أحمد بنميمون

بعد باب المحروق أمضي مباشرة إلى «حومة الشوك « التي تبدأ طرقاتها صعداً نحو أعالي ليس كمثلها في نكران الذات إلا سهوبٌ لم يعرفها إنسان أبعد الجهات عن بلادي، ورغم ذلك فإن في أرض الشوك من سوف يذكرها ، إذا رياح ما ألقته هنا أو هناك ، بعيداً عنها ، وقد يبكيها كما يبكي كل نازح بلده. أتكون لللاجئ الهارب...
لا شيء يرضيني، وإن جاءت إليّ بمشرق الضحكات من لم يرضها قتلي، وكانت كل آمالي ، إلى أن عادني منها الذي ضجَّت به الأفواه من أضواء ما لمسته خائنة العيون من اندلاعي عاريا في الضوء أدفع عزمَتي مستشهداً ما ضاءت بغير جراحه رؤيا الذي يمتد من ماضيَّ أنشره فينشرني على الآفاق ... لكني سمعت نداءها بَيْنا...
أمشي على نور الليلُ أرهصَ بانهمارِ الشعْرِ مشبوباً كما رَجْعُ البدايةِ رجَّ أعماقي هتاف بامتداد الحبِّ ضوءاً أشعل الآهاتِ هدأتُها استراحةُ مَنْ يعيشُ الحُلْمَ آمالَ انتظار هلالِ إرواءٍ متى هاج العطاشْ، إن شبَّتِ النيرانُ في النظَراتِ والأرحامِ : ـ يا حُبِّي! نداءٌ ماد َ بي، وأهاج في عينيَّ...
كل مرة أغادر محل سكناي بين الفينة والأخرى، لا أحس شيئاً يضايقنني مثل عيني هذا الرقيب ألذي أحس كأنه يكمن لي عند هذه العطفة التي اختار من ببيتي في لحظة ضاحكة بألمٍ أن يخيرني بين أن نسميها عطفة «جلاس ـ كو» أو منعطف « مسكين ياهو» ، فهو يترصد خرجاتي ودخلاتي جميعاً، هذا الشيخ صاحب هذا الدكان، لاختياره...
قمت صباح أمس، بزيارة خاطفة إلى تلك المدينة الشاطئية الخانعة بعد شهور من مغادرتها، وبها كنتُ تابعتً دروسي الثانوية قبل أكثر من نصف قرن، ثم عدت إلى الإقامة بها في السنوات الأربع الماضية ، لكن حدث بعد ذلك ما حملني على اللجوء إلى السكن في مدينة مجاورة. وبمجرد وصولي إلى المصلحة الإدارية التي قصدتها...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى