فوزية خليفي - ابتسامة..

..لديه ابتسامة " عارضة"، تسرق لسحرها مكانا بين حشد كلامه، فتتسرب من بين صلب نقاشات السياسة وترائب الاقتصاد العالمي المعقد، لتجلس في الصف الأول، على شرفة شفتيه، وتأسر قلبي...
تلك الابتسامة لها رقم بين عديد ابتساماته، لا تباغتني إلا حين أنسى، لشدة انشغالي بحديثه، أنها موجودة!
لها مواعيد متباعدة، تأتي لتفضح حضور بديهته الخارق؛ فهو يبتسمها حين يدرك كيف أني أتابعه باهتمام تلميذة لأستاذها، في آخر مراجعة قبل امتحان مصيري.. بينما يكون ذلك الجزء المنشقّ عن عقلي، المتخذ هيئة قلب أحمر... منشغلا بالنظر مطولا إلى فتحة صدره عند زر قميصه الذي نسيه مفتوحا، أو بمداعبة أطراف أنامله وهو يحرك يديه بأناقة، خلال حديثه..
تلك الابتسامة، تضبطني بفعل تخيل استراق قبلة خجلى، الفعل الفاضح في وضح نهار ذكائه!!!
إنها تكشف نية أفكاري، في حشر بياض سنواتها الغضة، داخل ثوب نوم أسود شفاف..
ابتسامته تشم عبير الورد الذي أحلم بصباحات، أسقيه فيها وأنا أدندن ذكرى لحن، سهرنا نسمعه معا، و قهوة أعدًها ليصحو على رائحتها، كأجمل من يصحو ، وأغلى من يشرق على الدنيا، قبل الشمس بفارق حب...
تلك الابتسامة تفهم، مع أنه لا يسأل، وأنا لا أجيب..
تلك الابتسامة، تجعل روحي تعود لتُبعث، من جديد، في أزمنة قادمة، في أشكال أخرى..
بعضها أني أُبعَث سنبلة، بمائة حبة..
والعشق يضاعف لمن يشاء..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى