صفاء عبدالمنعم

إلى / سهى زكى مشهد خارجى : الشمس ساطعة بعنف أغسطس، ولكنها تحاول أن تكون فى حنان سبتمبر. امرأتان تعبران الرصيف، كل منهما تتكئ على كتف الأخرى. الميدان يقترب. عند مقهى على ناصية باب اللوق تدخلان. من الداخل المكان رطب، رغم رعونة الشمس. الأرض قديمة وقذرة، رغم المحاولة المستميتة من عامل المقهى فى...
. كان علىّ أن أقول له : لقد تأخرت كثير..!. وأغنى بحماس شديد، أغنية جورج واسوف(أتأخرت كتير ياحبيبي). كانت دموعها الحارة والتى تجرى على خديها مجرى النيل، وكادت أن تصنع أخدودا صغيرا على خديها، لم تستعطفه. وهى تمد يدها تودعه برداءها الأسود الحالك والذى أعتادت عليه كثيرا فى الفترة الأخيرة. كانت كلما...
الكتابة هى دولابى الكبير، أقف أمامه طفلة بضفيرتين عقصتهما لها أمها بشدة، ووضعت فيهما شريطتين بيضاء كبيرة، وتوجت كل ذلك بربط إيشارب من القماش الناعم حتى أنام، واستيقظ فى الصباح، وشعرى مازال ملموما ومرتبا، كى أذهب إلى المدرسة، والأطفال كانوا دائما يزفوننى فى المرواح وهم يرددون( يا تخينة) كنتُ أبكى...
كل مساء ، كنت اذهب إلى هناك ، أحمل كتبى تحت أبطى ، وأدخل إلى محراب العلم والهدوء . كانت تفتح لى الباب وتضحك : أدخلى يابنت الكلب ، وأوعى تعملى صوت ، الأستاذ لسه نايم . أدخل ، وأجلس إلى جوارها مثل قط أليف . وهى تطبق الغسيل وتضحك : أتعلمى يابنت الكلب كويس ، أوعى تطلعى خايبة ، سيبك من الهم اللى...
كان تدفقا جميلا للغبطة التى أشعر بها، عندما سمعت صوت الموسيقى أتيا من بعيد من أحد المراكب السيارة على صفحة نهر النيل، وأم كلثوم تشدو برائعتها(شمس الأصيل) أنا وحبيبى يا نيل نولنا أمانينا، مطرح ما يسرى الهوى، ترسى ما مراسينا. شعرت بنشوة الوجد، وأنا فى حضرة الموسيقى لا يسعنى إلا أن أندمج كاملة...
واحدة من بنات القاهرة ، ممن أصابتهم حرفة الكتابة عن موهبة عرفت طريقها للتحقق بداية الثمانينيات (مجموعتها الأولى 1984) ، مما يعني رحلة من الكتابة عمرها يتجاوز الثلاثين عاما، تشارك جيلها الكتابة ، وتشارك تلاميذها أحلامهم ، وتشارك الحياة الثقافية كثيرا من أنشطتها ، تعمل بالتدريس غير أنك تراها خارج...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث
أعلى