محمد نوري جواد - صفوة القول

كثيراً ما نقع في خطأ كتابة الهمزة، ولا نفرق بين كتابة همزة الوصل وهمزة القطع، وتزخر إعلاناتنا بذلك، فمن جملة ما جاء في رسم همزة الوصل بصورة همزة القطع ما قيس على زنة (افتعل) ومصدره (افتعال)، والوارد في إحدى الصحف اليومية نحو : (إختبر قمة الرفاهية وحسن الضيافة)، و(يعتزمون الخروج في تظاهرات في البصرة إحتجاجا على سوء الخدمات)، وصحيح القول : اختبر، واحتجاجا من دون رسم (ء)، وما قيس على زنة (انفعل) ومصدره (انفعال) نحو : (إنفجر المسرح تصفيقا)، و(الذين يَصحونَ على صوت إنكسار الباب)، وصحيح القول : انفجر، وانكسار، وما قيس على زنة (استفعل) ومصدره (استفعال) مثل ما كُتب على أحد المصارف بخط بارز (مصرف الإقتصاد للإستثمار والتمويل) والصواب : الاقتصاد والتمويل، فضلا عمّا يكتب في فعل الأمر غير الرباعي نحو : (إزرع القطن)، فإذا كان رباعيا كتبت الهمزة نحو فعل الأمر : (أعربْ) من أعربَ يُعرب، ولا يجوز (إعرب) بكسرها. ومن الأخطاء صرف الأسماء الممنوعة من الصرف، فالاسم المصروف يجر بالكسرة، والاسم الممنوع من الصرف يجر بالفتحة، ولا يبدو ذلك واضحا في حالتي الرفع والجر في كتابة الكلمة التي تخلو من التشكيل، ومثال ذلك ما جاء في كلمتي (أسود، وأبيض)، فقولك : رجلٌ أسود في بيتنا، ومررت برجل أبيض، وقول : لا فرق في الإسلام بين أسود وأبيض، وفي حالة النصب يظهر الخطأ في كتابة الكلمتين حيث تظهر الألف في آخر الكلمة مثل ما جاء في خبر رياضي (أفكار مونديالية .. (الأخضر) انقلب أسوداً !)، وفي نصوص مثل : (وقد رأيت أكثر من مرة تمساحا أبيضا طويلا)، و (لكنّ جوهر الحقيقة يبقى ناصعا أبيضا)، والصواب : أسودَ، وأبيضَ ناصعا، فاكتب الكلمتين في حالة الرفع والنصب والجر على شكل واحد تسلم .
***
نشهد اليوم في الطرقات وفي المحال التجارية وفي بيوتنا كتابة (اللهم صلي على محمد وآل محمد)، وقد كُتب فعل الأمر (صلي) بالياء، ويبدو أنّ الذي صاغها بهذا الشكل لا يعلم أنّ الياء التي تلحق فعل الأمر هي ياء المخاطبة المؤنثة، ومن ذلك قوله تعالى لمريم (عليها السلام) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا[مريم :26] ؛ لذا لا يجوز كتابتها بهذا الشكل ؛ لأن المخاطب ليس بمؤنث تعالى الله سبحانه عن ذلك، وصحيح القول : اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، ومثله : اتّقِ، وابتغِ ... فيكون المخاطب (أنتَ)، والمعنى : اللهم ندعوك صلِّ أنتَ يا الله على محمد وآل محمد، أي : عظمه يا الله في الدنيا بإعلاء ذكره وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتضعيف أجره وتشفيعه في أمته، وآله كذلك، فسارع عزيزي المواطن إلى تبديلها لاختلاف المعنى المطلوب من هذا الدعاء العظيم


*منقول عن جريدة الصباح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى