في الفنجان الأزرق عوضا عن الرمادي واضع الطبق الذي في شكل بجعة أقطف غصنا من الليمونة حتى اطرد أخبار البارحة واغضي عن الكتب الكثيرة التي فوق راسي اهش لمرأى الفراشة البرتقالية ذات العينين السوداوين والنقاط الفضية أين غابت كل هذه السنوات هي...
لم أكن أعلم بوجود شاعرة كبيرة و متميزة و هامة لها حضور خاص و متميز في المشهد الشعري التونسي و العربي ، و إني لآسي حقا لأنني لم أتمكن من معرفتها أو التعرف على تجربتها الشعرية منذ سنوات ، و سأبقى ممتنا لليوم الذي عرفتها ، حيث أهدتني إسمها إنها الشاعرة فوزية محمود العلوي . من خلال قراءتي لأوراق...

هذا الملف

نصوص
330
آخر تحديث
أعلى