ثمة غربة في عينيّ
مع
كل خطوة تفضح
هشاشةَ الوقت
فكلما ارتجف النهار
تشظّت خطاي
وأنّ الليل في جرّة عبثي ،
وتواريتُ عن عيون المتربصين
لئلا يفضحوا زجاج عماي
وظلّت غربتي
خطوط مسارات طائرات
رُسمت بلا ظل
ولا آهة ...
فكيفَ لي ان اسكن الظلَّ
واحتمل الضياء؟
انا
لست بوجه مستعار
ولا من مجرّة أخرى
لا من عالم...
كنت سأرسم طائرةً ورقيةً
في الغرف المغلقة
كي تحلق بعيداً في الفراغ
كنت سأخط خط الأستواء على جسدي
كي لا أشعر بالغربة
كأنّ روحي
في كأسٍ مملوءة بالوحشة ،
كنت أحاول أن أخيط صوتي
في جدائل الصمت
ليعلو...
كنت أعلق الأماني وراء الباب مثل أسمال متروكة حتى لا ترتديهن الجنيات ،
كان وجهي مرآة للحياة...
ربما تقفين عند صورتي
يومًا
وتساءليني
لماذا أكتب إليكِ؟
و ستدركينَ
أنَّ الكتابة للغِيابِ
أسهلُ على الأمِّ
مِنْ مُخاطَبة الحضور
من
أبنائها
دون إرتعاش.
حضوركِ يجعل قلبي
ونبضاته
تتسارع كثيراً
مثل
قطار كهربائي ..
و ستفهمينني جيدًا
لأنكِ من بين جميع
فتيات العالم
تهربتِ من المجيء
إلى
حضني ...
هي الآن
في اواخر العصر
وقلوبٌ بلاستيكية
وثمة
قطارات لا محطات تسعى اليها
تحمل المهاجرين
من أعياد بائدة
من ذكرياتهم الباردة ...
وهي
تنظر الى أطرافها المثلجة
كأنهنّ أقراصٌ من
الآيس كريم في
يدِ بعض الأطفال ..
هي
تتلمس أنفها المتحجر كأنه فنجان قهوة
ابتلع الذكريات
كدوامة النهر ..
كانت عيناها...
منذ سنوات
وتلك السيدة (م)
تلبس بدلة باهتة
عيناها لامعتان مثل حجر أزرق
أنفاسها مثل قطار لا يتوقف
وقلبها كثور هائج
شفتاها كأنهما سورين لبلاد جميلة
لسانها كأنه حبل غسيل يمتد بين آهة
واخرى...
تلك السيدة ( م) تحب الماء
الممزوج بالقبلات
وتحب الماكر ذو القميص الأصفر
تحب أنفه الكبير
كأنه قارب في نهر...
أو تعلم
إن بلادَ الموتى
تتكلمُ
ولا أحد يسمعها
تنوحُ؟!
بلا إشفاق
تنظرُ
لا لون
لا صوت
بلادُ الموتى
تئن ولا مخرج
تصرخُ، يفجِّرُ
الصخرَ الأصم
ثم تركلُني
على جذعٍ جافٍّ في عرض وحدتها
وأنوحُ، بلا شهقات
بلادُ الموتى تبحث عن الابواب
عن المخرج
ولم نسمع اليوم سوى احتفالات موتى
لا طيور ، لا أجنحة
ولا...
حين نولد عبثا
وفي داخل كلٍّ منا حجرةٌ مظلمةٌ
فلا شجرةَُ الزمن
ولا أغصانُها
سترتدي صرختَنا
بعد جفافِ حبلِنا السرّي
و آرتجافٍ الفجِر بين
الفخذين.
ستهوي الشجرةُ و الكلماتُ
إلى الأسفل
وكلّما هدأ صراخُنا
بدأ الرجلٌ آمرأةً
بكلمة (أحبُّكِ).
ففي الداخل
حيث الغرفةُ
موقدُ حطبٍٍ
تبقى كلمةُ (أحبّكِ)
هناكَ...
تقول إحداهن
في حزنها الجنوبي
أو ما تسميه أمّها حزنها الدائم :
حزني سواد
وخطاي بياض
وما بينهما وطنُ على سبورة الموت
*
أنا وأنت ...
قطرتا مطر على زجاج سيارة فارهة
سقطنا في أول تقاطع إشارة للمرور ....
ما زال اللون الاخضر مشعا بسواده
**
على كفِ أعمى يجرّ سلالات قديمة
الى صندوق إقتراع
أنا وأنت...
أ يمكننا ان نأكل القمر
بالملاعق
أو بالأصابع؟!
أوَ يكون دواءً للخائفين
كل ساعتين.؟!
فهو مُسكن جيد
و منوم رائع
للذين اوهمتهم الفلسفة.
قطعة من القمر في جيبك
دليلٌ
يساعدك في إيجاد حبيبك،
و يبعدك عن العيادات الطبية
أو كسرة من القمر
ستكون حلوى للأطفال
عندما لا ينامون
وبعض قطرات من دم القمر...
ليتني..
أستطيع أن أسأل الطرقات عن نهايتها قبل
أن أسلكها
ليتني...
أملك مقهى في ركنِ شارع قديم
كي أقدّم الحبَّ في فناجين القهوة
وأدسُ السُكر في أكواب الشاي
كي تشربَه ملاعقُ الحنين
مع قطع من وترّ الاشتياق
ليتني...
أنثر في زوايا البيوت بعضاً من الطمأنينة
وأعلق على أبوابها
الهدوءَ
وأرسُمُ...
ليس بحجم حبة خردل
فبيت أمي
كعلبة كبريت قديمة
-بيتنا،في ضاحية المدينة
لا يعرفه أحد-
صنعتُه بيد واحدة
ونفختُ فيه أرواحا من روحي
فغدا
أعلى من نظرة عينيها ..
وأكبر
من جسدي الشفاف
مع أني لو وقفت
قليلا
ومددت يدي للامستْ رأسَ المدخنة
وربتتْ على كتف
الصباحات ،
ولكنتُ أكثر هلامية
بقدمين لا...
الآن
ها قد انهيت كل حلول المسائل الرياضية
ودونت كل ما حدث منذ ٧٠٠٠ آلاف سنة
وحتى العطش قد اطفأته بكوبين من الماء
بعد قراءة رواية سمعت كل شيء ، وحرقت سجائر افكاري ، وانتهاء ما يقال عنها القيلولة ، واستبدال صمت بقصيدة ضاجة بالرقص ..
فتشعر شيئا يضرب صدرك كالموج الصاخب في عاصفة ،
وأنت تجلس...
عندما أُصبح ذكرى
في عالم هشّ
عالم من الظلمات
أطفو على أرض بغير مدى
وأسكنُ مفزوعة
على زمان ليس
بزماني .
،،،
عندما
يصبح لي أجنحةٌ
من غسقٍ
ويغيبُ العالم في إغماءاته الخائفة
من ظلامه
يدخل العقل بجنونه خضرةَ الغابات
وهي تُصفق لمطر
لن يأتي ..
،،،
عندما
تشرب الانهار وجهي
يزهرُ وجهُ الأرض بعد جدبها...
الوقت الذي تقضيه مع غيري
ستشغل أنت به رأسي المختل .
أعرف أن منتصف الحنين
هباءً لديك
فهلا تساءلت لماذا توقفنا هنا ؟!
لماذا مازلنا لا نرى سوى شظايا كأسنا ؟!
فكلما وقفت عربات الايام
في مشهدها العشوائي تحت وسائد أحلامي
بدّلتُ أغنيتك الهادئة تلك وهي
تصرخ بي
وبالمحطات حين تلوّح بكفوف النسيان
لتقول...
نركض
وتركض أغصان الشجيرات
لحطابها
كمن يريد مسك جسد الملائكة بلا كفين
تعانق البكاء لأطفاء حريقها
فتنهض الجنائز كعانس في عرس الأنوثة ...
حفل وطبول وبعض أغان
تحشد عظامنا المنشأة كأحجار البيوت القديمة
وحشتنا في عالم أزرق
وتتسلق أعيننا سطوح العاشقات .
،،،،
أنا لافتة شاهدة على رأس الغياب العظيم
ألف...