أحسن القصص... (مختارات ولطائف من القصة القصيرة العربية لجيل الرواد)

(قصة شابين وفتاة: أحدهما أراد أبوه أن يزوجه منها، لتكون أمها زوجاً له، وأحبت هي الأخر وأحبها، وأرادت أن تزف إليه عروساً، فدبرت معه مكيدة تم لهما بها ما أراد). لم يكن الحزن يعرف سبيله إلى قلب هذه آلام، ولم تكن هي الأخرى تقدر أنه سيعرف سبيله إلى قلبها في يوم من الأيام. ولكن المقادير لا تجرى كما...
كانت الساعة الرابعة مساء. . . حين نزل موزع البريد عن دراجته. . أمام ذلك المبنى الهائل القابع بميدان سليمان باشا. . . ودلف من باب العمارة الضخم. . . ثم ألفى نفسه بالطابق الثالث يضغط على جرس الشقة رقم 4. . . وناوله الخادم رسالة رجا منه أن يؤديها لسيده. . وفضها الدكتور وطفق يلتهم سطورها في لهفة...
فى صحوات النفس أنسى كل شئ عنها ولا يبقى لى منها إلا ما يبقى للمغتسل فى بحر ضاحك من أمل تهب عليه زوابع الحياة فتذويه حتى قطرات الذكرى تفر وتشرد، وحين تأخذنى تلك النوبة التى تعتاد أصحاب الفن، تطيف بى حواشى الذكرى، وما آلمها وتهبط على من مناحى عقلى شوائب سوداء تحيل النفس إلى فن خالص لا غش فيه ولا...
وتوقف أنين الرحى برهة، وأخذت فطومة تمسح يدها الندية بثوبها الأزرق الراهل ، وتطلق نظراتها الساهمة في عطاف الليل الحادب فوق الخرائب . كان القمر الأسود يرمق الدنيا بعين جامدة ، ويلقي ظلاله الخاملة على الأرض السكرى بأبخرة الصيف .. والهواء الراكد يتململ أحيانا ً ، فيفوح في القفر أريج القيصوم ،...
وأخيراً تحققت أُمنيتي بالسكنى في ضاحية (مصر الجديدة). كنت قد زرتها مرة وأُعجبت بأبنيتها المتشابهة الطراز والألوان، وسحرت بشوارعها النظيفة الهادئة. وتلك صفات لا تتوفر في (باب اللوق) الذي أقطن فيه. قصدت إلى (مكتب السماسرة) وعرضت على الموظف المختص شروطي. نقر الموظف على المنضدة متأملاً، ودس قلم...
مت و ما تزال حيا أنت والريح التي تبكي تهز البيت في المساء حرمتني من نعمة الضياء علمتني ثقل غياب الكلمات وعذاب الصمت والبكاء.. الشارع الميت غطى وجهه الصقيع والأبواب أغلقت إلى الأبد ثلاثة منها أطل في غد عليك مقبلا يديك لزوم بيتي وعماي واشتعال الروح في الجسد عبد الوهاب البياتي محنة أبي العلاء …أخذ...
ترحيب ابتسامة وشبه انحناء، بخطو هادئ تتقدم، بدوره يتقدم النادل أمامها مجانباً يكرر حركاته وابتساماته: مرحبا للا مرحبا، تفضلي... بخطو هادئ تتقدم، ملقية نظرات جانبية في غير اكتراث إلى طاولات الزبائن، ،مطعم رومانسي جميل بألوان وظلال خافتة مريحة، منعرجات صغيرة مصطنعة، موسيقى رخية عذبة بلا مصدر ولا...
(كيف السبيل إلى البقاء على العهد، وهو على قيد الحياة، وحبيبته رهينة القبور؟ لا يجب أن يلحق بها، أن يموت لكي يتم اللقاء الذي لا فراق بعده؟ نعم يجب أن يلحق بها. فهناك السعادة الأبدية إنه طاهر نقي، وهي طاهرة نقية، إنها تنتظره وتدعوه إليها) إيفان تورجنيف مالي أراك يا وحيد ساهماً، وقد علت وجهك...
لا تسألني لماذا لم أحدثك من قبل بكل ما أحدثك به الآن. . فأنت تعرف من قديم طريقتي الخاصة في الحياة، وتدرك ني في أغلب الأحيان أوثر نفسي بأشياء أعلم أن ليس فيها غناء لأحد. قل هي رغبة مجهولة، ولكن أرجو أن لا تزعم أني غريب شاذ كما تقول. . . ثم هل كان ينبغي أن أقول لك أني معذب؟ بالله لا تضحك. فقد كنت...
كان السائر في طرقات القرية يسترعي انتباهه ذلك الحديث الهامس بين الجالسين على المصاطب وبين السائرين في الطريق!! ذلك الحديث الذي يدور حول طاهر أفندي. وما كان من عادة أهل القرية أن يتحدثوا عنه بذلك الاهتمام لولا ما حدث اليوم في منزله؛ ففي الصباح الباكر حضر لديه طباخ من المدينة القريبة وما زال...
1- موت الفقير... ... وبعد أن نظر إلى شعاع الشمس الداخل إلى الغرفة المظلمة من كوة صغيرة في أعلاها وحدق فيه مليا دمدم ببعض الكلمات ثم إبتسم ثم نام. فتح الباب بهدوء تام ودخلت الأم ناكثة شعرها سابحة بدموعها تحبس حسراتها خوفا من إزعاج المريض. تقدمت من الفراش وركعت جهة الرأس وكان قد تحول عن موضعه...
قرأت لمحمد مستجاب قبل أن ألتقيه ، والحقيقة أنني وجدت في قصصه المبكرة لونا أدبيا لم أعهده في غيره ، وكنت مفتونا في بداياتي بإبراهيم أصلان، وعبدالحكيم قاسم وبهاء طاهرو يحيى الطاهر عبدالله ثم انضم إليهم بكل اريحية محمد مستجاب الذي تشعر بصعيديته في كل جملة يكتبها ، وحين قابلته في محافظة المنيا حيث...
الفتاة الطموحة لا تستطيع أن تحب.. إن طموحها يغلب عواطفها وأنوثتها حتى لا تعود تراهما أو تحس بهما.. وكلما اشتد طموحها بعدت عن عواطفها وأنوثتها.. وقد روت لي قصتها.. قصة فتاة في السادسة عشرة من عمرها، أحبت.. وكان يمكن أن تسعد بحبها.. ولكن طموحها غلف هذا الحب بغلاف سميك فلم تعد تحس به، وظنت...
(إلى الذين يفهمون القصة على خير ما تفهم القصة على أنها لوحة نفسية، وطلال إنسانية، وفكرة من أعماق الحياة). يا صديقي العزيز: تسألني عن هذا السر الذي آثار فضول الناس، سر زواجي الذي لم يدم؟. . ولم لا تقول إنه أثار فضولك أيضا فكتبت إلى تسألني!؟ ومع ذلك فسأكشف لك عن سري الذي أصبح ذكرى. . . كل ما...
-1- رفع الولد لي رأسه فرأيت خطين أبيضين يصنعان مثلثا تحت أنفه، فحولت رأسي عنه ولكني لبثت أفكر فيه (منذ ذلك الحين كانت البراءة بالنسبة لي وجها مستديرا شاحبا يعلوه المخاط). ولكن الولد كان يجلس في ميدان وبجانبه كانت أخت له أصغر منه ترتدي بنطالا كاحلا باهتا به ورود زرقاء متربة. وكانت البنت تتعلق...

هذا الملف

نصوص
195
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى