ميمون حِرش

الشيخ أحمد انحسرت طرته، وكشفت عن رأس أملس، يخفيها بقُب جلباب لم يعرف لباساً غيره، وكل ما فيه يوحي بأن الهرم أخذ منه مأخذاً، من بعيد يبدو مثل أطلال بيته الذي لم يقو على الصمود أمام صفعات الزمن من برد، ومطر، وشمس حارقة، صحيح ترك الزمن أثره عبر تجاعيد غزت وجهه، لكنه مع ذلك بداخله جذوة تحدٍ لم يفلح...
الاسم رضوان بن شيكار، الشاعر المغربي الأثير. سيقربنا، هذا الحوار، من رضوان، الشاعر الولهان، ونكتشف ما في داخله من "ريف" أصيل يخزنه في ذاته، معبراً لنا، وله عن كينونة يترسب في عمقها قدرٌ غير يسير من الوهج "الرومانسي"، والحب "القيسي" لأرضه، وبلدته المنسيّة الناظور حيث تترعرع، كيف أراد أن يكون،...
أيها المنتظرون، أنا مثلكم.. أنتظر كما تنتظرون، و في انتظار الشمس، أنضج في أتون الدروب. خذوا الحكمة عني، الانتظار صابون القلوب.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنه شعاره، يؤمن به، وليس في الوجود ما يرضيه أكثر من ممارسة لعبة الانتظار، يسميها لعبة، ويرتاح...
"الغابة النروجية" هي الرائعة الرابعة التي أقرأها لـ "هاروكي موراكامي" بعد "كافكا على الشاطئ"، و"سبوتنيك الحبيبة"، و "رقص، رقص، رقص"، انتهيتُ منها مستمتعاً للغاية، والخاطر الذي انتابني، مباشرة بعد الفروغ من الرواية، هو الاستعانة بيوتيوب، للاستماع لمعزوفة الخنافس les Beatls... هزتني المقطوعة،...
"ك"، عادة، لا ينسى موعده، يضرب في أرض مدينته،كل مساء، مشياً على الأقدام، يعشق رياضة المشي؛ آخرون (المشكلة دائما هم الآخرون) لا تهمهم هذه الرياضة أو غيرها لا صباحاً ولا مساءً ، لهم رياضتهم المفضلة التي لا يعرقون بسببها أبداً، لا يبذلون أي حراك، محنطون في مكاتبهم، يمارسون صمت المدن المهجورة في...
يجلس وحيدًا، شاردًا، له في هواها شهود أربعة، منها وردة حمراء فوق طاولته،يُقلِّبُها بعصبية بين يديه، وهو ينتظر فتاته! يتأمل علبة سجائر مالبورو، دخَّن منها- حتى الآن- ستًّا. السيجارة السابعة يضعها في فمه، ويمج منها نفسًا عميقًا، بدأ يقلق.. لقد تأخرتْ كثيرًا (يهمس لنفسه). اِنتظر أكثر من ساعة...
كؤوس عـــربية البراد متوج كأمير هندي وسط كؤوس البلار.. الجدة محاطة ببناتها السبع تصب الشاي.. الكأس الأولى، المذاق حلو، الثانيـــــــة، مُـــــر، الثالثــــــة، بدون سكر..، والرابعة، و... ، ... البنات بصوت واحد: " يا للعجب!.. كؤوسنا من بطن واحد.. و شاينا مختلف ".. وتحكي لهن الجدة...
أسمع صوت المؤذن يعلن قرب صلاة المغرب، أقترب من مسجد الحاج مصطفى، أتحسس طريقي، ولا أكاد أجد مجالا للمرور.. الباعة المتجولون انتشروا في كل مكان، كل واحد منهم أخذ موقعه، عارضاً بضاعته..وأمام المسجد تختلط الأصوات بين ذاكر يروم تجارة مع الله وبين أصوات تشبه النهيق تُجَمِّل البضاعة لحمل المشتري على...
بأرهاج مات أحمد وحيد في غرفته، يشبك يديه إلى الخلف؛ كما يفعل "كولومبو" حين تحيّره جريمة بوليسية. وبذهول يرنو إلى أفقِ في داخله، متذكراً، عبر ومضات سريعة، حياة أخيه الكبير ("الأب الصغير" كما يحب أن يسميه).. مضى على موته الآن عامان. نخره مرض السرطان كما السوسة. أصابه في مقتل، ومات متأثراً به...
محمد مختاري روائي شاب (23 ربيعاً)، وباحث مجتهد، وناقد قادم بقوة، مُلتهم للكتب بشكل عجيب على اختلاف أنواعها، كشحرور يغرد بها، ومعها... ينحدر من تربة "محمد شكري" الذي يفخر به، لأن "بني شيكر"، أرضه، أنجبت كاتباً عالمياً مثله، ومن سيرة "الخبز الحافي" استلهم أحداث روايته الأولى. وبلغة "الكبار" كتبها...
"ربما غدا" أشبه بمسدس كاتم الصوت تضغط فيه الأديبة السعودية شيمة الشمري على الزناد، فتخرج طلقات ليست من نار، بل من كلمات، كل واحدة بحجم رصاصة، لا تردي الآخر/ القارئ قتيلا، بل تسعفه على ولوج عوالم شتى مانحة إياه الحياة عبر غرس نبتة المتعة، معها المعرفة طبعاً، للعيش ضمن كوكتيل من الروعة، والدهشة...
"جوق العميين" فيلم مغربي لمؤلفه ومخرجه محمد مفتكـر، من إنتاج"شامة فيلم"، و"أفالونش إنتاج"،شارك في بطولته نخبةٌ من ألمع نجوم السينما المغربية: محمد بسطاوي،( يرحمه الله)،ويونس مكري،وماجدولين ادريسي،وإلياس جيهاني ( الطفل ميمو) بيدرا،و منى فتو،وفهد بن شمسي،ومحمد اللوز(يرحمه الله)،وسليمة بن...
"أُوشْت أ ربي أُوشتْ"؟ كررت "ريف" العبارة بهمس مرة، وبجهر مرات حين عجزت عن فهم حقيقة الذي حصل لبلدتها الصغيرة التي حولتها الأمطار إلى مجرد دمار، وإلى مدينة غارقة في الوحل والماء، الأشغال التي راكمتها في الأشهر الأخيرة، وبسرعة فائقة، لم تكن سوى نَقْط عروس ليس إلا، استفاقت، بعدها، فإذا دنياها...
خرجت " س" من حمامها دافئة، منتشية، إنها، الليلة، مدعوة لحفل زفاف ابنة عمتها، ستكون ضيفة شرف، بل وصيفة لعروس عزيزة، في حفل مخملي أسطوري.. الحمام الخطوة الأولى للاستعداد، تلته رياضة تمطيط تجاعيد الوجه، ولتبدو في أحسن صورة فتحت دولاب مساحيق، وجلست على كرسي صغير قبالة مرآة ما كذبت يوماً على أحد...
لا أحد يماري، اليوم ، بأن إنسان الألفية الثالثة غدا حيواناً تلفزيونياً بامتياز، وعلى هذا الأساس فإن مقولة " الإنسان ابن وسائل إعلامه" تصح على غرار المقولة المشهورة" الإنسان ابن بيئته" ، التلفزة غدت أمه الثانية بالتبني أرضعته من حليبها وبالألوان ليشب على الطوق، ثم ليهيم بها حباَ وعشقاً متى كبر...

هذا الملف

نصوص
47
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى