محمد فائد البكري

من يقبض على اللحظة التي أكون فيها أنا سأمنحه اللحظة التي أكون فيها هو لستُ زمن نفسي ولا التوقيت المناسب للأنا أنا الوقت الضائع دائما أن فارق التوقيت بين حلمين حاولتُ كثيرا أن أنسى لماذا ولدت حتى أستطيع أن أمنح ظلي وهم الحياة حاولتُ كثيرا أن أنسى لماذا ولدتُ بلا أجنحة حتى لا أعلق بالأسلاك الشائكة...
يا إله الذين! يا إله الذين نحبهم كل يوم ليس هناك ما نخاف عليه قد خسرنا كل شيء وصرنا أحرارا تماما. صرنا بلا أي استثناءات نعيش وبلا أي إرشادات نموت. يا إله كل يوم قل لإله كل لحظةٍ نحن بخير كما نقول بقوة العادة حينا وبقوة الأمل أحيانا لكننا في كل وقت نعرف ألا شيء سيقدِّر خوفنا عليه. حتى الذين نحبهم...
بعيدا عن حنيني وانشغالك أنا مازلت في المعنى، هنالك! هنالك، حيث مات الوقت سهوا ولحظاتي تحنُّ إلى اتصالك أحدثك، وليس، وراء قلبي سوى زمنٍ تعثر بالمهالك يدي بيضاء من كل احتمالٍ فلا حلمٌ يجيء على مثالك! زمان الوصل أين زمان قلبي وهل مازال لي وقعٌ ببالك وراء سحابةٍ في الأفق تبكي هنا طفلٌ تمرّغ في...
أولئك الذين يمرون ولا يتركون لنا ما يكفي من البلادة لنشتري الصبر والسلوان. أولئك التراجيديون أولئك الذين يتربصون بكل محاولة للنسيان أولئك الذين يقتحمون ردهات لأغاني ويضبطون الأثير على ذبذباتهم ويلعبون أدوار الموت في كل الأفلام. أولئك الذين يقطعون الكهرباء عن كل لحظة صمت. أولئك الذين يتسلقون...
لاشيء هنا مازلتُ هناك حيث نفتني أمي من جسدها وتركتني وحيدا في مواجهة كل هذا الهباء مازلت هناك حيث أبحث عن وطنٍ في كل هذا العالم مازلتُ هناك لم تكن تسعة أشهر كافية لأتدرب على شيءٍ آهٍ يا أمي ما أقسى حبك! مازلتُ هناك أحاول ألا أقترب من امرأةٍ كيلا أتذكر تلك الليلة التي طردتني أمي أموت في جسدي منذ...
قولي وداعا يا جهات! زمني وحيدٌ يا أبي، زمني يموتُ أمام ذاكرتي ويحفر قبرَه في الصمت في أقصى المسافة بين طفلٍ كنتُه يوما وكهلاً صار ذاكرة الجراح. قلبي يموتُ أمام ذاكرتي يموتُ أمام ظلي، والسماء كفيفة خلف التلال ودمعتي تمضى إلى أقصى السكوت ذهبتُ خلف الوقت أو ذهب الذين أحبهم فهاجت الأشباح تملأ فارق...
بالأمس كان ظلي وحيدا اليوم ألتقيتُ به واخذنا صورنا جماعية. وقررت نشرها على الفيس بوك لتثبيت حالة اللقاء التي لاتتكرر الإخوة الفيسبوكيون المحترمون لا تضغطوا على زر الألم في الصورة لا أحب وجع اللايكات كل شيء أحببته صار أيقونة يأس!
كل هذا الذي صرتُ لم يكن لولا الزمن الزمن فعل كل هذا وتركني أشكو وجع المسافة بيني وبينك الزمن عدوي الوحيد أما الوهم فيمكن أن أنجو منه بوهمٍ آخر أو أموت وأتركه خارج قبري يبحث له عن أنا ينفخ فيها، أو أنثى تعجل بموته. غيابك ليس عدوي دائما وحده الزمن عدوي اللدود يسكن في جسدي ولا يعرف كيف ينسى حبك...
كل الموتى في العادة يتركون أحزانهم تركةً لذويهم إلا الرجل الذي استعار اسما أكبر من مقاس اللاشيء فقد أخذ معه من الهباء ما يكفي لتسعة أجيال من الموتى وكتب على شاهد قبره خمسة ألقاب قديمة كلها غير صالحة للانتخابات القادمة.
كما تتكدس أحلام السمكة في علبة سردين يتكدس حبك في جسدي ويقتل مسافة الحلم كلنا يشكو من وجع المسافات الليل وهو يبحث عن حدود والهواء وهو يفتش عن جدران ليسند تعبه والضوء وهو يبحث عن سطحٍ يُغيّر اتجاهه إلى ما بعد نفسه. الصدى وهو يخاف من التردد الحب وهو يتأمل في قعر المعنى العطر وهو يسعى لنهايةٍ سعيدة...
في عدسة الكاميرا زمنٌ يسخر من زمن الساعات. زمنٌ سيظل يحبك رغم أنف الإطار كل عامٍ أخسر عاما جديدا من عمري القديم ومع ذلك أبتسم للكاميرا نكاية بالسنوات القادمة أبتسم للكاميرا وهي تلتقط صورةً تشبه قلبي تماما مع فارق ابتسامة احتياطية لا أريد من الصور أن تحنط جسدي ولا أن تمنح العدم هويةً ملونة. يوما...
بهدوءٍ صار رجلا آخر صار رجلا إلى ما لانهاية لن يخاف بعد الآن من نقصان الذات لن يعبأ بتآكل ظله لن ينزعج من الوشايات أو ارتفاع الأسعار ولن يضطر للتصفيق لأي أحد ابتسامته ستظل نظيفة وأنيقة لن يشكو من نقصان رجولته أو عطب الأحلام ولن ينظر إلى الخلف ليسمي تلك الخيبات ذكريات أو أيام الصبا رعاها الله...
أحمل اسمي منذ ثلاثين عاما ولا أعرف كيف أضعه. تعبت له، قبل أن أتعب لنفسي. كثيرون أكون أحدهم أحيانا لا يعرفون اسمي، وليس لديهم قدرة الإحالة على ظلي، أبدو أمامهم معنىًً ما. زمنا يمشي، أو فكرة قديمة عن الشيء لكنهم بمجرد أن يعرفوا اسمي يبدأون في إلقاء شِباك الخيال ويبدأ الموت في تتبع جسدي! لو لم أكن...
وراءك ما لا أخاف عليك سيختبىء الوقت في اسمي قليلا ويخرج من جثتي لنكون معاً أو نكون بعيدين عن غربة الوقت فينا وراءك كل الهدوء النهائي كل المدى وراءك لاشيء بعدك لاشيء أصبحتِ كلَّ الذي لا تخافين كل الحياد مع المستحيل وأصبحتُ كلَّ حيادٍ كفيفٍ وحزنٍ فسيح. غبارٌ ووقتٌ وأشلاءُ معنى وصوتٌ يجيء من...
هذا الحلم بلا تأمينٍ صحي الكون بركة آسنة جثثٌ طافيةٌ نحن نغرق في مستنقع اللاشيء. الشاشات تغرق في دماء المغلوبين على أمرهم أخاف يا الله من نفسي! أخاف من الطلقات الطائشة في أفلام الأكشن أخاف من الراية التي ترفرف وحيدة على حافة المرفأ. أخاف من أصدقاء الله وأنصاره. أخاف من فلاسفة الخرابة أخاف من...

هذا الملف

نصوص
129
آخر تحديث
أعلى