موسى شعيب - أسرج خيولك

أسرج خيولك أن الروم تقتربُ = ووجه أمك قتال به العتبُ
أسرج خيولك كسرى عاد ثانية = وشهوةُ الملك في عينيه تلتهبُ
وفي الشآم خيول الغزو جامحة = تدوس قبلتك الأولى وتغتصبُ
أسرج خيولك فالصحراء ظامئة = لوابل من شِفار السيف ينسكبُ
أعد بسيفكِ للصحراء وثبتها = وهزّ بالنخل كي يسّاقط الرطبُ

آتٍ وفي رئتي بيروت راعفة = كسيرة الطرف تغشّى وجهها السحب
أتيت أسأل يا بغداد عن حلمي = عن أمة لزمان الفتح تنتسب
وعن سيوف وأبطال وألوية = في "ال=قادسية" ما تنفك تنتصب
وعن حبيب وعن طفل وعن قمر = وعن أب في يديه الخبز واللعب
أتيت أبحث عن أهلي تخطّفهم = ليل الطواحين في لبنان فاغتربوا
هنا أراهم على الشطآن أعينهم = تضيء، تزهر أعراسا وتصطخب
هنا استفاقوا، هنا اخضرت جراحهُمُ = عروس حلم بماء القلب تختضب
هنا، وتموز وضّاء أرى زمني = مَن سوف يُقبِل من أهلي، ومن ذهبوا
هنا، وتموز مختال أرى وطني = نشوان، لا دمعة حرى ولا رهب

أرى فلسطين عذراء تسيجها = أيدي الرجال، وتُلوى دونها النوَب
أرى الكنانة يجلو حزن مقلتها = دم الشهادة من سيناء ينسرب
تموز يا شهقة الماضين، يا فرح = الآتين يا قدرا بالنار يُكتتب
أطلق عواصفك الكبرى مدَوّية = "فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب"
لا يبلغ المجد شعب في مرابعه = يستأسد الذئب أو يسترئس الذنب
حبيبتي يا بلاد العرب أعشقه = ثراك، ما همني برءٌ ولا وصب
جميلة أنت، في بغداد ضاحكة = للعيد، أم في لظى بيروت تنتحب
حبيبتي أنت، في بدٍو وفي حضرٍ = سيان عند المحب القصر والطنب
النيل يبكي، ودمع النيل في بردى = يسيل، والرافدان الجفن والهدب
بغداد هذي جراحاتي وأغنيتي = وقد تعانق فيها الورد واللهب
جرح العروبة يا بغداد وحّدنا = كما توحّد في أعراقنا النسب
فوق الذرى الشم نحيا، أو تطيح بنا = سنابك الخيل، ما في أمرنا عجب
كذا يعلمنا البعث الصِدام، وما = في شرعة البعث يوم الملتقى هرب
لن يهنأ السيف في غمدٍ وقد شمخت = سواعدٌ لعراق البعث تنتسب
فلتهزج الغيد، خيال الخطوب أتى = تحفُّ مهرته العبسية الشهب
ولتنهض البيد هذا بعث أمتنا = وآية الله قد خصت بها العرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى